تشهد معظم دول العالم وخاصة الأوروبية منها ارتفاعا رهيبا لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد ضمن ما أصبح يعرف بموجة ثانية من الجائحة، دفعت الأمين العام الأممي إلى انتقاد فشل العالم في القضاء على هذا الفيروس الذي تجاوزت حصيلة ضحاياه مليون وفاة وقرابة 39 مليون إصابة. وانتقد أنطونيو غوتيريس أمس فشل دول العالم في امتحان مكافحة هذه الجائحة، حيث نبه إلى ضرورة القيام بتحرك جماعي للحيلولة دون انزلاق الملايين نحو الفقر والجوع بسببها. وقال إنه كان من الممكن فعل المزيد لو تعاونت كافة البلدان لمكافحة المرض الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص عبر العالم منذ ظهوره أول مرة نهاية ديسمبر الماضي. وأضاف بأن "جائحة كوفيد-19 تحد للمجتمع الدولي بأسره ولتعدد الأطراف الدولية، ولي أنا شخصيا، كأمين عام للأمم المتحدة"، معربا عن تأسفه "لإخفاق المجتمع الدولي حتى الآن". وحذر المسؤول الأول عن المنظمة الأممية من أنه إذا لم تتخذ إجراءات منسقة "فسيدفع الفيروس، الملايين باتجاه عتبة الفقر والجوع فيما ستبقى الآثار الاقتصادية المدمرة لأعوام مقبلة". من جهته حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تادروس أدهانوم من أن بلدان أوروبا تواجه ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كورونا ثلاثة أضعاف ما كان عليه الحال وقت ذروة انتشاره، شهر مارس الماضي. وأكد أن دخول نصف الكرة الأرضية الشمالي فصل الشتاء سوف يمثل تحديا للأنظمة الصحية فيها وخاصة ما تعلق بتعايش فيروس كورونا مع الإنفلونزا الموسمية وذلك بسبب تشابه الأعراض. وحث على إيلاء الاهتمام بتحصين بعض الفئات مثل كبار السن والأطفال والنساء الحوامل والعاملين الصحيين من فيروس الإنفلونزا باستخدام اللقاح الموجود والمستخدم. كما أكد أن المنظمة ستقوم باختبار مواد جديدة وعلاجات من مضادات الفيروسات في المرحلة المقبلة للوقوف على مدى فعاليتها في مواجهة إصابات كورونا. وتشهد الدول الأوروبية انتشارا كبيرا للفيروس، ما أدى إلى ارتفاع هائل في حالات الإصابة إلى درجة لم تعد غرف العناية المركزة قادرة على استيعاب المزيد من المرضى في معظم المستشفيات الأوروبية. وهو ما دفع بحكومات هذه الدول التي فقدت سيطرتها على الجائحة إلى العودة إلى إجراءات الحجر الصحي على غرار فرنساوألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة ودول أخرى فرضت حظر التجول وقررت غلق المطاعم والحانات ومنع التجمعات الكبرى من مهرجانات ومنافسات وغيرها. وضمن هذا الوضع المتأزم اضطر الاتحاد الأوروبي إلى إلغاء قمته كان من المقرر عقدها شهر نوفمبر المقبل بالعاصمة الالمانية برلين بشأن سياسته تجاه الصين. وقالت المستشارة أنجيلا ميركل "أعتقد أن هذه رسالة ضرورية فيما يتعلق بالاختلاط"، متعهدة بأن بلادها ستفعل كل شيء لضمان عدم انتشار فيروس كورونا المستجد بشكل خارج عن السيطرة وهي التي أشارت إلى أن ألمانيا "في مرحلة خطيرة للغاية من الوباء منذ أسبوع". بالتزامن مع ذلك كشفت منظمة الصحة العالمية أن نظم علاج فيروس كورونا المستجد باستخدام عقارات "ريمديسفير" و«هيدروكسي كلوروكوين" و«لوبينافير" و«ريتونافير" و«الانترفيرون"، ذات تأثير ضئيل أو معدوم في خفض معدل الوفيات. وأكدت المنظمة في تقرير نشرته بعد دراسة أستندت إلى تجربة أجريت على مدى 6 أشهر فشل أكبر تجربة في العالم لإنتاج علاجات ضد الفيروس وفي إطار تجربة تضامن تشارك فيها عدة دول. وذكرت المنظمة أن الدراسة التي تغطي أكثر من 30 دولة نظرت في أثار هذه العلاجات على إجمالي الوفيات وبدء استخدام التنفس الصناعي ومدة إقامة المرضى في المستشفى. كما حذرت منظمة الصحة العالمية أيضا من أن وباء "كوفيد-19 " يهدّد بالقضاء على التقدم الذي تحقق في السنوات الأخيرة في مكافحة مرض السل المعدي وأحد الأسباب الرئيسية للوفيات، خاصة وأنها إشارات إلى أن الدول الأكثر تضررا بمرض السل منهمكة الآن في مكافحة فيروس كورونا المستجد وتخلت عن تشخيص الإصابات به. وأضافت أن هذا المرض الرئوي وعلى الرغم من وجود علاج له يمكن أن يسجل هذه السنة أعدادا من الوفيات تزيد بما بين 200 ألف و400 ألف وفاة عن الحصيلة التي سجلها السل في سنة 2019 والتي بلغت 1,4 مليون وفاة. ❊ق.د