نظم عدد من سائقي سيارات الأجرة لولاية الجزائر أمس، بمحطة النقل البري بالخروبة، وقفة احتجاجية، عبروا من خلالها عن الظروف الصعبة التي يعيشونها، والتي ازدادت سوءا بسبب تفشي وباء كورونا وتوقفهم عن النشاط لأكثر من سبعة أشهر مطالبين الوصاية بإنصافهم والتكفل بانشغالاتهم وتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها طيلة فترة هذه الجائحة. اصطف عدد من أصحاب سيارات الأجرة، على طول الطريق المحاذي للمحطة، تعبيرا عن رفضهم لإقصاء عدد منهم من التعويض الخاص بوباء "كورونا"، وطالبوا بتعميمه على جميع السائقين من دون شروط تعجيزية، بالنظر للأضرار التي لحقت بهذه الفئة طيلة توقفهم عن النشاط حيث أصروا على تنظيم احتجاجهم رغم محاولة منعهم من قبل عناصر الأمن. وأثار بعض المحتجين في تصريحات ل "المساء"، جملة من المشاكل التي يعيشها سائق "التاكسي"، خاصة ما تعلق بالأعباء الكثيرة التي أثقلت كاهلهم، مقارنة بالمداخيل التي يجنونها، محذرين من توقف عدد كبير من السائقين عن ممارسة هذه المهنة في حال استمر مثل هذا الوضع. وركز هؤلاء بشكل خاص على رخصة الاستغلال الخاصة بالمجاهدين التي يعتمد عليها أغلبهم، والتي تحوّلت إلى كابوس حقيقي بالنسبة لهم، مؤكدين أنهم مصرّون على مواصلة احتجاجهم للمطالبة بتعويضها برخصة إدارية، في نفس الوقت الذي أكدوا فيه على أن وضعية القطاع تتطلب تدابير وإجراءات جديدة، لتنظيم وتأطير أفضل لهذه المهنة. كما أشاروا إلى جملة المشاكل التي تعترضهم، خاصة منها سوء التنظيم الذي يسود هذا النشاط، وتجاهل السلطات لانشغالاتهم، فضلا عن عدم التزام البعض بقواعد المهنة، وتغييرهم للخط المسموح لهم النشاط فيه، والعمل بخطوط بين الولايات، عوض العمل بإقليم العاصمة، مثلما لاحظنا أمس على مستوى المحطة. وطفت الخلافات بين السائقين، جلية خلال هذه الوقفة، وأكدت عدم وجود تنسيق وتفاهم بين منتسبي هذا النشاط، حيث توقف البعض عن العمل واستجاب لقرار التنسيقية القاضي بتنظيم وقفة احتجاجية، بينما واصل بعضهم العمل بصفة عادية، خاصة فيما يخص أولئك الذين غيروا خطوط النقل التي اعتادوا العمل على مستواها. ووجد مستعملو هذه الوسيلة في تنقلاتهم صعوبة في الوصول إلى وجهاتهم، خاصة في ظل النقص الفادح في وسائل النقل العمومي، بسبب عدم استئناف نشاط سيارات الأجرة ما بين الولايات. يذكر، أن الحركة الاحتجاجية، تقرّرت عقب اجتماع أعضاء المجلس النقابي لسائقي سيارات الأجرة لولاية الجزائر، التي تصرّ مثلما أوضح رئيس اتحاد سائقي الأجرة لولاية الجزائر آيت ابراهيم الحسين، ل«المساء"، على افتكاك حقوقها والمتمثلة في مطلبين أساسيين، هما استفادة جميع سائقي التاكسي من منحة "كوفيد 19"، دون استثناء أو شرط، واستبدال رخصة الاستغلال المعمول بها حاليا برخصة إدارية.