يشكل غياب المرافق الخاصة بالشباب والأطفال، وفي مقدمتها دور الشباب والثقافة والملاعب الجوارية، بالإضافة الى الحدائق العمومية والمساحات المخصصة للعب الأطفال، وضعية باتت محل انتقاد المقيمين بهذا الحي الذي يفوق تعداد سكانه ال 10 آلاف نسمة. يعد حي سوريكال الواقع ببلدية باب الزوار، شرق ولاية الجزائر، من أكبر الاحياء السكنية على المستوى الوطني وحتى الإفريقي، وهذا بالنظر إلى الكثافة السكانية التي يشهدها والمؤهلة للارتفاع في ظل المشاريع السكنية التي هي الآن في طور الإنجاز... ورغم الكثافة السكانية العالية، إلا أن الحي يظل منذ أكثر من ثلاثة عقود بعيدا عن اهتمام السلطات المحلية، التي لم تبادر، على الرغم من توالي مجالسها، بإنجاز مشاريع من شأنها تفعيل الحركة الرياضية والثقافية وتأطير الشباب الذين يتشكل عدد كبير منهم من المتسربين مدرسيا، وهم بأمس الحاجة الى التأطير والاهتمام. ويكشف واقع الحي، غياب المرافق الثقافية و الرياضية كدار الشباب أو دار للثقافة، أو مساحات مسيجة للعب الاطفال ولا حتى حدائق عمومية، وهذا رغم وجود عدد من المساحات غير المستغلة، منها ما هو مهيأ لتغطية الاحتياجات المطروحة في مجال التعمير وأخرى مساحات خضراء شاسعة، بالإمكان تجهيزها لأن تكون حدائق عمومية. وقد أدى غياب مختلف هذه المرافق الى لجوء الاطفال الى اللعب في الأماكن المخصصة لسير السيارات أو تنقل الراجلين، كما يلجأ الشباب من مختلف الأعمار، الى تكوين فرق رياضية غير مؤطرة، حيث يتخذون من »الأحياء« الفرعية المتوزعة عبر الحي، مكانا لتنظيم المنافسات والمباريات الرياضية، وحسب عدد من السكان، فإن الوضع يكاد يضيق بهم وبأبنائهم، على اختلاف أعمارهم. ويطرح عدد منهم، غياب دور المجلس الشعبي البلدي في تنمية الحي وتفعيل الحركة الرياضية والثقافية، مثلما هو الأمر، على عكس ما هو قائم بعدد من أحياء العاصمة، وما زاد من حدة الوضع حسب بعض الآراء، غياب التمثيل الجمعوي، الذي يفترض ان يكون الوسيط الذي ينقل مختلف الانشغالات المطروحة.