على عكس ما كان متوقعا، افتتحت أمس أشغال الملتقى الدولي حول التسامح في الإسلام المنظم من طرف المجلس الإسلامي الأعلى، بالأوراسي بالعاصمة وسط غياب كلي للسلطات العليا في البلاد، و جرت العادة منذ عدة سنوات تنظيم المجلس الإسلامي الأعلى ملتقاه الدولي تحت الرعاية السامية لفحامة رئيس الجمهورية، وبحضوره الشخصي أو قراءة رسالته على المشاركين من طرف أحد مستشارية كأضعف الإيمان، ولعل الحملة الانتخابية التي اشتعلت بين المترشحين الستة لموعد التاسع أفريل المقبل هي التي غطت على الحدث. أكد أبو عمران الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن الهدف من تنظيم الملتقى الدولي حول التسامح في الإسلام هو تصحيح مفهوم الناس للتسامح الذي انطوى عليه الإسلام سواء بالنسبة للمسلمين أو أهل الكتاب أو غيرهم من الناس وقال أبو عمران الشيخ في الكلمة الافتتاحية التي استهل بها الملتقى الذي انطلقت أشغاله أمس بالأوراسي وتدوم إلى غاية مساء الأربعاء أن الهدف من تنظيم هذا الملتقى الذي دأب المجلس على تنظيمة في شهر مارس من كل عام هو تصحيح مهفوم التسامح في الإسلام بالنسبة للمسلمين ذلك أن التسامح مصطلح ثابت في النصوص القرآنية والسنة النبوية العطرة واجتهاد السلف الصالح، كما يهدف الملتقى حسب المتحدث إلى تصحيح بعض المعلومات المغلوطة التي التصقت بالإسلام ومفاهيمه عند غير المسلمين، من أهل الكتاب مصداقا للآيات الكريمة في القرآن الكريم " وجادلهم بالتي هي أحسن"، أما الهدف الثالث من تنظيم الملتقى يضيف ابو عمران الشيخ تصحيح مفهوم الإختلاف في الإعتقادّ، الدين والرأي من صميم تعاليم ديننا الإسلامي وجب علينا إيصالها إلى غير المسلمين سواء من اهل الكتاب أو من غيرهم، فالاختلاف رحمة و القرآن الكريم يقر بذلك" لكم دينكم ولي ديني". وتخللت في بداية اليوم الأول من الملتقى عدة محاضرات نشطها أساتذة وباحثون مختصون من جامعات الجزائر، فقد تطرق الأستاذ عشراتي سليمان من جامعة وهران في المحاضرة التي ألقاها على المشاركين بعنوان " مفهوم التسامح في الإسلام" لإلى مظاهر التسامح في الإسلام وانتشاره من مكة على المدينة إلى بيت المقدس ، كما ركز المحاضر على تكريس الإسلام لحق المواطنة في إعطائه العهد للذميين من اهل الكتاب الآخرين اليهود والنصارى بالإظافة إلى ان الإسلام لم يفرق بين القبائل فقد كان دينا جامعا لا مفرقا " إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم" من جهته تناول الأستاذ بن براهيم سالم عضو المجلس الإسلامي الإعلى في المحاضرة الثانية في اليوم الاول إلى مفهوم التسامح من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية واجتهاد العلماء الكبار م، وعرج المحاضر على تسامح الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين في مواقف ومواطن عديدة مازالت الصفحات المشرقة للسيرة النبوية العطرة تحفل بها. أما الأستاذة حدة سابق من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة فقد تعرضت لمفهوم خلق التسامح في الإسلام على ضوء القرآن، ذلك ان القرآن الكريم لم يورد لفظا واحدا لكلمة التسامح تضيف الأستاذة لكنه اشتمل على أكثر من تسع مئة لفظة مرادفة لكلمة التسامح كالبر والإحسان والمعروف والعفو وغيرها. وتواصلت مساء أمس ثلاث محاضرات أخرى دائما تحت عنوان التسامح في الإسلام سينشطها اساتذة من مختلف الدول الإسلامية. وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى الدولي الذي يأتي في ظرف سياسي استثنائي يتسم بالحملة الإنتحابية التي ينشطها ستة مترشحين يتقدمهم رئيس الجمهورية المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة هي من غطت على الحدث وأفقدته بريقه المعهود، كما أن ملتقى هذه السنة لم يعرف المشاركة القوية من طرف أساتذة ومختصين من دول عربية أو إسلامية .