❊ تكريس التداول الديمقراطي على السلطة ضمن التغيير الجذري لنمط الحكم وآلياته أكدت مجلة "الجيش" أن نجاح استفتاء تعديل الدستور يمهّد الطريق لتجسيد مشروع الجزائر الجديدة من خلال تحقيق كافة التطلعات، ويسمح ببناء جزائر أكثر صلابة وتفتحا على نحو يكرس التداول الديمقراطي على السلطة ويضمن التغيير الجذري لنمط الحكم وآلياته ضمن قطيعة حقيقية مع ممارسات الماضي، التي تسببت في زعزعة هيبة الدولة وفقدان ثقة الشعب بمؤسساته الدستورية. وأكدت المجلة في عددها الأخير الذي خصّص لذكرى الثورة التحريرية، "أن الجزائر الجديدة ستتجسد حتما على أرض الواقع، من خلال جملة الإصلاحات العميقة التي كرسها دستور نوفمبر 2020"، بكيفية تتيح التفرغ للتنمية الوطنية الحقيقية وإشراك الشباب والمجتمع المدني بشكل فعلي في عملية البناء الوطني من خلال منحه فرصة المساهمة في إحداث التغيير الشامل والرقي بالمجتمع على مختلف الأصعدة. وأشارت افتتاحية المجلة، إلى أن جزائر ما بعد غرة نوفمبر 2020 ستكون امتدادا لنوفمبر 1954، التي قدم الشعب الجزائري خلالها تضحيات جسام لتحرير البلاد من استعمار غاشم، مضيفة أنه مثلما خاض بالأمس في كفاح مسلح، ها هو اليوم قد ذهب ليقول كلمته الفصل لترسيخ دعائم دولة القانون وضمان تماسك الدولة ومؤسساتها. وبعد أن أكدت بأن لا مصلحة تعلو فوق مصلحة الوطن، أوضحت الافتتاحية أن الجيش الذي أدى دوره كاملا في ضمان التأمين الشامل لعملية الاستفتاء، يواصل الاضطلاع بمهامه النبيلة التي لا يحيد عنها أبدا، اقتداء بصنيع شهداء ثورة التحرير والمجاهدين والأبطال الخيرين من أبناء الوطن. وتطرقت الافتتاحية إلى الزيارات التي قادت الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الشهر الماضي إلى مختلف النواحي العسكرية وقيادات القوات، تزامنا مع افتتاح سنة التدريب والتحضير القتالي 2021 وكذا الاحتفالات المخلدة لذكرى اندلاع ثورة التحرير المظفرة، والتي حث خلالها، أفراد الجيش الوطني الشعبي على استحضار هذه الذكرى الغالية وتضحيات وبطولات الأسلاف الذين حطموا أسطورة أعتى قوة استعمارية. وخلصت الافتتاحية إلى التأكيد على أن نصرة الوطن تتحقق بمضاعفة الجهد والتحلي باليقظة وتقديم المزيد من التضحيات، في ظل الظروف الاقليمية التي تمر بها منطقتنا، مشيرة إلى أن ذلك ليس بجديد أو مستحيل على أبناء وأحفاد جيش التحرير الوطني. وبعنوان "نوفمبر التحرير،،، التغيير" خصص العدد الأخير للمجلة ملفا حول الذكرى 66 لاندلاع الثورة، تناول فيه رسالة رئيس الجمهورية والأمر اليومي لرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي احتفاء بهذه المناسبة التاريخية، كما نشرت مقالات تمحورت حول محاولة المستعمر طمس الهوية الجزائرية والجرائم التي ارتكبها في حق الشعب الجزائري. كما أعدت مقالا حول الجزائريين الذين نفاهم المستعمر إلى كاليدونيا الجديدة بعنوان "منسيون في ما وراء المحيطات"، إلى جانب ملف حول التعذيب الذي مارسته قوات الاحتلال الغاشم في حق المواطنين الجزائريين وفي حق أصدقاء الثورة. ومن باب الحفاظ على الذاكرة، تطرّقت المجلة في مقال آخر إلى الدلالات التي تكتسيها ذكرى أول نوفمبر التي تزامنت هذه السنة مع حركية المشهد السياسي في البلاد، خصوصا مع تنظيم الاستفتاء على الدستور الذي يتوخى منه الانطلاق في مسار تغيير فعلي لبناء دولة المؤسسات والحقوق والتأسيس لميلاد جزائر جديدة. كما أشارت المجلة إلى القناة الموضوعاتية "الذاكرة"، مؤكدة أنها ستروي كفاح ونضال نساء ورجال صنعوا المجد، فضلا عن القيم التي عاشوا من أجلها ودافعوا عنها، بالإضافة إلى الكشف بالصورة والصوت عن كل الجرائم التي اقترفها المستعمر الفرنسي في حق الشعب الجزائري. ولم تفوت "الجيش" فرصة افتتاح قاعة الصلاة بجامع الجزائر يوم 28 أكتوبر الماضي، للتأكيد على أن الجامع من منظور الأمن الفكري هو أيضا تعزيز للأمن الوطني، من منطلق أن الأمن لم يعد يقتصر على الأبعاد التقليدية أو مجرد حماية الفرد وحدود الدولة من التهديدات العسكرية، ولكنه امتد إلى العقل الإنساني وبالدرجة الأولى "الفكر" كونه وعاء منظومة القيم الوطنية. وفي مجال مكافحة الإرهاب تطرقت المجلة إلى حصيلة العمليات لشهر أكتوبر، مشيرة إلى القبض على إرهابي وإيقاف 12 من عناصر الدعم والإسناد، فضلا عن كشف مخبأ لدعم الجماعات الارهابية و4 قنابل تقليدية الصنع، في حين تم في إطار الجريمة المنظمة توقيف 519 شخص تورطوا في التهريب والتنقيب عن الذهب بطريقة غير شرعية.