يتواصل بدار الثقافة "أحمد رضا حوحو" ببسكرة، إلى غاية 15 ديسمبر الحالي، معرض الفنان التشكيلي سليم بوهالي، بعنوان "أضواء الجنوب"، ويقترح هذا الفنان المحترف بعضا من مشاهد منطقة القنطرة الفاتنة، وكذا جانبا من خصوصيات العمارة التقليدية بالمنطقة، وغيرها من المواضيع التي تدخل الجمهور إلى عمق صحرائنا الدافئة. الفنان بوهالي ابن مدينة القنطرة بولاية بسكرة، من مواليد سنة 1964، يعتبر من أشهر التشكيليين الذين ينتمون إلى هذه المنطقة، وهو حاصل على شهادة في الديكور الداخلي من المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بولاية باتنة سنة 1990. لا زالت مدينة القنطرة أبرز مصادر إلهام بوهالي، الذي تجمع أعماله بين الأسلوبين الرمزي والتجريدي، وأصبح سفيرا للمدينة التي أبهرت بجمالها الفنانين والفلاسفة منذ زمن طويل، وتركز لوحاته على جمال مباني الأجداد، وطبيعة القنطرة الخلابة، حيث تتوغل اللوحات بألوانها عبر الصخور والوديان والمسالك والمباني، لترسم جغرافية المنطقة، خاصة في صورتها العذراء، وتكاد تكون تلك المناظر حكرا على هذه المنطقة المحصورة بين السهوب والصحارى. من اللوحات الحاضرة في هذا المعرض، نجد "الشلال"، و"مدينة القنطرة"، و"الجسر الروماني"، و"السقيفة"، و"القرية الحمراء" و"انطباع بناء من الجنوب"، كما يتضمن "أضواء من الجنوب" تجربة هذا الفنان التي تجاوزت العقدين، ويحكي فيه بإحساس عن مدينته القنطرة، التي رسمها كبار الفنانين المستشرقين العالميين من أمثال دو لاكروا وديني. أغلب اللوحات بالألوان الحية، منها ما هي بالأسلوب الواقعي خصص للوحات التي تصور المناظر الطبيعية، ومختلف المواقع بمدينة القنطرة وضواحيها، وهي بالألوان المائية، فيما خصصت أخرى للألوان الزيتية والأسلوب نصف التجريدي، يتناول فيها الفنان مواضيع شتى. يمتاز هذا الفنان بتقنياته الخاصة، وبطريقة عمل فريدة، مما يمثل هويته الفنية المستقلة، ويرسم القنطرة وضواحيها من باب الاهتمام بتراثنا الوطني. يستعمل بوهالي الألوان الحارة المستمدة من جو الصحراء، علما أن القنطرة تبعد عن باتنة ب50 كلم، وعن بسكرة بنفس المسافة، بالتالي فإن جوها بمناخين صحراوي وتلي، بمعنى شمالها مكسو بالثلج وجنوبها مكسو بالرمال، بالتالي استحقت اسم قنطرة، لأنها تجمع بين مناخين وبيئتين مختلفتين. للإشارة، يتم الالتزام خلال هذا المعرض، بكل التدابير الصحية الصارمة، كما يستمتع الجمهور به، من خلال عرض افتراضي خاص على صفحة دار الثقافة "رضا حوحو" الافتراضية. للتذكير، درس الفنان بوهالي أصول الفن بمدرسة الفنون الجميلة بباتنة، وكان ضمن الدفعة الأولى التي تخرج منها سنة 1990، وتخصص حينها في الهندسة الداخلية (ديكور)، لكن الفنان بقي ملتزما بالفن التشكيلي الذي فتح عينيه عليه في سن مبكرة، عندما كان ينجذب وهو طفل، لكل ما هو ألوان. نال بوهالي الجائزة الأولى خلال فعاليات صالون "جرجرة الرابع للفنون التشكيلية"، الذي احتضنته مدينة تيزي وزو سنة 2010، وعدة جوائز أخرى، وأقام العديد من المعارض.