الفنان التشكيلي سليم بوهالي يطوّع "الأكواريل" لترجمة عشقه لمدينة الزيبان تواصل حديقة لندو النباتية التي أعيد فتحها مؤخرا ببسكرة بعد سنوات من الإهمال، احتفاءها بالفن التشكيلي، حيث تحتضن إلى غاية 27 ماي الجاري، معرضا فرديا لأعمال المهندس التشكيلي سليم بوهالي الذي رصع القاعة بلوحات اختار لها كمحور بانوراما من سحر بسكرة. المعرض عكس النقلة الاستثنائية للفنان بوهالي، المتخرّج من معهد الفنون الجميلة بباتنة في بداية التسعينات، و المعروف بإبداعاته الكثيرة في مجال الرسم بالألوان الزيتية، إلى عالم الألوان المائية الذي طوّعها لإنجاز لوحات عن مسقط رأسه القنطرة و ولايته بسكرة و جوها العام، كما يتراءى له، فعبّر في لوحاته الأربعين التي زيّنت المكان عن إعجابه بطبيعة المنطقة و عمارتها التقليدية و عادات سكانها و بساطة الحياة و غيرها من الحالات الفنية التي تعكس مدى دمج و تحكم مشاعره في حركات فرشاته و انصهارها في الألوان المداعبة لأحاسيس تتخطى الأفكار و الأحلام و تجعل من صور مستوحاة من الواقع، و كأنها من وحي الخيال لشدة جمالها. «سقف من طين»، «بيوت في الأعلى»، «شموخ المباني» و بساطة الحياة».. و غيرها من العناوين التي تترجم اهتمام الفنان بخصوصية العمارة التقليدية و الأزقة القديمة و تبيّن ولعه بكل تلك الأجواء التي حمل رائحة طينها إلى الورق، فحوّلها إلى ألوان، برائحة التراب و النخيل. سليم بوهالي اسم معروف في أوساط التشكيليين، بعبقرية انتقاء الأطر، بلمسة تنسجم فيها المدرسة التقليدية و العصرية، تماما كالمكان الذي احتضن معرضه و الذي يعود تاريخ إنشائه إلى سنة 1872 ، لما يتمتع به مناظر خلابة و ملهمة تساعد على الإبداع. الفنان قال للنصر، بأن اختياره للأكواريل(الألوان المائية) كان تلقائيا، لميله المتزايد لهذه التقنية التي شارك بها في عديد المعارض الجماعية بمختلف مناطق الوطن و بشكل خاص بالعاصمة، مؤكدا استمتاعه بتصميم و رسم مناظر للمدن التي تتم دعوته إليها لحضور المعارض أو المشاركة فيها.و اعتبر الفنان إعادة بعث حديقة لندو العريقة، فرصة لإعادة الحركة التشكيلية ببسكرة، حيث تحوّل المكان إلى ملتقى حقيقي للفنانين القادمين من كل مكان، و أكد على ضرورة استمرارية مبادرة تنظيم المعارض التشكيلية لأهميتها. و بخصوص أعماله، ذكر الفنان بأن لجوئه للألوان المائية فرضه شغفه بكل ما يمنح للرسومات حياة، و يجعلها تظهر و كأن الحركة تدب فيها، من خلال التفاصيل الدقيقة التي يعتني بنقلها بمهارة عالية، تترجم تجربته الطويلة و تعمقه في عالم الألوان والاشكال.