تسعى عدد من مديريات الثقافة بعدد من الولايات الوطن، للعودة إلى الحياة الطبيعية بعد غلق لمدة شهور بسبب الظروف الاحترازية التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك من خلال تنظيم نشاطات ثقافية وفكرية على غرار المعارض الفنية التي غالبا ما يستطيع منظمها الاتخاذ بشأنها التدبير اللازمة للوقاية من هذا الفيروس. ففي الجزائر العاصمة مثلا سيحتضن "رواق باية" بقصر الثقافة مفدي زكريا الأسبوع المقبل معرضا فنيا للفنان التشكيلي هاشمي عامر، تحت عنوان "الصين في عيون الفنان هاشمي عامر" وهو معرض فردي للوحات الفنية، يضم 60 لوحة تشكيلية في تقنية الرسومات التخطيطية ورسومات الغواش أنجزها الفنان هاشمي عامر خلال فترة دراسته بأكاديمية الفنون الجميلة ببكين من 2012 إلى 2015، ومن المقرر أن ويبرز المعرض الذي سيمتد على مدار شهر كامل، التراث الصيني القديم المدرج في التراث العالمي على غرار "معبد السماء" ببكين وصور الصين العظيم ونهر التنين الأسود وكهوف دون هوانغمو وموقع تراث، سكان بكين الأصلين ومقبرة الإمبراطور تشينغ سيهوانغ وغيرها. والمعرض سيكون حسب الفنان عبارة عن "دفاتر سفر" أو رحلة افتراضية إلى الصين عبر لوحات تشكيلية للتعريف بالحضارة الصينية القديمة باستعمال أقلام اللباد والرصاص، مشيرا أنه يأتي في سياق تعزيز العلاقات الثقافية بين الجزائروالصين والمساهمة في ترقية مشروع سوق الفن في القطاع الثقافي. للتذكير فقد شارك الفنان التشكيلي هاشمي عامر (61 سنة)، طيلة مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من 30 عاما، في العديد من المعارض الفردية والجماعية في الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية وإيران والصين واسبانيا وفرنسا وغيرها. للإشارة، قد أحتضن ذات الرواق معرضا تشكيليا جماعيا يضم 40 فنانا من مختلف أرجاء الوطن، منهم الفنانان نور الدين مقدس وشافة أوزاني، حيث خرج مقدس إلى جمهوره بأعماله الرائعة التي تحمل بصمة إبداع، وحسا مرهفا يختلج بين أصابع الريشة الملونة، التي لا ترسم سوى الجمال والبهاء وحسن المنظر، مع الكثير من الروح الجزائرية الراسخة في التراث والأصالة. وقدّم شافة عصارة قناعاته الفكرية في أساليب فنية معاصرة، تكشف الذات الإنسانية في المقام الأول. وضم المعرض عدة لوحات، أغلبها من الحجم الكبير، انفجرت فيها الألوان والأضواء لتسود فيها الخبرة، وطغى سخاء الأشكال والألوان، وحمل الفنان المحترف معه تقنيته الخاصة، وهي وحدة الصورة الرقمية، وتحويلها إلى عمل تشكيلي بالألوان الزيتية، يرصد عبرها واقع الحياة، وجمال الكون، وتتميز هذه التقنية بتفكيك الصورة إلى مربعات صغيرة جدا، مثل حجر الحصى الصغير، وبالتالي فإنها تعطي لمسة خاصة للعمل، وبعدا جماليا راقيا، وبالنسبة للفنان شافة أوزاني فقد شارك بعمل جديد بعنوان "تسامي"، كما حرص على أن يكون حضوره فرصة لبعث الأمل والطمأنينة، وأعماله تبرز مستوى التكوين الأكاديمي، وهو على اعتبار أنه مهندس معماري فإنه يتعامل مع اللوحة كمشروع بناء ينطلق من فكرة، ثم يتحول إلى هيكل ملموس. ..معرض للفنان التشكيلي حسين هوارة يفتتح نشاط "أضواء باتنة" من جهة أخرى افتتح أمس، في إطار نشاطات شركة "أضواء باتنة" لترقية وتسويق المنتجات الفنية معرضا فنيا للفنان التشكيلي حسين هوارة وسط حضور مميز لفنانين تشكيليين ومهتمين بالفنون والثقافة بالولاية، وتم بالمناسبة افتتاح رواق دائم للمعارض الفنية ببزار سامعي, وسط المدينة, لفائدة فناني الجهة بمقر هذه الشركة التي تسعى, إلى استحداث فضاء للم شمل الفنانين والفاعلين في ميدان الثقافة وتمكينهم من عرض إبداعاتهم ومنتجاتهم والترويج لها وتسهيل تسويقها من خلال استغلال كل الإمكانات المتاحة ومنها وسائل التواصل الاجتماعي، وسيتم, وفق ما أكده المتحدث في عديد من اللقاءات التشاورية التي سبق وأن تم تنظيمها مع الفاعلين في الساحة الثقافية بعاصمة الأوراس, ضبط رزنامة تشمل مواعيد لتنظيم معارض متواصلة يمتد كل واحد منها لمدة أسبوعين لعرض وبيع اللوحات الفنية لفناني الجهة تتخللها جلسات مناقشة فنية وكذا ورشات تطبيقية في المجال لفائدة مبتدئين. واستقطب المعرض الافتتاحي مهتمين بعالم الألوان وكذا فنانين تشكيليين, منهم كريم محمد, ونحاتين, منهم رشيد موفق, حيث قدم الفنان المعروف ابن مدينة القنطرة ببسكرة, حسين هوارة, 22 لوحة من أعماله ومنها "نعناعة" التي نالت سنة 1981 الجائزة الأولى في المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بسوق أهراس وكذا "نار ورماد" و "تشكيل تجريدي" و "الحلم" وغيرها. وحملت اللوحات المعروضة, حسب الفنان التشكيلي سليم بوهالي من ولاية بسكرة, كثيرا من جماليات اللون التي يبدع في نقلها بإحساس مرهف راقي الفنان حسين هوارة الذي تتلمذت على يديه و تتلمذ على يديه ممثلي عشرات الفنانين التشكيليين بالجهة. …تنظيم معرض فني للفنان التشكيلي "عبد الكريم قاسة" ببرج بوعريريج من جانب أخر يحتضن المركب الثقافي عائشة حداد ببرج بوعريريج، معرضا فنيا للفنان التشكيلي المبدع عبد الكريم قاسة، المختص في فن الاسترجاع، ويتضمن المعرض تحفا فنية مستوحاة من واقع المواطن، حيث حول الفنان، أشياء لم نعد نحتاج إليها، إلى أدوات للتعبير، يصور من خلالها واقعا أحس به، ومن ثمة تفاعل معه بشكل فني جميل، كما عبر من خلال إبداعه على قضايا وحالات الإنسان وانتمائه وصراعات يومه بوسائل بسيطة، جمعها من الطبيعة، وحولها إلى تحف فنية متنوعة الأفكار والأساليب. ويتضح للزائر أن أعمال الفنان غامضة، غير أنها مفهومة، وقد أراد من خلالها سرد الواقع المعاش في بيئة تشعبت كما الأشكال الفنية، يريد من خلالها التنبؤ ببعض القضايا على غرار الواقع الثقافي وتحكم التكنولوجيات الحديثة وما يراه سلبيا، مثل واقع المطالعة التي شكلها في صورة كتاب أحاطت بها شبكة العنكبوت، وجسدها في أحضان كائنات انقرضت.