تحدث الفنان التشكيلي سليم بوهالي في حوار ل"لفجر"، على هامش افتتاحه لمعرضه الخاص "أضواء الجنوب" الذي ضم مجموعة مهمة ومتنوعة من أعمال الفنان، حيث يعتبر سليم بوهالي أحد أهم التشكيليين الذين تميزت أعمالهم بالتوفيق في تصوير طبيعة الجنوب الخلابة ومدينة القنطرة بالخصوص، ولم يغفل الفنان إبداء رأيه في بعض القضايا التي تصادف الفنان في مسيرته. هل يمكن أن تقدم نفسك للقراء؟ سليم بوهالي فنان من مدينة القنطرة بولاية بسكرة، تابعت دراستي بمعهد الفنون الجميلة بباتنة، حيث شكلت رفقة العديد من الزملاء الدفعة الأولى لهذه المؤسسة. وتعرفت على العديد من الأسماء المهمة على غرار هوارة حسين، مرزوقي السعيد، عبد العالي بوغرارة، والفنان بلاح، واستفدت من مناقشاتهم وحواراتهم الفنية، لأحاول البحث عن شخصية فنية خاصة، في 2007 انتقلت من باتنة إلى بسكرة واكتشفت مدرسة فنية أخرى وقدمت معارض في مدينة بسكرة وعدة ولايات أخرى من الوطن. اخترت لمعرضك عنوان ”أضواء الجنوب”، حدثنا قليلا عنه؟ يضم المعرض 44 لوحة، وهو أول معرض خاص بي حاولت فيه طرح مواضيع مختلفة، حيث تراوحت المواضيع والتقنيات بين الطابعين التجريدي والتعبيري الذي حاولت من خلاله تقديم الطبيعة الصحراوية لمنطقة القنطرة التي أعتبرها الملاذ الذي أستريح فيه، غير أني طرقت مواضيع أخرى اجتماعية وفلسفية. استعملت مواد مختلفة ومتباينة في موضوعاتك، ما السبب؟ من الطبيعي أن تختلف المواد باختلاف المواضيع، أعتقد أن اللوحات الزيتية تتطلب جهدا وتستنزف طاقة الفنان. أما الألوان المائية فيمكنني اعتبارها مهربا ومتنفسا أستريح فيه خصوصا في رسم المناظر الطبيعية لمدينة القنطرة. ^ قمت قبلا بالمشاركة في معارض جماعية، لماذا أجلت خطوة المعرض المنفرد إلى غاية اليوم؟ أعتبر تجربة المعارض المشتركة تجربة في غاية الأهمية، حيث منحتني فرصة للتعرف على زملاء يملكون وجهات نظر فنية وأساليب مختلفة عن تلك التي أملك. ذلك الاحتكاك ساهم في صقل وتطوير توجهاتنا كفنانين، فخلق بيننا حوارات ونقاشات في غاية الأهمية. أما خطوة المعرض المنفرد فأردتها أن تنضج ببطء لتكون تتويجا لمراحل عمل طويلة. كيف اخترت أعمالك التي ضمها المعرض؟ أقوم أحيانا برسم عشرات اللوحات لموضوع واحد لأختار بعدها لوحة واحدة تليق بالعرض هكذا اخترت لوحاتي من بين الكثير من اللوحات التي أنجزتها، والتي تكفي لأقوم بإنجاز معرض آخر، أختار لوحاتي حسب قربها مني حسب حبي لها ورغبتي في عرضها على الجمهور. ^ تحصلت على الجائزة الأولى في مسابقة وطنية، في رأيك ما مدى أهمية الجوائز أهميتها كبيرة للغاية، خصوصا في ظل غياب الاهتمام بالفن التشكيلي بإمكان التكريم أن يمنح دفعة قوية للفنان تساعده على الاستمرار في الإبداع. لاحظنا حضور بورتري واحد في لوحاتك، ألم تفكر في رسم وجوه أخرى؟ لا أميل عادة إلى رسم الوجوه، في لوحتي ”ثلاثة وجوه” جسدت فكرة معينة حول النفاق الذي يعيشه الفرد في مجتمعاتنا، كما عمدت إلى تجسيد شخصية مألوفة من وجوه القنطرة في لوحة ”العودة”. أما البورتري الوحيد الذي يضمه المعرض والذي يحمل عنوان ”لميمة”، فرسمته تكريما للوالدة التي طالما شجعتني بطيبتها وبساطتها على الرسم. ما هي المشاكل التي تصادف الفنان التشكيلي في الجزائر؟ سؤال صعب وموجع، فالفن التشكيلي مايزال مهمشا في الجزائر، عكس الفنون الأخرى. هناك حلقة مفقودة بين الفنان والجمهور، فهذا الأخير كثيرا ما يعزف عن زيارة المعارض التشكيلية، بخلاف اتجاهه إلى الفنون الأخرى كالسينما والموسيقى، حتى المعنيون بشؤون الثقافة في الجزائر لا يحركون ساكنا لدعم التشكيليين بوسائل مختلفة. الفن التشكيلي فن متطلب وتوفير أدواته يستدعي من الفنان تخصيص ميزانية كاملة، لذلك بإمكان مقرات دور الثقافة شراء لوحات تزين بها جدرانها الباردة وتعم الفائدة على الجميع.. هذا مثال بسيط للحلول التي يمكن تطبيقها لدعم الفنانين. للإشارة، فإن معرض الفنان التشكيلي سليم بوهالي سيتواصل إلى غاية 15 من الشهر المقبل، حيث يضم مجموعة متنوعة وثرية من لوحات تصور روعة وجمال مدينة القنطرة بالجنوب.