واصل المترشحون الستة لرئاسيات أفريل القادم في بداية الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية تقديم الوعود للمواطنين وشرح برامجهم في مسايرة لوتيرة الاتصال المباشر مع الناخبين. وأثار المترشحون الستة الملفات والمواضيع التي لم يسبق لهم أن تطرقوا إليها في الأسبوع الأول من الحملة، كما انتقلوا إلى اعتماد طريقة أخرى في التواصل وذلك بالتوجه إلى عقد لقاءات جوارية مع المواطنين بدل إلقاء خطب في القاعات والساحات العمومية. ونالت الملفات المتصلة بالمصالحة الوطنية والسيادة الوطنية والتاريخ والزراعة والشبيبة والآفات الاجتماعية وإصلاح المنظومة المصرفية الحصة الأكبر من خطابات المترشحين، مستغلين نهاية الأسبوع وتفرغ المواطنين، لإطلاق الوعود، وكشف تصور يرمي في عمومه إلى استمالة المواطنين. واختار المترشح عبد العزيز بوتفليقة ولاية تيزي وزو أمس للتأكيد مرة أخرى على أهمية الأمن والاستقرار في البلاد من أجل تحقيق تنمية شاملة، الشيء الذي يجعل مسعى السلم والمصالحة الوطنية خير "دواء لداء" يطمح الجزائريون للتخلص منه نهائيا. وأوضح المترشح من تيزي وزو أن "لا أحد يحمل الضغائن للآخر، وأن الجزائريين مستعدون لاحتضان من ضلت بهم السبل". وفي ولايتي غليزان ووهران فضل المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة طريقة التواصل مع الناخبين واختار العمل الجواري والاحتكاك المباشر بهم، وكانت له لقاءات استمع من خلالها إلى انشغالاتهم وقدم تصوره لكيفية مواصلة مسيرة التنمية التي بدأت قبل عشر سنوات. أما المترشح جهيد يونسي الذي تنقل بين عين تيموشنت وغليزان خلال عطلة نهاية الأسبوع فقد ركز على نقطتين رئيسيتين في حملته الأولى تخص التكفل بالشق الاجتماعي والثانية بالحفاظ على السيادة الوطنية. ووعد في عين تيموشنت المحطة التي وقف عندها أول أمس في حالة فوزه بالرئاسة بتخصيص منح للبطالين والمتقاعدين والنساء الماكثات في البيت "تحفظ كرامتهم وتضمن لهم القوت في جزائر العزة". وفي ولاية غليزان أعلن أمين عام حركة الإصلاح الوطني عن رفضه لأية محاولات للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للوطن سواء بمناسبة الاستحقاق الرئاسي أو خارجه، واختار المرشح مدينة الأمير عبد القادر للتحذير من "التلاعب بالنار" بكل ما يتعلق بالوحدة الوطنية. وغير بعيد عن خطاب مرشح حركة الإصلاح وخلال تجمع شعبي نشطته بولاية تلمسان مدينة "أب الحركة الوطنية مصالي الحاج" قالت المرشحة السيدة لويزة حنون "أرى من هذه المدينة بأن الوقت قد حان لرد الاعتبار والإشادة بكل المقاومات منذ بداية الاستعمار في الجزائر". وحسبها فإنه "بدونهم (المجاهدون) ما كنا لننعم بالاستقلال فيجب تصحيح كل شيء لاسيما الجانب المتعلق بالتاريخ". وشددت على أنه "حان الوقت لتصحيح أخطاء الماضي"داعية المؤرخين وأولئك الذين عايشوا الاستعمار إلى إعادة كتابة التاريخ الوطني. وطوّر السيد علي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54 خطابا متصلا بالقطاع الفلاحي مستغلا تواجده بمدينة الجلفة الرعوية لتقديم برنامجه في الشق المتعلق بالقطاع، واعتبر أن النهوض بهذا المجال مرهون بمدى منح الفلاح الحقيقي الدعم الضروري، ورفع العراقيل البيروقراطية التي "أثقلت كاهله". وندد السيد رباعين ببروز "سماسرة" في القطاع يستحوذون على الدعم المقدم من طرف الدولة. المرشح الحر السيد محمد السعيد الذي "جنح" منذ أيام خلت إلى تنظيم لقاءات جوارية و"طلّق" المهرجانات الشعبية التقى مواطني ولاية الجلفة وحمل إليهم رسالة أمل خاصة لفئة الشباب، ورافع من أجل مجتمع "لا مجال فيه للفساد والظلم والبطالة يعد فيه المواطن صاحب سيادة وطرفا في القرارات الهامة". واعتبر تمتع الجزائريين بكامل الحريات هو الضامن لتقدم المجتمع وبناء دولة قوية تكون فيها القوانين هي الحكم بين المواطنين بمختلف فئاتهم، ويرى أن ما ينقص البلاد اليوم "هو حكم راشد وحكام يضعون مصلحة الشعب والبلد فوق أي اعتبار آخر". ومن جهته ذهب السيد موسى تواتي مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية من سعيدة ومعسكر إلى تقديم تصور حول كيفية إصلاح المنظومة المصرفية في البلاد. وبالنسبة للسيد تواتي فإن تسيير أفضل للموارد الوطنية يمر عبر إشراك الشعب في العملية عبر خلق آليات رقابة صارمة تقي المجتمع من آفات الاختلاس وتحويل المال العام.