يتوقع تلاميذ وأساتذة إكمالية بومعطي ان تستجيب السلطات المحلية لمطالبهم الملحة والخاصة بتهيئة اجواء دراسية اكثر هدوءا، خاصة بعد انقضاء العطلة الربيعية والتحاقهم بمقاعد الدراسة، ليتسنى لهم إنهاء العام الدراسي في احسن الظروف وتحقيق نتائج إيجابية، علما أن الإكمالية تقع وسط اكبر سوق فوضوي بالعاصمة، وهو سوق بومعطي الشهير. ويواجه تلاميذ الإكمالية، وكذا اساتذتها صعوبات كبيرة في الالتحاق بالمؤسسة التربوية المحاطة بعشرات الباعة الفوضويين والمتسوقين الذين يسدون جميع الطرق والممرات المؤدية الى الإكمالية، مما يسبب لهم وفي كل مرة مشاكل مع الإدارة، بسبب التأخيرات المتكررة سواء بالنسبة للمتمدرسين او الأساتذة، الذين اكدوا ل »المساء« صعوبة مزاولة عملهم التربوي والتعليمي لفائدة ابناء المنطقة في مثل هذه الظروف، التي تطبعها الفوضى وغياب الامن بسبب الاعتداءات وحالات السرقة التي يتعرض لها الاساتذة، وكذا التلاميذ، خاصة منهم الفتيات. وان كانت الاوضاع خارج اسوار المدرسة صعبة، فإن الاجواء داخلها لا تطاق، يضيف الاساتذة، بسبب صراخ الباعة الذي يصل صداه الى داخل قاعات التدريس، وليت الصراخ وحده هو مصدر الإزعاج، بل وأكثر من ذلك، الشتائم والشجارات المتكررة والمتعالية والتي تتخللها عبارات تقشعر النفس لدى سماعها وتترك أثرها في نفسية وسلوك المتمدرسين خلال فترات التدريس أو بعده. وما زاد الطين بلة هو تسبب الباعة في سقوط جزء كبير من أحد اسوار المدرسة، والذي لم تتكفل أية جهة بإصلاحه سواء البلدية أو مديرية التربية لشرق العاصمة، علما أن الفجوة التي سببها انهيار السور كبيرة وتسمح بفرار التلاميذ أثناء فترات الراحة، كما أنها تعد منفذا للمنحرفين والشواذ اثناء الليل في ظل غياب الحراسة الكافية، حيث يستيقظ الاطفال على بقايا زجاجات الخمر وأشياء اخرى. ورغم المراسلات المتكررة للأساتذة والقائمين على المؤسسة والقطاع التربوي ككل، والموجهة إلى السلطات المحلية ، إلا أن نداءاتهم لم تجد الآذان الصاغية، اللهم إلا المحاولات المتعثرة لرجال الشرطة الذين يجوبون المكان خلال النهار في محاولة منهم لتفريق الباعة وتشكيل حزام أمني يحول بينهم وبين المدرسة... الذين لا يلبثون أن يعودوا الى المكان بمجرد اختفاء رجال الأمن، علما أن ذات المصالح لا تتوانى في توقيف العديد من الباعة واقتيادهم الى مراكز الشرطة، ورغم ذلك بعودون الى تكرار نفس الشيء.