تتواصل ظاهرة العنف المدرسي بالإكمالية الجديدة حي الزيتون بالدواودة ولاية تيبازة، منذ أن فتحت أبوابها شهر جانفي الماضي، دون أن تحرك السلطات المعنية ساكنا أمام ناقوس الخطر الذين دقّه الأساتذة• وكان آخر ما حدث أول أمس، عندما أقدم مجموعة من التلاميذ على تكسير ورمي الكراسي والطاولات من النوافذ، الأمر الذي أحدث حالة من الفوضى داخل المؤسسة، دفعت بعدد من التلاميذ أمس إلى التغيب عن مقاعد الدراسة، في حين اعتبر الأساتذة أنفسهم مهددين بخطر حقيقي داخل أسوار المؤسسة التربوية• وأفادت مصادر مطلعة ل"الفجر"، أن مصالح الأمن فتحت تحقيقا في الموضوع، سيتم الاستماع من خلاله إلى عدد من التلاميذ المشتبه فيهم رفقة أوليائهم لمعرفة خلفية هذا السلوك العنيف• الإكمالية التي تقع في موقع لا تحسد عليه، حيث تتوسط المقبرة المسيحية التي تعد قبلة للمنحرفين، والبنايات الفوضوية التي تنامت بشكل رهيب وتنتشر فيها الكثير من الآفات الاجتماعية، سبق أن عرفت - حسب مصدر "الفجر" - عدة حوادث، منها تعرض أحد الأساتذة للضرب دون أن يلقى التلميذ الجزاء، وكذا قيام تلميذ بطعن زميل له في المدرسة، ليكتشف فيما بعد أن الفاعل يتعاطى المخدرات• ورغم ذلك تفاجأ الأساتذة بعودته إلى مقاعد الدراسة دون إحالته على المجلس التأديبي• وأرجعت مصادر "الفجر" أسباب الفوضى والعنف إلى غياب هيئة إدارية، خاصة المراقب العام الذي من شأنه تأطير النظام الداخلي للمؤسسة• كما يرجع مصدرنا سبب انتفاضة بعض التلاميذ إلى إحساسهم بأنهم مقصون بعدما أقدمت السلطات المعنية على تحويلهم من إكماليتين سمعتهما حسنة إلى هذه االإكمالية التي تقع في حي معزول وفوضوي• وما انجر من عملية اختيار التلاميذ، حيث تم إبقاء أبناء الإطارات في الاكماليات القديمة، في حين أقدمت على نقل أبناء العائلات الفقيرة إلى الإكمالية المعزولة، رغم أن الكل يقطن في حي واحد• وقد تعذر علينا الاتصال بمدير التربية لولاية تيبازة بدعوى أنه خارج مكتبه على حد قول الأمانة• وتضاف هذه العينة إلى العديد من حالات العنف التي شهدتها المدرسة الجزائرية في الآونة الأخيرة، والتي بلغت أكثر من 47 ألف حالة اعتداء بين التلاميذ، وتسجيل ما يزيد عن 9 آلاف اعتداء من قبل الأساتذة، إضافة إلى تسجيل أكثر من 6 ألاف حالة عنف على الأساتذة من قبل التلاميذ، حيث يأتي ذلك في وقت وجيز عن الندوة الوطنية للوقاية من العنف في الوسط المدرسي، أين حملت كل جهة مسؤولية ما يحدث للأوضاع المأساوية التي عاشتها الجزائر في العشرية السوداء، دون التطرق لإهمال الجهات المعنية، وتوفير نفس الإمكانيات لأبناء الوطن•