❊ الرئيس تبون ترجم موقف الشعب الجزائري بعدم الهرولة نحو التطبيع ❊ تطبيع المغرب علاقاته مع الكيان الصهيوني لم يكن مفاجأة ❊ الجيش جاهز لمواجهة كل الاحتمالات ووأد كل المناورات في مهدها ❊ فرنسا ما زالت تخفي الخرائط المتعلقة بمواقع إخفاء النفايات النووية أكد عمار بلحيمر، وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة، أمس، أن التهديدات والمؤامرات التي تستهدف الجزائر لن تزعزع موقفها من القضية الفلسطينية وكل القضايا العادلة في العالم، مشيرا إلى أن قرار المغرب تطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني لم يكن مفاجأة، لأنه استكمال لمسار 60 سنة من العلاقات الثنائية. وقال بلحيمر في حديث مع الموقع الإلكتروني "الميادين. نت" لقد "تابعنا الوضع عن كثب ونحن نأخذ الأمور بالجدية اللازمة وتناسب بلادنا"، مؤكدا أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ترجم موقف الشعب الجزائري، عبر التصريح الذي أدلى به لممثلي وسائل الإعلام الوطنية، عندما أشار إلى أن "الجزائر لن تهرول نحو التطبيع ولن تباركه" وأنها "ستظل جاهزة لكل الاحتمالات". وتطرّق الناطق الرسمي للحكومة إلى محاولات بعض الأطراف التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر قائلا "إن الجزائر لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على مثل هذه التصرفات" وأن "الدولة الجزائرية تبنت مطالب الحراك المشروعة بدسترته وبإجراء الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على التعديل الدستوري، الذي أكد على بناء دولة المؤسسات وترقية الديمقراطية، قاطعا بذلك الطريق أمام عرابي الفوضى ودعاة الفتن ومهندسي الدمار تحت مسميات براقة كالثورات الملوّنة والمرحلة الانتقالية". وقال الوزير بخصوص الحملة الشرسة التي تستهدف الجزائر، إن "الواقع المعاش يؤكد أن كل المناورات والسيناريوهات التي تطبخ في مخابر الليبيرالية الجديدة ومن طرف قوى استعمارية سابقة، تبرهن أن الجزائر والدول الوازنة التي لا تدور في فلك هذه القوى، تبقى مستهدفة فعلا في أمنها ووحدتها وبكل الطرق". ولفت بلحيمر إلى أن "محاولات بعض الأطراف اللعب على ورقة التهديدات الأمنية واقع تؤكده آخر التطوّرات بالمنطقة التي تستهدف الجزائر بالذات"، مؤكدا في هذا الصدد "جاهزية الجيش الوطني الشعبي لمواجهة كل الاحتمالات وقدرته العالية على وأد كل المناورات في مهدها". لائحة البرلمان الأوروبي تسيء لأصحابها ولدى تطرقه إلى لائحة البرلمان الأوروبي الأخيرة حول وضعية حقوق الإنسان في الجزائر، اعتبر هذه الاخيرة "مسيئة لأصحابها وليس للجزائر لأنها ببساطة بنيت على مجرد افتراءات، وفضحت ازدواجية أصحابها في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان بمكيالين، وإلا كيف نفسر إصدار هذا البرلمان، للائحتين حول الوضع بالجزائر مقابل صمته التام عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في باريس وفلسطين المحتلة وكذا في الصحراء الغربية واليمن". عدالة القضية الصحراوية تسندها الشرعية الدولية وأكد بلحيمر خلال تطرقه لملف الصحراء الغربية، أن "عدالة قضية الصحراء الغربية باعتبارها قضية تصفية استعمار تستوجب إجراء استفتاء تقرير المصير، التي تسندها الشرعية الدولية وتجسدها بشكل خاص لوائح وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وكذا حركة الدعم والتضامن الدولي الواسعة"، مشيدا في هذا الصدد ب«موقف روسيا المبدئي وبكل قراراتها ذات الصلة داخل مجلس الأمن وخارجه". وطالب بلحيمر "من يزكي عملية الاحتلال بالفيتو أو بأي آلية أخرى أن يحتذي بموقف روسيا وأن يتعلم من تجارب التاريخ الحديث التي أنصفت قوى التحرر وعدالة حق الشعوب المضطهدة في الاستقلال والسلم والأمن". الرئيس ظهر بالصوت والصورة ليطمئن الشعب شخصيا وعن صحة الرئيس تبون، قال الوزير إن "رئيس الجمهورية ظهر بالصوت والصورة يوم 13 ديسمبر الجاري ليطمئن شخصيا، الشعب الجزائري ومن يعنيه الأمر لغاية أو لأخرى، بأنه يتماثل للشفاء وأنه في مرحلة التعافي التي قد تستغرق ما بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، كما وعد بعودته القريبة إن شاء الله إلى الوطن لمواصلة بناء الجزائر الجديدة". واعتبر أن ظهور الرئيس الذي لقي أصداء جد إيجابية لدى الطبقة السياسية والمواطنين بل وحتى لدى بعض القادة الأجانب "يضع حدا" للإشاعات التي "تفنن أعداء الجزائر في إطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي". وعن سؤال حول ما كشفته جمعية حقوقية فرنسية منذ أيام ومرصد التسلح عن ملف سري في أرشيف وزارة الدفاع الفرنسية، يفيد بوجود نفايات مشعة مدفونة في الصحراء الجزائرية والتي لاتزال مجهولة الموقع، قال السيد بلحيمر إنه "يجب التذكير بأن فرنسا الاستعمارية قامت بتجارب دمار شامل نووية وكيماوية وباليستية في صحراء الجزائر، حيث لاتزال تخلف ضحايا وأضرارا جسيمة بالإنسان والبيئة إلى اليوم". وأضاف أن فرنسا لم تكتف فقط بتنظيف المنطقة من الإشعاعات، بل إنها ما زالت تخفي إلى اليوم الخرائط المتعلقة بمواقع إخفاء النفايات النووية". وأكد بلحيمر على "تمسك الجزائر في إطار حماية الذاكرة الوطنية بمواصلة المطالبة بحقوقها ومستحقاتها لدى فرنسا كأولوية والتي أكدها السيد رئيس الجمهورية، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لمجازر 8 ماي 1945"، مضيفا أنه تكريسا لهذه القناعة جعل الرئيس من هذه المناسبة "يوما وطنيا للذاكرة" إلى جانب إنشاء قناة "الذاكرة" الفضائية التي تعنى منذ إطلاقها بمناسبة ذكرى ثورة الفاتح نوفمبر 1954، بتاريخنا العريق والبطولي وتلقينه للأجيال القادمة محررا من أي زيف أو تشويه. قانون الصحافة الإلكترونية أصبح ساريا وبخصوص المرسوم التنفيذي المنظم لعمل الصحافة الالكترونية في الجزائر، قال وزير الاتصال إن المرسوم الخاص بكيفيات ممارسة نشاط الإعلام عبر الإنترنت ونشر الرد أو التصحيح عبر الموقع الإلكتروني "أصبح ساري المفعول منذ صدوره أواخر نوفمبر الماضي بالجريدة الرسمية"، مضيفا أنه بموجبه "تم اعتماد نظام التصريح لإنشاء المواقع الإلكترونية كما يشترط على أصحاب هذه المواقع التوطين في النطاق DZ". وأضاف أن استحداث هذا المرسوم الأول من نوعه في الجزائر "شكل إحدى أولويات برنامج القطاع في إطار تركيز رئيس الجمهورية على تعميم الرقمنة والتحكم في الإعلام الإلكتروني، بما له من مزايا وسلبيات تتعلق أساسا بسوء استخدام هذا النوع من الإعلام الحديث للإضرار بالأفراد والمؤسسات عن طريق ترويج الإشاعات والمعلومات المغلوطة ونشر الفيديوهات المفبركة". وذكر بلحيمر أن الجزائر وجيشها تحديدا "مستهدفة بشكل مباشر ومركز بالهجمات الإلكترونية، إذ أثبتت تقارير وتحقيقات دولية أن الجزائر احتلت سنة 2018 المرتبة الأولى عربيا وال14 دوليا من حيث البلدان أكثر تعرضا لما يعرف بالحروب الإلكترونية، كما أن موقع (فايس بوك) فكك هذه السنة 7 شبكات تنشط بحسابات وصفحات مزيفة في خمس دول منها المغرب.