توجت الأديبة والصحفية بجريدة "الجمهورية"، زهرة برياح، بالجائزة الأولى لمسابقة الفاتح نوفمبر 1954، ضمن فئة البحث التاريخي، بعمل معنون ب«حرائر الجزائر قصة كفاح"، الذي استغرق سنوات من البحث. أوضحت المتوجة زهرة برياح ل«المساء"، أن البحث يتضمن سيرة 128 اسم، منها 57 مجاهدة أجرت مع أغلبهن لقاءات صحفية، من بينهن المجاهدة زهرة ظريف، صليحة يخو، صليحة وسعيدة زموشي، لويزة إيغيل أحريز، خديجة بريكسي، زليخة بن اسماعيل، زهرة زلماط، صليحة عزة وغيرهن، مؤكدة اعتمادها على طريقة تسجيل شهادات المجاهدات بالنسبة للأحياء القاطنات بوهران وفي عدة مناطق من الجزائر، كتلمسان، مغنية، سيدي بلعباس والعاصمة. كشفت زهرة برياح عن أن جانبا من البحث خصص للمجاهدات المتوفيات والشهيدات، وتم الاعتماد على مصادر تاريخية وشهادات سجلت من مقرات متاحف المجاهد للجهة الغربية، ومصادر إعلامية منشورة، فيما خصص المحور الثاني ل31 مجاهدة توفيت، تكريما لمسارهن العطر، أما المحور الثالث فتضمن سيرة 40 شهيدة، من بينهن أسماء منسية غير متداولة ضحت من أجل الوطن ولا يعلم عنها الكثيرون. أكدت برياح أن "فكرة البحث جاءت من خلال حوار صحفي مطول مع المجاهدة صليحة يخو، التي أثرت قصتها في مشاعري شخصيا، وبعد صدور الحوار تناقشت مع الوالد رحمه الله المجاهد الحاج بلقاسم، عن فكرة إنجاز كتاب يضم مسار أمهاتنا المجاهدات، فكان أول من شجعني على خوض تجربة المساهمة في كتابة الذاكرة الوطنية من أفواه أمهاتنا المجاهدات، هذه القوة الناعمة للثورة الجزائرية". كما أكدت برياح أن البحث التاريخي "حرائر الجزائر.. قصة كفاح" استهدف مسيرة جميلات الجزائر، اللواتي تزينت ملامحهن بالشهامة والبطولة، متحديات همجية المستعمر وتعذيب السجون والزنزانات، فالتاريخ يحكم ولا يجامل أحدا، وهو إما يحكم للبشر أو عليهم، والمرأة الجزائرية ممن حكم لهن التاريخ وليس عليهن. كشفت برياح "قضيت أكثر من 6 أعوام في إنجاز البحث، من خلال لقاءاتي مع المجاهدات وتسجيل شهاداتهن الحية، سنوات احتضنت فضولي وعطشي لماض لا نعرف عنه الكثير، كانت محطات الوقوف التي عبرتها رفقتهن على عجل، اعتذرت لهن عن دموعهن التي جرت بسبب فضولي الصحفي، لكنها أهدتني في ختامها، هذا الكتاب الذي نسجت حروفه بصدق مشاعرهن الثورية، أعترف أنني لست مؤرخة، لكن أردت فقط أن أقدم من خلال هذه الأوراق التاريخية، حياة بعض المجاهدات اللواتي صنعن المعجزات أمام غطرسة الاستعمار، فكل قصة تحمل معها صدق الثائرات، فكم هي جميلة وغالية الورود التي غرستها المجاهدات في هذا العمر ويقدمنها لجيل الاستقلال، كما أنني كتبت عن بعض الأسماء بمساعدة بعض الزملاء من الأسرة الإعلامية والثورية، الذين أشكرهم كثيرا على عشقهم لتاريخ وطننا الحبيب". عن فكرة المشاركة في المسابقة، كشفت برياح عن أنها "جاءت صدفة عندما كنت في مهمة في سيدي بلعباس، وخلال حديث حول الأسرة الثورية مع مدير متحف المجاهد بالولاية، الدكتور عباس قويدر، جاءت سيرة الحديث عن حرائر الجزائر، فنصحني بالمشاركة في مسابقة وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، لأنه بحث هام ولم يتبق على مهلة المشاركة سوى أسبوع، فبعثت بالعمل وكان هدفي ولا زال نشر العمل، ولم أتوقع أن يحصل على جائزة أول نوفمبر، خاصة أنني حاولت نشره وتعهدت إحدى الدور بذلك، لكن بقي محجوزا لأكثر من سنتين بسبب التكلفة وحجم العمل الذي يتجاوز ألف صفحة، فقررت في آخر الأمر سحبه، وبقي في الدرج سنة، ليتمكن من المشاركة والفوز بالجائزة الأولى، وأمنيتي تبقى نشره في كتاب لدعم الذاكرة الوطنية والتعريف بحرارة الجزائز للأجيال". للإشارة، التحقت زهرة برياح بالعمل الصحفي في أواخر سنة 1992 بجريدة "الجمهورية"، وصدر لها دواوين شعرية منها "مرافئ العشق البارد" عن دار الغرب للنشر والتوزيع سنة 2003، "عيون العشاق" عن دار التوريدات للنشر والإشهار بمصر 2006، "اسمك فلسطين" عن دار "القدس"، ديوان مشترك بين شعراء مدينة وهران، كتب بمناسبة أربعينية محمود درويش، أما ديوان "وهران .. ارويني من نبع حنانك" فكان آخر إصداراتها الأدبية عن دار "أنوار المعرفة"، يتضمن مجموعة خواطر، كما كتبت زهرة برياح نصوصا مسرحية، منها ما ترجم على الركح، ومنها من بقي مجرد نص تم قراءته أمام المختصين، كنص "فئران التجارب" الذي يعالج المنظومة التربوية، مسرحية "القطة بيشا والساحر" التي أدتها إحدى الجمعيات، إلى جانب مسرحية للأطفال بعنوان "الجدة"، قدم في إطار مهرجان مسرح الهواة بمستغانم.