رشحت أكاديمية "سيزار" الفرنسية في دورتها 46، الفيلم الجزائري "أبو ليلى" لجائزة أحسن فيلم أجنبي لعام 2020، ويتواجد هذا العمل الروائي الطويل الأول، للمخرج أمين سيدي بومدين، مع 190 فيلم مرشح من الفئة نفسها، وسيعلن عن النتائج يوم 12 مارس المقبل، إذا ما تحسنت الأوضاع الصحية الناجمة عن تفشي وباء "كورونا"، حسب مصادر إعلامية فرنسية، والموقع الإلكتروني الرسمي للأكاديمية. فيلم "أبو ليلى" (140 دقيقة)، إنتاج مشترك جزائري-فرنسي-قطري، يتناول الأحداث المأسوية التي عرفتها الجزائر في تسعينبات القرن الماضي، من خلال قصة شابين هما سمير (سليمان بن واري) ولطفي (إلياس سالم)، يعملان على مطاردة الإرهابي "أبو ليلى" عبر الصحراء. وتدور أحداث الفيلم على طريقة الأفلام البوليسية، حيث يسلط هذا العمل السينمائي الضوء على الأثر الكبير الذي يخلفه العنف في المجتمع، وما يترتب عنه من صدمات نفسية. الفيلم اتبع تقنية متقدمة تمزج بين البطء والهدوء في صناعة البدايات والنهايات، عبر إدارة تصوير قادها المدير التقني الياباني كانام أنوياما، واعتمد المخرج أمين سيدي بومدين مسحة من الضبابية في صور الفيلم، أراد من خلالها تصوير حقبة صعبة من تاريخ الجزائر. ويعود الفيلم إلى الأحداث الدامية التي عرفتها الجزائر في تلك الحقبة المأساوية، التي ما زالت مطبوعة في ذاكرة الجزائريين، من خلال هذه القصة التي يقحم فيها المخرج الكثير من الأفكار والخفايا والتفاصيل على ألسنة الشخصيات، حيث عكف المخرج أمين سيدي بومدين على الإعداد وكتابة السيناريو عدة سنوات، بينما جرى تصويره في ثمانية أسابيع. بعدد تجربتين في الفيلم القصير من خلال "غدا الجزائر العاصمة" و«الجزيرة"، يقدم المخرج أمين سيدي بومدين "أبو ليلى" كأول عمل روائي طويل عرف نجاحا كبيرا، وفاز عام 2020 بجائزة النقد لمهرجان "دا" السينمائي لبرشلونة بإسبانيا، بعد حضور مميز عام 2019 في الدورة 72 من مهرجان "كان"، حيث عرض في خانة "أسبوع النقد"،. كما عرض أيضا خلال مهرجانات البوسنة والهرسك وتونس وبلجيكا وإيطاليا ومصر. ونال الممثل والمخرج الجزائري إلياس سالم، جائزة أحسن ممثل عن دوره في هذا الفيلم خلال الطبعة 30 ل«أيام قرطاج السينمائية" سنة 2019. «سيزار" هي جائزة فرنسية تمنحها أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية لأفضل الإنتاجات السينمائية الفرنسية في العام منذ 1976. وهي تناظر جائزة "الأوسكار" في الولاياتالمتحدة، وتمنح الجائزة في احتفال يقام سنويا في شهر فيفري بباريس، وقد أتى اسم الجائزة من اسم النحات الفرنسي، سيزار بالداكيني، الذي قام بنحت مجسم الجائزة.