كثرة الضجيج المنبعث من الماكنات، تلوث المحيط نتيجة الرائحة الكريهة التي لا تطاق، مخلفات ما تسمى ب"الشعرة" التي تتسبب في احمرار وألم دائمين في العيون وضيق التنفس الحاد لدرجة الإصابة بالربو... هي أهم العناصر التي تسبب معاناة سكان باب الوادي القاطنين على امتداد المساحة المحيطة بوحدتي الشركة الوطنية للتبغ والكبريت. تظل وحدة الانتاج "قورية علي" للشركة الوطنية للتبغ والكبريت المتواجدة بشارع محمد تزايرت بباب الوادي مصدرا للامراض النفسية والفيزيولوجية، فقد تسببت في أمراض للعيون، وضيق في التنفس وسط أغلبية سكان الشوارع المجاورة لها، فلم يسلم أحد من مخلفات الماكنات الكثيرة في الوحدة التي تتربع على مساحة هائلة، وتعمل مثلما أكده لنا سكان الحي يوميا من الساعة السادسة والنصف صباحا إلى العاشرة ليلا، في حين يمر شهر رمضان الكريم من كل سنة حاملا المزيد من المعاناة لتطبيق نظام دوريات المناوبة على مدار 24 ساعة، إذ لا يمكن الاستغناء عن أطنان التبغ والكبريت التي تقوم بتوفيرها هذه الوحدة، إضافة إلى تلك المتواجدة على بعد بضعة أمتار منها وتتوسط حي الإخوة عشاش. تذمر واستياء السكان بحي باب الوادي يزداد يوما بعد يوم خاصة بعد أن تجرعوا طيلة سنوات استفحال ظاهرة انتشار المادة المنبعثة من الماكنات والتي تسمى "الشعرة"، وقد أرجع سكان الحي السبب إلى قدم الآلات المستخدمة منذ الستينات، فيما أكد سكان شارع علي مشكال أنهم يئسوا من الوضع الذي لم يتغير طيلة هذه السنوات بالرغم من المساعي التي قامت بها لجان الأحياء لتغيير موقع هذه المصانع التي تتواجد بقلب مجمعات سكنية خاصة وأن العاصمة تضم مناطق صناعية مؤهلة لإنجاز مصانع أخرى بعيدا عن السكان، ولا تتسبب في معاناتهم نتيجة تسرب مثل هذه المواد السامة، لكن السكان لم يتلقوا إلا الوعود التي لم تتجسد إلى يومنا هذا على أرض الواقع.