أكد وزير النقل السيد عمار تو أمس أن ميترو الجزائر سيكون عمليا قبل نهاية السنة الجارية بعد نجاح كل التجارب التقنية للعربات الجديدة التي تتماشى وآخر التطورات الحديثة في مجال النقل عبر الأنفاق، مشيرا إلى أنه "ما كان حلما في السابق ومحل تشكيك أصبح حقيقة". وبهذه المناسبة تمت دعوة الطاقم الحكومي وعلى رأسه وزير الداخلية والجماعات المحلية لحضور اول رحلة تجريبية للمترو والاطلاع على أشغال توسيع الشبكة الى غاية محطة البدر. انطلق أخيرا ميترو الجزائر عبر النفق الربط بين عميروش وحي البدر مرورا بحي البحر والشمس بعد انتظار دام قرابة 32 سنة، حيث وبحضور وجوه سياسية معروفة وإطارات الدولة أعطيت امس إشارة انطلاق اول رحلة تجريبية للميترو في جو طبعه الترقب والترحيب بالمشروع الذي يتوقع ان يفك الخناق عن عدة محاور لنقل المسافرين فيما بين البلديات. وقد عملت مصالح الحماية المدنية اول امس على تجربة اول حالة إخلاء للميترو تحسبا لأي طارئ مستقبلا، وهي العملية التي تمت بنجاح على حد تعبير العقيد مصطفى لهبيري المدير العام للحماية المدنية الذي صرح ل"المساء" أنه تم تكوين عدد من الأعوان للعمل على مستوى محطات الميترو في انتظار تكوين المؤسسة المسيرة لأعوان حفظ سلامة المسافرين، وبالنظر إلى التدخلات الجديدة التي يجب أن يتعود عليها عون الحماية المدنية خلال عمله بالمحطات، أكد المتحدث أن هناك اتفاقيات تعاون مع مصالح الحماية المدنية الفرنسية لنقل الخبرة والتجربة للأعوان الجزائريين في البداية على ان يتم تخصيص سيارة إسعاف وأخرى لإطفاء الحرائق عند مداخل المحطات. من جهتها عملت مصالح الأمن على تكوين 274 عون امن للسهر على حفظ الأمن داخل محطات الميترو، حيث تم تكوين الأعوان الجدد للتدخل في حال حدوث أي طارئ ومراقبة السير الحسن لعمل قطار الأنفاق الجديد الذي سيدخل العمل قبل نهاية السنة الجارية، في حين لم يتم الكشف بعد عن سعر تذاكر السفر، حيث أسرت مصادر مقربة من مؤسسة ميترو الجزائر أن الامر سيعود الى اتفاق مسبق مع وزارة النقل لتحديد تكليف النقل ونسبة الدعم التي ستخصصها الدولة، مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف الخدمات التي يمكن ان توفر على مستوى المحطات من مراحيض وأعوان النظافة وحفظ السلامة عند توقف الميترو بالأرصفة، حيث تم توظيف مجموعة من الشباب لتحسيس المسافر بالإجراءات الأمنية التي يجب إتباعها عند استعمال القطار الجديد. ولدى اطلاع الوفد الحكومي على مشاريع توسيع شبكات السكة الحديدية الخاصة بالميترو، ألح وزير الداخلية على مسؤولي المؤسسة أن يتقربوا من المعاهد المتخصصة والجامعات لتحديد طلباتهم من التقنيين والتوظيف مباشرة بعقود عمل محددة في البداية وذلك لفتح كل فرص الشغل والإبداع للجامعيين الجزائريين، في حين ابدى ممثل الحكومة والوفد المرافق له إعجابه بالمترو، مشيرا إلى انه لم يكن يتوقع ان يكون الحلم حقيقة يوما. وحسب الطاقم التقني لمؤسسة ميترو الجزائر فإن التجربة الأولى تمت بنجاح على ان يتم مستقبلا تجربة الخط الرابط بين عميروش والبريد المركزي في انتظار الانتهاء من توسيع الشبكة إلى غاية ساحة الشهداء.