بلغت أشغال إنجاز مشروع ميترو الجزائر مرحلتها النهائية بإطلاق التجارب الحركية لقاطرة الميترو بحضور عدة أعضاء من الحكومة. و تمثلت هذه العملية في تشغيل القاطرة على الخط الوحيد للميترو (رقم 1) لتقوم بذلك بأول رحلة لها بين محطتي حي البدر (القبة) و مير إي سولاي (حسين داي). و تمت هذه التجارب الأولى بحضور وزير الدولة وزير الداخلية و الجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني ووزير النقل عمار تو و وزير الطاقة و المناجم شكيب خليل و كذا كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي. في تصريح للصحافة الوطنية أعرب تو عن ارتياحيه قائلا "بعد بلوغه هذه المرحلة الحاسمة للمشروع نستطيع القول أن حلم ميترو الجزائر قد أصبح حقيقة". كما جدد الوزير التأكيد بأن "الاستغلال التجاري للميترو مقرر خلال صيف 2009 بعد الانتهاء من هذه التجارب". و بخصوص توسيع خط الميترو ليشمل محطات جديدة أوضح تو أنه تم الشروع في الأشغال المتعلقة بالجزء الرابط بين حي البدر و الحراش. و فيما يخص الأجزاء الأخرى مثل تلك المتعلقة بباب الزوار و عين النعجة و براقي بالنسبة لشرق العاصمة و كذا ساحة الشهداء و باب الواد و الشوفالي و دالي إبراهيم و الدرارية و أولاد فايت بالنسبة للغرب أشار الوزير أن المناقصات الخاصة باختيار مكاتب الدراسات قد أطلقت بالنسبة لبعض الأجزاء فيما توجد الأخرى قيد الدراسة. و تجدر الاشارة أن القاطرات ال14 لميترو الجزائر التي يبلغ طول كل منها 109 مترا تتكون من 6 عربات تسع كل واحدة منها ل1200 شخصا. و حسب طيب سنداوي إطار مسير بمؤسسة ميترو الجزائر فانه من بين 14 قاطرة المبرمجة في البداية للخط الأول (حي البدر-البريد المركزي) تم استلام ثمانية فيما سيتم استلام الستة المتبقية الاخري بمعدل اثنتين في الشهر. و من المقرر أيضا إضافة ثماني قاطرات أخرى في إطار توسيع المشروع من حي البدرإلى باب الزوار و براقي و من البريد المركزي إلى غاية أولاد فايت. و عن الجانب الأمني أشارتو أنه تم تكوين أول فريق يضم 250 عونا بالتعاون مع مصالح الحماية المدنية بينما ستنهي الدفعة الثانية تكوينها خلال الأسابيع المقبلة. و لدى تطرقه إلى التأطير التقني لمختلف هياكل الميترو اقترح زرهوني على مسيري مؤسسة ميترو الجزائر اختيار نظام التعاقد مع المعاهد العليا كالمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات قصد تكوين مهندسين يتوفرون على مؤهلات تستجيب لحاجيات هذه المؤسسة. و أوصى يقول "ينبغي الانتقال إلى نظام يسمح لطلبة المدرسة المتعددة التقنيات و مهندسي الصيانة بالاستفادة من نظام التعاقد". و عقب إطلاق أولى التجارب الحركية تمت زيارة ورشات صيانة القاطرات الواقعة بباش جراح. تضم هذه الورشات التي تقدر طاقة استيعابها الاجمالية ب11 قاطرة سيما برج مراقبة و مركز للتموين بالطاقة الكهربائية ب5ر1 ميغاواط. و من جهة أخرى توشك أشغال تجهيز محطات حي البدر و مير إي سولاي على نهايتها مع وضع سلالم كهربائية و موزعات ميكانيكية للتذاكر. سيضمن مشروع ميترو الجزائر الذي قدر طوله الأولي ب5ر9 كلم النقل ببلديات باش جراح و المقرية و حسين داي و سيدي امحمد و الجزائر العاصمة و ذلك على مستوى عشر محطات. و يقدر معدل الطلب التقديري للنقل عبر الميترو خلال ساعات الدوام ب21000 مسافر/الساعة بالنسبة للاتجاه ساحة الشهداء-حي البدر قبل بلوغ 40000 مسافر/الساعة فيما بعد. و تشير الأرقام الأخيرة لمؤسسة ميترو الجزائر إلى أن النقل عبر الميترو سيخص 150 مليون مسافر سنويا. و تجدر الإشارة إلى أن انجاز هذا المشروع تقرر في بداية الثمانينات لكن توقيفه بسبب نقص الموارد المالية ليتم إعادة إطلاقه بفضل برامج الاستثمارات العمومية التي باشرتها السلطات العمومية في إطار مخطط الدعم للإنعاش الاقتصادي 2000-2005 و المخطط التكميلي لدعم النمو 2005-2009.