واصلت الجالية الجزائرية بالخارج أمس لليوم الثالث على التوالي تأدية واجبها الانتخابي في أجواء تميزت بالحميمية والإقدام على التصويت، حيث تجري عملية الاقتراع في ظروف جد حسنة وفي ظل إحساس ووعي وطني منقطع النظير. فقد شرعت الجالية الجزائرية المقيمة في هولندا منذ السبت المنصرم على غرار الجزائريين المقيمين في الخارج في أداء واجبها الانتخابي في إطار الانتخابات الرئاسية ليوم الخميس المقبل، حسب ما علم لدى سفارة الجزائر بلاهاي. ويقترع ال2119 جزائريا المسجلين في القوائم الانتخابية عبر أربعة مكاتب تصويت فتحتها السفارة بهذه المناسبة بأكبر المدن الهولندية غرونينغ وهيدوفين وأمستردام ولاهاي. وحسب المصدر نفسه، فقد تميزت عملية الاقتراع التي جرت في "ظروف جيدة" في اليومين الأولين "بإقبال كبير" للناخبين. ولم تمنع المسافات الطويلة ولا الظروف المناخية المقترعين من التوافد لاختيار الرئيس الجديد للبلاد. وأوضحت السلطات القنصلية الجزائريةبهولندا أن نسبة المشاركة المسجلة إلى غاية يوم الأحد "جد مرضية" و"تبشر بالخير" بالنسبة لبقية المسار. وتجدر الإشارة إلى أن العملية التي تجري "في شفافية تامة" تسجل مشاركة ملاحظي المترشحين الستة في مكاتب التصويت الأربعة. ويذكر أن سفارة الجزائر قد قامت بحملات تحسيسية في العديد من المدن الهولندية حول أهمية هذا الموعد الانتخابي.
إقبال كبير بفرنسا بمرسيليا الفرنسية، واصل أفراد الجالية التصويت لليوم الثالث في ظل الإقبال الواسع وهذا الحاج حزا ادريس يصرح. "لقد صوتت من أجل الأحسن ولا تنتظروا مني أن أفصح لكم عن الاسم"، بعد أن أدى واجبه، صباح أمس، بحظيرة شانو، بأحد المكاتب الستة المفتوحة أمام الجالية الجزائرية بمرسيليا في اليوم الثالث من التصويت برسم الانتخابات الرئاسية. ولم تمنع الإعاقة هذا المسن (71 سنة) الذي هو على كرسي متحرك يدفعه ابنه من الحضور إلى المركز الانتخابي في ظل تواصل إقبال أفراد الجالية وعودة بعض الطوابير رغم أن الإثنين هو يوم عمل بفرنسا. وفيما كان السيد خالد المنحدر من سوق أهراس يواصل رفع دعواته السخية للجزائر في هذه المناسبة الكبرى كانت سكينة بلباسها الجزائري تطلق زغرودة حارة متبوعة ب"تحيا الجزائر" في مشهد تكرر باستمرار منذ انطلاق التصويت يوم السبت الفارط. وقد نوه السيد عبد الحميد سعيدي القنصل العام للجزائر بمرسيليا صباح أمس ب"كثافة" تصويت الجزائريين بالدائرة الانتخابية لمرسيليا، مشيدا، بالدور الذي لعبته الجمعيات والتنظيمات الجزائرية المختلفة النشطة بعمالتي "بوش دي رون وفوكلوز". وقد انضم المكتب المفتوح منذ السبت بأفينيون اليوم إلى المكاتب الخمسة الأخرى لحظيرة شانو كما أعلن القنصل السيد عبد الحميد زهاني. وقدرت أوساط قنصلية بمرسيليا تعداد الناخبين الذين أدوا واجبهم لحد الآن أزيد من 10 آلاف ناخب من أجل 70 ألف مسجل. بمونبولييه، الواقعة بأقصى الجنوب الغربي لفرنسا أدى أفراد الجالية الجزائرية المقيمة واجبهم الانتخابي حيث توافدوا بكثرة على مكاتب الاقتراع كما صرح السيد خالد مواقي بناني قنصل الجزائر المقيم بمونبولييه. ووصف ذات المسؤول حركة الإقبال على مكاتب التصويت الثلاثة المفتوحة من أجل استقبال هيئة ناخبة قدرها 18 ألف ناخب مسجلا ب"القياسية" حيث "لم يتم رصد مشاركة بهذا الحجم خلال العشر سنوات الماضية" على حد تعبيره. وقد فتحت المصالح القنصلية بهذه الدائرة الانتخابية مكتبين للتصويت بمونبولييه لاستقبال 13000 ناخب إلى جانب مكتب واحد بباربينيون الواقعة على بعد 30 كلم من الحدود الإسبانية الفرنسية يتكفل بتصويت 5000 ناخب مسجل آخر. وفسر السيد مواقي هذا الإقبال "الذي فاق التوقعات" - كما أكد - ب"العمل الواسع والمعمق الذي ميز المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية والتي مكنت من تسجيل الكثير من الشباب والطلبة إلى جانب الحملة التحسيسية الواسعة في أوساط أفراد الجالية بالأحياء والمنازل". وقد دامت هذه الحملة التي استعملت فيها مختلف سبل الاتصال والإقناع أكثر من شهرين كما ساهمت فيها جمعيات وفعاليات جزائرية بالجهة وذلك على الرغم من شساعة الدائرة الانتخابية التي تغطى 6 عمالات فرنسية -كما أضاف. هذا، ويصل تعداد الجزائريين المقيمين بمنطقة مونبلييه إلى 38 ألف شخص حسب القنصل خالد مواقي بناني.
حضور معتبر بالمشرق العربي وبسوريا، استمر أمس توافد أفراد الجالية الجزائرية على مكتب دمشق بمقر السفارة الجزائرية لليوم الثاني منذ بدء العملية الانتخابية الخاصة برئاسيات الخميس المقبل، حيث يسجل حضور "معتبر" للناخبين من مختلف الفئات والأعمار. وتجري الانتخابات الرئاسية - حسب رئيس مكتب دمشق السيد علي سعيدي - في ظروف "جد حسنة" وفي إطار "منظم للغاية" مما سمح بتسهيل العملية الانتخابية للقائمين عليها في هذا المكتب الوحيد على مستوى العاصمة السورية وضواحيها مضيفا بأن الإقبال "إذا ما استمر على هذه الوتيرة فسيفوق بكثير نسبة المشاركة المسجلة في المواعيد الانتخابية السابقة التي مرت على الجالية بسوريا". واعتبر السيد سعيدي الذي لا يترك صغيرة ولا كبيرة داخل المكتب الانتخابي إلا وألم بها ضمانا للسير الحسن للانتخابات أن هذه المعطيات تعد "مؤشرا ايجابيا" لنجاح هذا الحدث الوطني الهام حيث فاقت نسبة هذه المشاركة "كل التقديرات". ففي أجواء حميمية يدخل الناخبون الجزائريون وفي كثير من الأحيان مرفوقين بأبناهم إلى مقر السفارة حاملين الأعلام الوطنية وكلهم إصرار على التعبير عن اعتزازهم وافتخارهم بأداء واجبهم الانتخابي وبالتالي الانتماء إلى الجزائر التي لطالما يحنون إليها ويتمنون زيارتها. وفي هذا السياق يقول السيد رضا محمد الذي تعود أصوله إلى تيزي وزو على امتداد أربعة أجيال أن مشاركته في الانتخابات الرئاسية منذ أن بدأها تعني الكثير بالنسبة له كما أنها تؤكد "الالتزام الذي لا رجعة فيه للمجتمع الجزائري ولأفراد الجالية في الخارج من أجل تقوية دولة القانون والتعددية وبناء جزائر عصرية منفتحة على العالم في كنف الاحترام التام للمكونات الأساسية للشعب الجزائري". ومن جهتها أثنت السيدة سعاد الأزهر وهي صيدلانية مقيمة بسوريا منذ 15 سنة على الإمكانيات الكبيرة التي سخرتها السفارة لإجراء الاقتراع الرئاسي ولتسهيل المهمة على أفراد الجالية معربة في نفس الوقت عن سعادتها "العارمة" لأداء واجبها تجاه وطنها الذي تكن له "كل الحب والاحترام". كما أوضح السيد علاء الدين السيافي الذي قال بأنه يؤدي واجبه الانتخابي منذ 30 سنة أن الانتخاب "واجب" يقدسه إلى درجة أنه يعتبره "من الثوابت التي لا يمكن أبدا التنازل عنها لأنها تقربه" من وطنه الذي ابتعد عنه "مجبرا". وذكر هشام وهو شاب في مقتبل العمر ينتخب لأول مرة أنه ألح على القدوم إلى مكتب الانتخاب رغم المشاكل التي قد تعترضه في عمله لأنه قطع عهدا على أبويه وعلى نفسه بأن يؤدي واجبه "مهما كانت الظروف" تواصلا مع أصوله وبلده الذي هو "مشتاق كثيرا" إليه. وأعرب هشام بالمناسبة وهو يخاطب أعضاء مكتب الانتخاب من السفارة الجزائرية والصحافة الموجودة بعين المكان عن أمله في أن يكون فعله الانتخابي "رسالة إلى الرئيس المنتخب لأجل ايلاء الأهمية اللازمة لأفراد الجالية المقيمين في سوريا قصد التخفيف من المشاكل التي يعانون منها". تجدر الإشارة إلى أن الجزائريين المقيمين في سوريا يمكن لهم الإدلاء بأصواتهم تجاه الاستحقاق الرئاسي إلى غاية يوم الخميس في حين سيشرع أفراد الجالية القاطنين بمدينة حلب (شمال دمشق) في أداء واجبهم الانتخابي يوم الأربعاء. وقد سخرت السفارة الجزائرية لهذا الغرض كل الإمكانيات المادية والبشرية ضمانا لنجاح العملية الانتخابية. وعلى هذا الأساس تتوقع مصالح السفارة ووفقا للمعطيات الانتخابية المتوفرة لديها لحد الآن "نجاحا كبيرا" للاستحقاق الرئاسي مما يؤكد إرادة هؤلاء على تلبية نداء الوطن والتعبير عن وجودهم وانتمائهم الراسخ للجزائر. تتوزع الهيئة الجزائرية الناخبة في سوريا البالغ عددها 3161 ناخبة وناخبا على مدينتي دمشق (2814 مسجل) ومدينة حلب (347 مسجل) وتشكل فئة العمر بين 20 و30 سنة أغلبية هذه الهيئة أما النساء فيمثلن 1372 ناخبة. وقد بلغ عدد المسجلين الجدد في القائمة الانتخابية 413 مسجلا. جاليتنا بتونس في الموعد توافد الجزائريون المقيمين بالجنوب التونسي أول أمس بقوة على مكاتب الاقتراع التابعة لدائرة اختصاص قنصلية قفصة من اجل أداء واجبهم الانتخابي في إطار الاقتراع الرئاسي. وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية ،أشار قنصل الجزائر بقفصه السيد محمد بومديري إلى "الإقبال الكبير" للناخبين وغالبيتهم نساء على مستوى معظم المكاتب الستة التي فتحتها الإدارة القنصلية لهذا الاستحقاق الانتخابي بقفصه ومتلاوي وردايف وتوزر (الجنوب الغربي) وصفاقس (الجنوب الشرقي) ومدنين (الوسط الجنوبي). وأوضح المتحدث انه تم تسجيل مشاركة قوية منذ يوم السبت بمكتب الانتخاب بمتلاوي وفوق المتوسط بتوزر وردايف وإقبال عادي على مستوى مكتب قفصة حيث يتوافد الناخبون كالعادة طيلة ساعات أيام التصويت المخصصة للجالية الجزائرية. وأردف ذات المسؤول أن يوم الأحد شهد افتتاح مكاتب قفصة ومدنين حيث سجلت "وتيرة جيدة" معتبرا أنه بالنظر إلى هذه الوتيرة يتوقع أن تتجاوز نسبة المشاركة في هذا الاقتراع بكثير النسب التي سجلت خلال الاستحقاق الأخير". وأكد الناخبون وغالبيتهم من النساء مع ملاحظة مشاركة متزايدة للناخبين الشباب أنهم "يتابعون عن كثب" الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن ويعتزمون الإسهام في جهود تشييد البلاد". وأشار السيد بومديري إلى أن الأشخاص المسنين والمعوقين هم أيضا كانوا في الموعد لأداء واجبهم الانتخابي بمساعدة أقاربهم مرجعا الإقبال المعتبر للناخبين إلى "الحملة الواسعة" للإعلام والتحسيس الذي سبق انطلاق الاقتراع. ويتوزع الناخبون المسجلون على مستوى قنصلية قفصة والمقدرين ب1326 شخصا على مكاتب ردايف (أكثر من 300 ناخب) وقفصة وتوزر (حوالي 250 شخص) ومتلاوي (حوالي 200 ناخب) وصفاقس ومدنين (حوالي 170 ناخب لكل منها).