احتضنت ساحة "الحرية" بولاية البليدة، فعليات معرض الزهور الذي تزامن مع العطلة المدرسية، حيث عرفت الساحة توافدا كبيرا من طرف العائلات، لشراء مختلف أنواع الزهور والنباتات التي تشتهر بها الولاية، حيث أبدع العارضون في تزيين الساحة بمختلف أنواع النباتات الداخلية والخارجية، العطرية منها، والموجهة للزينة من المزهرة والخضراء، وكلهم أمل في تمديد فترة أيام العرض إلى غاية حلول الشهر الفضيل. وقفت "المساء" لدى تجولها بمعرض الزهور، على التنوع الكبير في مختلف النباتات والأزهار المعروضة، التي لطالما اشتهرت بها الولاية، ومنها الفل، الياسمين ومختلف أنواع الورود وزهرة "المنقوشة"، نبات "القطيفة"، "الحبق"، أزهار "خداوج" و"خداوج الفراشة"، وزهرة "البيغونيانا" المعرفة لدى البليدين ب"محمود"، إلى جانب النباتات العطرية وبعض الشجيرات، كاللوز والبرتقال والليمون، وغيرها من نباتات الزينة الخضراء. "الربيع البليدي" تقليد سنوي يرسخ ثقافة العناية بالأزهار حسب العارض خالد زروق زغايمي، مختص في زراعة مختلف أنواع النباتات، فإن سر اهتمامه بهذه الحرفة يعود إلى انتمائه إلى مدينة الورود، التي كانت ولا تزال تهتم بمختلف أنواع الزهور ونباتات الزينة الخضراء، ولعل الإقبال الكبير على هذا المعرض، الذي تحول إلى تقليد سنوي في الولاية، خير دليل على مدى تعلق البليدين بالورود والأزهار مختلفة الأشكال والأسماء والأنواع والألوان. من جهة أخرى، أوضح محدثنا أن "الإقبال الكبير للعائلات البليدية على المعرض، راجع إلى طول فترة الحجر التي حرمتهم من التواجد في مثل هذه التظاهرات، الأمر الذي جعلهم يقبلون بكثرة على شراء مختلف الأنواع"، مشيرا إلى أن الكثير من الزبائن لا يعرفون كيف يعتنون بمثل هذه النباتات، يقول: "الأمر الذي جعلنا نقدم الكثير من المعلومات حول طريقة العناية بها"، لافتا إلى أن أكثر النباتات التي كان عليها الطلب كبيرا؛ "البيغونيا"، أو كما يسميها البليديين "محمود"، زهرة "الخداوج" والفل والياسمين العربي، النباتات العطرية "كالنعناع" و"الحبق" و"الإكليل"، أما بالنسبة للتزيين، فإن الطلب كان كبيرا على النباتات المزهرة والنباتات الخضراء التي تعيش في المنازل. يتمنى العارض خالد أن توافق المصالح المعنية على تمديد معرض "الربيع البليدي"، خاصة أن عددا كبيرا من المواطنين من خارج الولاية، على غرار المعودين على زيارة المعرض من سكان العاصمة وسطيف والشلف وغيرها من الولايات الأخرى، لم تُتح لهم فرصة زيارته والاستمتاع بما يقدمه العارضون من نباتات مختلفة. الإقبال على معرض الزهور امتد إلى خارج الولاية من جهته، أوضح العارض محمد دهان، الذي اختار بعد التقاعد، التفرغ للزراعة والاهتمام بكل ما يتعلق بالنباتات العطرية والموجهة للزينة، في معرض حديثه مع "المساء"، بأنه يحب كثيرا الأزهار التي يعتبرها عالما مختلفا ومريحا، وحسبه، فإن المعرض عرف إقبالا كبيرا من العائلات البليدية، وحتى من خارج الولاية، الأمر الذي جعله يتمنى أن يستمر على مدار السنة، بالنظر إلى الجمالية التي يضفيها على الساحة التي تعتبر القلب النابض للولاية. في السياق، أوضح محدثنا "بأن من أكثر النباتات التي تعرف إقبالا؛ زهرة "المنيقشة"، زهرة "محمود"، "البيغونيا" والقرنفل، إلى جانب بعض الشجيرات مثل؛ الليمون والبرتقال، مشيرا إلى أن الأسعار جد مناسبة، خاصة أن الأنواع متوفرة بعد فترة الحجر، التي حالت دون تمكن أصحاب المشاتل من البيع. فيما تبقى، حسبه، بعض الأنواع باهظة الثمن، بالنظر إلى ما تتطلبه من عناية. لافتا في السياق، إلى أن ضعف ثقافة العناية بمختلف أنواع النباتات، جعلت الكثير من الزبائن يتسببون في قتل النباتات بالسقي المبالغ فيه، وهو ما نحاول لفت الانتباه إليه، من خلال تقديم بعض النصائح لإطالة عمر النباتات، يقول المتحدث. المسنات يبحثن عن "العذراء" .. "المنيقشة" و"الياسمين" بينما أوضحت العارضة سبتي، عن مشتلة "موسى"، التي قدمت من بلدية بوفاريك لتشارك في المعرض لأول مرة، بأنها بعد التخفيف من تدابير الحجر، شرعت في البحث عن نقاط بيع، وكان أولها "معرض الربيع البليدي" الذي فتح لها الباب واسعا للاحتكاك بالجمهور، وعرض ما تحويه مشتلتهم من أنواع مختلفة من النباتات العطرية والزهرية، وحتى الأشجار، وحسبها، فإن الطلب كبير على النباتات التي تعيش في المنازل، لأن أغلب العائلات أصبحت تسكن في العمارات، بالتالي تبحث عن النباتات التي لا تتطلب الكثير من العناية، لافتة إلى أن أغلب زبائنها كانوا من النساء الطاعنات في السن، من اللواتي يبحثن عن النباتات التي كانت تشتهر بها الولاية قديما، خاصة نباتات "العذراء"، "المنيقشة"، "الياسمين"، "القطيفة" و"الحاشية"، إلى جانب أشجار اللوز، "التشوينة" و"المندرين"، وبعض النباتات العطرية مثل؛ الريحان والنعناع، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، إذ تميل المرأة البليدية إلى تعطير منزلها بمثل هذه النباتات. حول ثقافة العناية بالنباتات الزهرية والعطرية، أكدت المتحدثة، بأن الجزائري يحب النباتات، لكنه لا يعرف كيف يعتني بها، لذا نحاول تقديم جملة من النصائح حول كل ما يتعلق بطرق العناية بها.