يشهد تسيير مسجد عائشة أم المؤمنين بحي إسماعيل يفصح ببلدية باب الزوار، منذ مدة، اضطراباً وفوضى كبيرين، مما أثر على السير الحسن لهذا المرفق الديني، وأكد لنا العديد من سكان حي إسماعيل يفصح، أنه منذ تعليق نشاط الجمعية زادت الأمور تعقيداً، إلى درجة أن صار كل من هب ودب يرفع الأذان ويؤم المصلين، مما جعل بعض المواطنين يعيدون إقامة الصلاة للمرة الثانية لنفس الفريضة، وكان آخرها نشوب شجارات الأسبوع الماضي داخل المسجد، مما حوّله إلى حلبة لتبادل اللكمات. وفي عريضة وقّعها 300 مواطن من جيران المسجد تم توجيهها لوالي ولاية الجزائر، اطلعت عليها "المساء"، ناشد أصحابها المسؤول المذكور، التعجيل بالتدخل وضبط الأمور، برفع تعليق نشاط جمعية المسجد حتى لا يتحول بيت من بيوت الله إلى مكان للفوضى والفتنة وتنفير العباد، وإرسال لجنة تحقيق للوقوف على الواقع الحقيقي. واعتبر رئيس جمعية المسجد، السيد الصديق شتال، في لقاء مع "المساء"، أن السلطات العمومية عوض أن تحلّ المشكل زادت في تعقيده، مما ترك المسجد في وضعية غير متحكَّم فيها، مطالباً الجهات العليا بالتدخل لحماية بيت الله من كل الشوائب، معتبراً قرار التعليق بالتصرف الذي لا يخدم المسجد وروّاده. وعن حيثيات التعليق، قال محدثنا أن جمعية مسجد عائشة أم المؤمنين كانت تعمل بصفة طبيعية، وبذلت جهوداً من أجل متابعة بناء المسجد منذ أن كان قطعة أرضية إلى أن تقدمت به الأشغال بفضل تبرعات المحسنين وجهود أعضاء الجمعية الساهرين على ذلك، حيث فاقت التكلفة لحد الآن خمسة ملايير سنتيم.. وقد اعتبرت الجمعية قرار التعليق جائرا، وأنه جاء على خلفية تقريرين تلقتهما ولاية الجزائر، الأول صادر عن الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للدار البيضاء، يتهم فيها رئيس الجمعية بالقيام بتصرفات مشبوهة، والثاني صادر عن مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر يذكر فيه أن الجمعية لم تحقق أهدافها.. متسائلاً: " لو كان ذلك صحيحاً، فلماذا يرفض مسؤول الدائرة استقبالي والاستماع إليّ لتحري الحقيقة؟".. مستغرباً في الوقت نفسه، تقرير مدير الشؤون الدينية بالعاصمة، الذي كان ينتظر أن ينصفه، لكن هذا الأخير أورد معلومات وصفها محدثنا ب"غير الصحيحة والصادرة عن مسؤول يفترض أن يتحرى الحقيقة قبل توجيه أي انتقاد أو اتهام". مديرية الشؤون الدينية للعاصمة تردّ وتوضّح وفي رده على هذا المشكل، ذكر لنا مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر، السيد لزهاري مساعدي "،أن الخلاف بين إمام مسجد عائشة والجمعية ليس وليد اليوم، وأنه سبق وأن استدعى الإمام ورئيس الجمعية إلى مكتب المديرية محاولاً إقامة صلح بينهما وفق ما تقتضيه الفائدة العامة. مشيراً إلى أن الإمام رفض الصلح في البدء وبعد إلحاح بعض عقلاء حي إسماعيل يفصح الحاضرين، قبِل على مضض، لكنه عاد في اليوم الموالي ليكشف عن رفضه للصلح، مما جعله (أي المدير) ينهي مهام الإمام بصفته واقعاً تحت وصايته ويطلب من جمعية المسجد التوقف عن النشاط، كي يكون هناك عدل بين الطرفين. مضيفاً أنه لم يطلب من ولاية الجزائر تجميد نشاط الجمعية، وأن المصالح المعنية عِوض أن تساهم في حل المشكل قامت بتجميد الجمعية لمدة ستة أشهر. مؤكداً أنه مستعد - إن أراد الطرفان الإصلاح من جديد - أن يسعى في الأمر ويعيد المياه إلى مجاريها برفع التعليق عن نشاط الجمعية. مشيراً بشأن سير الصلوات الخمس بالمسجد، أنه قام بإعطاء تعليمات للإمام يأمره من خلالها بعدم اتخاذ أي شخص غريب لمساعدته على تسيير المسجد إلا بموافقة المديرية، لكنه استطرد قائلاً أنه إذا استمرت الأمور على حالها فإنه سيقوم بتعيين إمام جديد بالمسجد، ويدعو إلى تجديد جمعية جديدة في أقرب وقت ممكن. ولم ينكر محدثنا ما قامت به الجمعية من مجهودات في السهر على بناء المسجد، شاكراً كل المواطنين المساهمين في بناء بيت الله، خاصة أهل البر والإحسان الذين تبرعوا بأموال ومساعدات تتمثل في مواد البناء وغيرها.