أكد أمس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية السيد عبد الوحيد بوعبد الله الشروع في تطبيق استراتيجية جديدة لعصرنة خدمات "الجزائرية" تقضي باستلام 11 طائرة جديدة والتركيز على ثقافة التسويق من أجل رفع عدد الزبائن إلى 6 ملايين في حدود سنة 2014، وبخصوص فتح رأس مال الشركة أشار المسؤول إلى أن العملية ستتم عبر الفروع الجديدة التي ستعرف إعادة بعث بعد دراسة ميزانيتها على أن تعلن رسميا خلال السداسي الأول من سنة 2010 . صرح أمس المسؤول الأول عن "الجزائرية" السيد عبد الوحيد بو عبد الله خلال استضافته بالقناة الإذاعية الثالثة أن التخفيضات الجديدة التي أقرتها الحكومة ستمس الجالية الجزائرية المقيمة في كل من فرنسا وإسبانيا ممن لا يزيد دخلهم الشهري عن 12000 أورو، بالإضافة إلى الأطفال وفئة الكهول ممن يزيد سنهم عن 60، سنة حيث ستتراوح تخفيضات التذاكر بين 30 و58 بالمائة شرط أن تكون أسماؤهم مسجلة لدى مصالح القنصلية، ومن جهتها ستتكفل وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية المقيمة بالمهجر بالنقل البري للمسافرين إلى غاية وجهتهم في حين تضمن الخطوط الجوية عملية نقل المسافرين المعنيين بالتخفيضات إلى مناطق الجنوب. وبخصوص مشاكل التأخر التي رفعها عدد كبير من زبائن الشركة طمأن المسؤول الجميع بحل الإشكال قريبا ضمن مخطط النقل الجديد الذي تعده وزارة النقل، حيث يرتقب ربط المطار بشبكة السكة الحديدية و"التراموي" لتخفيف الضغط على الطريق العام المؤدي للمطار علما أنه يستوجب على المسافر قطع الطريق في ساعتين ناهيك عن الوقت الذي ستأخذه الإجراءات الأمنية عند المدخل أو داخل المطار نفسه، وفي هذا الإطار صرح المسؤول أن مؤسسته تحصلت مؤخرا على ثلاثة نقاط إضافية بخصوص الدقة في مواعيد الرحلات، من جهة أخرى فضلت "الجزائرية " في أطار استراتيجيتها الجديدة التركيز على ثقافة الخدمات عوض العمل التجاري وذلك من خلال تكوين عدد إضافي من أعوان التسويق للتقرب أكثر من الزبائن والتعرف على انشغالاتهم. وعن أسباب تأخر الرحلات أشار المتحدث إلى مختلف التدخلات للصيانة والرقابة التي تتم على أرضية المطار بعد كل رحلة وهو ما يؤخر عددا من الرحلات المبرمجة نهارا، خاصة في أوقات الذروة، كما أن "الخطوط الجزائرية تفضل ضمان سلامة المسافرين ولو كان الأمر على حساب التوقيت المحدد للإقلاع"، كما أن إشكال تأخر الرحلات لا يخص الجزائر فقط بل هو مسجل عبر مختلف مطارات العالم. ولدى تطرق المدير العام لنشاط فروع الشركة التي نصبت منذ مدة لم يخف أنها لم تسجل تقدما ملحوظا في عملها الميداني مع تهميش خدمة "فرات" وهو تأجير مقاعد عبر مؤسسات طيران أجنبية حيث ترك المجال مفتوحا للخواص ،ولإنعاش هذه الخدمة قررت "الجزائرية" التعاقد مع عدد من مؤسسات الطيران الأجنبية مستغلة في ذلك الأزمة المالية العالمية التي جعلت السوق الجزائرية من بين اهتمامات أكبر المؤسسات العالمية. ولإعادة بعث نشاط هذه الفروع التي تخص الصيانة والمراقبة، نقل البضائع، الخطوط الداخلية والخدمات داخل المطار أشار المتحدث إلى عملية دراسة ميزانية كل فرع قبل إطلاق دراسة لفتح رأسماله لإشراك الخواص في عملية عصرنة الخدمات، أما فيما يخص قرار تسريح 400 تقني في مجال الصيانة بناء على رغبتهم فقد وصف السيد عبد الوحيد الأمر بالخسارة للمؤسسة التي تنوي تطوير مجال الصيانة، علما أن المعنيين تم توظيفهم من قبل مؤسسات أجنبية بأجور خيالية، واعترف المتحدث في حديثه بكفاءة التقنيين الجزائريين ودليله على ذلك تسابق أكبر شركات الطيران العالمية لتوظيفهم مباشرة بعد تخرجهم وهوما دفع بالمؤسسة إلى رفض فتح رأسمال فرع الصيانة، وعن توقعات تاريخ الإعلان الرسمي عن فتح رأسمال باقي الفروع أشار المدير العام إلى السداسي الأول من سنة 2010، موضحا أن الخطوط الجوية الجزائرية لم تتأثر من الأزمة المالية العالمية كون زبائنها من الجالية وليس السواح، لكنها تتوقع بالمقابل انخفاض عدد المسافرين خلال الصيف القادم بسبب شهر رمضان الذي سيكون منتصف شهر أوت فلا يمكن التوقع حاليا باختيارات الجالية. من جهة أخرى تم التطرق إلى المشاكل التي سجلتها الخطوط الجوية الجزائرية في عملية بيع الأسطول القديم حيث تسهر حاليا على عمليات تفكيك البعض منها، وصيانة بعض الطائرات الأخرى قبل مغادرتها ارض الوطن في الوقت الذي تبقى فيه تكلفة البيع ضعيفة حيث لم تتعد 15مليون دج، أما فيما يخص اقتناء الطائرات الصغيرة التي لا يزيد عدد مقاعدها عن 40 مقعدا كشف مدير "الجزائرية" أنها ستكون في المرحلة الثانية من مخطط عصرنة أسطول الجزائرية نظرا للخسائر المالية التي تتكبدها الشركة من الطائرات ذات ال70 مقعدا والذي يصعب دائما بشأنه بلوغ النصاب في عدد المقاعد المحجوزة. وفي ختام حديثه تطرق السيد عبد الوحيد بوعبدالله إلى الخطوط الجديدة التي لا تزال محل مباحثات بين الجزائر وعدد من الشركاء الأجانب ويتعلق الأمر بخط "الجزائرنيويورك"و"الجزائرطهران" بعد نجاح خط "الجزائربكين".