هل نتجه نحو نهاية بطولة بدون جمهور في المدرجات؟ الجواب صعب لكن الاحتمال وارد بالنظر إلى تصاعد ظاهرة العنف في ملاعبنا وأعمال الشغب التي تزيد حدتها من جولة إلى أخرى، إلى درجة أننا أصبحنا نخشى وقوع مواجهات دامية لاقتراب المنعرج الأخير للمنافسة الذي عادة ما تغذيه الحسابات الضيقة المرتبطة بالسباق نحو اللقب والصراع من أجل ضمان البقاء، لاسيما وأن الحديث عن ترتيب المباريات عادة ما يكون سيد الموقف في هذه المرحلة الحاسمة من البطولة. والمؤسف في ذلك، أن الإجراءات العقابية الصادرة عن الفاف والرامية إلى فرض الروح الرياضية، لم تعد تجدي نفعا شأنها شأن الحملات التحسيسية التي لم تلق أي صدى لدى الأنصار والنتيجة كانت مفاجئة للجميع، إذ لم يكن أحد يتصور أنه سيأتي يوم تجري فيه المباريات المحلية الأكثر إثارة في البطولة الوطنية بين مولودية الجزائر واتحاد الجزائر بمدرجات شاغرة والتي كانت في وقت ليس ببعيد محطة للمتعة والفرجة الكرويتين. كل هذا يؤكد أن الكرة الجزائرية فقدت كثيرا من معالمها وتحولت جماهيرها الرياضية إلى شبح مخيف يهدد مستقبلها ويقلل من شأنها على المستوى الدولي بعدما كانت الجزائر ملقبة بأمة الكرة المستديرة على أساس أنها أنجبت لاعبين كبارا سجلوا اسم وطنهم بأحرف من ذهب ولنا أن نستدل في هذا المقام بإنجازات فريق جبهة التحرير الوطني أيام الثورة التحريرية ومنتخب 82 صانع ملحمة خيخون. لقد أصبحت أعمال الشغب والعنف في ملاعبنا موضة لدى بعض الأطراف التي اعتادت الاصطياد في المياه العكرة، من خلال استغلال شغف الشباب بكرة القدم ودفعه الى القيام بتصرفات غير رياضية تنجر عنها إصابات متفاوتة وفي بعض الأحيان وفيات فضلا عن إلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العمومية والخاصة. والغريب في الأمر أن هناك من يريد استمرار هذه التصرفات "الهوليغانية" في ظل سلبية مواقف رؤساء الأندية الذين لا يتدخلون إلا للتنديد بالعقوبات المتخذة ضد فرقهم من طرف الهيئات الكروية التي نتمنى أن تطبق على أرض الواقع الإجراءات العقابية التي أصدرتها مؤخرا والرامية إلى تهذيب الكرة الجزائرية باعتماد سياسة "القبضة الحديدية" في تسيير المنافسة الوطنية بمختلف أقسامها حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته ويقوم بدوره للقضاء على هذه الظاهرة الدخيلة على رياضتنا.