على وقع الزرنة وتنوّع الإبداعات وتقاطع الابتسامات، اختتمت نهاية الأسبوع الفارط بحصن "رياس البحر"، فعاليات تظاهرة "ربيع الفنون"، فاسحة المجال للاحتفال بشهر التراث الذي يعدّ أولوية من أولويات وزارة الثقافة، فكانت مناسبة للحديث عن ما تزخر به الجزائر من فنون، مع التأكيد على ضرورة الترويج للفن الجزائري في الداخل والخارج. "ربيع الفنون" الذي جمع بين حدائقه مختلف ما جادت به قرائح المبدعين والحرفيين الجزائريين في شتى التخصّصات، ضمّ تحفا تقليدية وإبداعات فنية في الصناعة التقليدية والرسم على الخشب، إلى جانب خيمة مجهزة على طريقة منطقة إيليزي، جمال وتراث المنطقة بلمسات فنية رائعة. ومن بين ما ضمّه المعرض، حليا قديمة من قسنطينة وأخرى تر?ية من تمنراست ومجوهرات مرصّعة بالمرجان من بني يني (ولاية تيزي وزو) وزرابي من منطقة القبائل وقالمة، إلى جانب أحذية وبرانيس وفساتين تقليدية من وبر الجمال من الجلفة، كما كان فنّ الطرز حاضرا من خلال أعمال لحرفيين من قالمة وتقرت، بينما تمّ تمثيل صناعة النحاس من خلال تحف من منطقة الجزائر. ودعت وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، بالمناسبة، إلى إحداث تحالف بين الدولة بكلّ مؤسّساتها مع المجتمع حول التراث. وأضافت "حلمي أن نعمل لكي نحسّس الجميع بأهمية التراث، لما يشكّله من جهد والتزام، فهو نضال مستمر". واستغلت المسؤولة الأولى عن الشؤون الثقافية، المناسبة، للتذكير بمختلف الخطوات التي عرفها مجال الحفاظ على التراث، بدءا بوضع النصوص التطبيقية للقانون 98 -04 والتي يبلغ عددها 30 نصا تطبيقيا، ولمّحت إلى إمكانية تغيير هذا القانون، خاصة في مادتين، تتعلّق الأولى بالحدّ من المتاجرة غير المشروعة بالأملاك الثقافية، وتتحدّث الثانية عن المساس غير الشرعي وغير اللائق بالتراث. السيدة تومي أكّدت نجاح هذه التظاهرة التي انطلقت في الفاتح من أبريل الجاري، وقالت "ربيع الفنون كان ناجحا نظرا للعدد الكبير من الزائرين الذين توافدوا على مختلف الفضاءات المخصّصة للتظاهرة". كما أشارت إلى أنّ "هذه التظاهرة التي سيتم تنظيمها كل سنة، تعدّ تمهيدا لشهر التراث الذي سينطلق اليوم عبر كامل التراب الوطني تحت شعار "تأمين التراث الثقافي". وبعد أن ألحّت على الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في هذه التظاهرة، شدّدت الوزيرة على "ضرورة حضور تخصّص صحافيين في هذا المجال، للمساهمة في أداء هذه المهام مع القطاعات المعنية، ووزارة الثقافة مستعدة للتكفّل بتكوين الإعلاميين في هذا المجال".. داعية بذلك إلى "تحسيس واسع للجمهور". وللتذكير، فإنّ تظاهرة "ربيع الفنون" حملت برنامجا فنيا ثريا ومتنوّعا، يضمّ معارض وندوات بمتاحف الجزائر العاصمة، وحفلات موسيقية بقاعة الموقار، ومعارض للفنون التشكيلية برواق "محمد راسم" والمتحف الوطني للفن المعاصر والحديث، وعروضاً سينمائية بمختلف قاعات السينما بالعاصمة، وتقديم مجموعة من المسرحيات بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي، إلى جانب إشراك دور الشباب والمراكز الثقافية التابعة لمختلف بلديات ولاية الجزائر بتنظيم نشاطات فنية متنوعة.