قبيل أيام من اختتام تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007"، أصدرت وزارة الثقافة كتابا تحت عنوان "العواصم الثقافية العربية·· الجزائر نموذجا"، جاء فيه عرض موجز مدعم بالصور عما تم تحقيقه في إطار هذه التظاهرة· تضمن كتاب "العواصم الثقافية العربية·· الجزائر نموذجا"، في افتتاحيته، كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في الافتتاح الرسمي لسنة "الجزائر·· عاصمة الثقافة العربية"، والتي جاء في بعض مقاطعها: "وراء وأمام كل التحولات الكبرى، قادة من الفاتحين في ميادين العلم والفن والأدب"··· "ومن بين ما نأمل الاهتمام به النشر الأفقي للثقافة، فإن التبادل الثقافي وخاصة منه المنتوج الأكاديمي والأدبي والفني ذو المستوى الرفيع ينبغي ألا تحتاج الى تأشيرة"·· و"إن مثل هذه الأولويات العاجلة" ينبغي أن تتحول الى خطة عمل محكمة وعلى المدى الطويل"· وشمل هذا الإصدار أيضا كلا من كلمة وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، والأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم السيد المنجي بوسنينة· في نفس المناسبة وفي هذه السياق، أكدت تومي أن احتضان الجزائر للثقافة العربية، أتاح للكثيرين أن يعرفوا الجزائر في عمقها·· ومن جهته، اعتبر عمرو موسى، الثقافة العربية، بالعنصر الجامع بين الدول العربية و"أن الجزائر من خلال هذا الحدث ستنهض بالثقافة العربية"·· أما المنجي بوسنينة، فقد أكد بدوره من خلال كلمته اهتمام مؤسسات الدولة الجزائرية الكبير بهذه التظاهرة··· المؤلف ضم توضيحا لرموز شعار التظاهرة، بالإضافة الى الطابعين البريديين اللذين صدرا يوم 12 جانفي من هذه السنة، ومن ثم ذكرت عبر هذا الكتاب، المنطلقات العامة للتظاهرة بداية بلحمة تاريخية لهذا الحدث منذ سنة 1996 الى غاية 2006، مرورا بأهداف هذه الفعاليات، السياسية منها والثقافية، كإعادة الجزائر إلى مكانتها في العالم العربي وتعزيز دورها كبوابة عالمية للثقافة العربية المعاصرة، وصولا الى محاور: التنظيم كتحديد ميزانية تتجاوز 7 ملايير دينار وتوفير الفضاءات الثقافية والبرنامج الذي نص على نشر وترجمة ألف عنوان وعنوان، إنجاز 72 فيما، 45 مسرحية، تنظيم أكثر من 10 معارض حول التراث وأكثر من 20 معرضا حول الفنون التشكيلية والبصرية، إضافة الى تنظيم 29 مهرجانا ثقافيا، 48 أسبوعا ثقافيا ولائيا، 18 أسبوعا ثقافيا للدول العربية، تنظيم إقامات إبداعية مشتركة مع أدباء وفنانين عرب في الموسيقى والشعر والقصة، وعقد مؤتمر استثنائي للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، وغيرها من النشاطات الثقافية الأخرى· ودعم الكتاب بمجموعة كبيرة من الصور رافقت مباحث الفصل الأخير الذي جاء تحت عنوان :"عرض مفردات للبرنامج الثقافي للتظاهرة (الإنجازات المحققة) "والذي قسم الى تسعة مباحث، هي: الأسابيع الثقافية العربية، التي تميزت بحضور جميع الدول العربية باستثناء الصومال، جيبوتي وجزر القمر، وفي انتظار المشاركة المرتقبة لفلسطين وسوريا، حيث شهدت هذه الأسابيع تقديم مختلف أوجه الفنون والآداب·· معطية بذلك صورة عن التنوع الذي تزخر به الثقافة، حيث تم تنظيم أسابيع ثقافية ولائية بالعاصمة، مكنت من توسيع مدار المشاركة الى أكبر قدر ممكن من المبدعين والحرفيين من ولايات الوطن، وهي أيضا مناسبة للتعريف بالتراث المحلي والمشهد الثقافي الجزائري· "النشر والنشاط الأدبي"، شمل مشروع نشر وإعادة نشر "ألف عنوان وعنوان" باللغة العربية، بما فيها الترجمة، أيضا تم تنظيم الصالون الدولي لكتاب الطفل والناشئة، الصالون المغاربي للكتاب ومعرض الجزائر الدولي الثاني عشر للكتاب، علاوة على تنظيم أربع إقامات أدبية موزعة على تلمسان، عنابة، تيبازة والعاصمة· كما تم تسطير برنامج خاص بالنشاط المسرحي، وتضمنت 45 إنتاجا مسرحيا سواء من النصوص العالمية أو من نصوص جديدة لمبدعين شباب، بالإضافة الى تنظيم دورات تدريبية حول المسرح واحتضان فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف، الذي كان مناسبة للإعلان عن تأسيس جائزة "مصطفى كاتب" للبحث والدراسات في ميدان المسرح· وفي مجال السينما والسمعي البصري، تم برمجة في نهاية الثلاثي الثالث من السنة الجارية، تنظيم برمجة 32 عرضا أوليا لأفلام من مختلف الانواع، وشهد شهر أكتوبر الفارط تنظيم وبرمجة 13 عرضا أوليا لأفلام تلفزيونية ووثائقية، وستنطم خلال هذا الشهر تظاهرة ستتيح للجمهور رؤية مجموع الإنجازات المحققة في هذا الميدان لهذه السنة· محور "الموسيقى والغناء وفنون الرقص"، تضمن العديد من الإنجازات، من بينها تنظيم 13 مهرجانا موسيقيا دوليا ووطنيا ومحليا، احتضان المؤتمر ال 19 للمجمع العربي للموسيقى، تسجيل وتدوين التراث الموسيقي، الخيمة العربية، وتنظيم عكاظية الشعر العربي· وعرف التراث والفنون البصرية، تنظيم عدة معارض من بينها معرض ابن خلدون، معرض أعمدة الرسم الجزائري ومعرض الفن العربي المعاصر، كما تم أيضا تنظيم عدد من الملتقيات والندوات، من بينها الملتقى الدولي حول المكتبات الوطنية العربية، ملتقى الدراما العربية، ندوة أدب المقاومة في شمال إفريقيا عبر التاريخ والملتقى الدولي الأمير عبد القادر الجزائري· وشمل الترويج الإعلامي والإشهار، تغطيات الإذاعة والتلفزيون لهذا الحدث، وكذا إصدار مجلتي "البهجة" و"الثقافة"· وجاء في خاتمة كتاب "العواصم الثقافية العربية·· الجزائر نموذجا"، الذي يقع في 153صفحة، وصمم من طرف دار القصبة للنشر، أن تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، ليست مناسبة ظرفية، بل كانت عملا يندرج ضمن المسعى الهادف الى إعادة الاعتبار للثقافة كعامل من عوامل التنمية، وتأكيد الأبعاد الأساسية للهوية الوطنية، وفي المجال الإقليمي أتاحت هذه المناسبة إعادة بعث آلية من آليات التعاون في اتحاد دول المغرب العربي، بعقد مؤتمر وزراء الثقافة لدول الاتحاد بعد انقطاع دام 12 سنة، أما على المستوى العربي، فكانت فرصة للتواصل بين المثقفين العرب ونظرائهم بالجزائر.