كشف مدير معهد فنون العرض ومهن السمعي البصري، الأستاذ إبراهيم نوّال في تصريح خاص ل"المساء "، أن مشروع إنجاز معهد السينما يسير في اتجاه ايجابي.. مؤكدا أن الوزارة الوصية سعت إلى تكوين لجنة خاصة، دورها إيجاد حلول ووضع أرضية سليمة لبناء متين. وتضم هذه اللجنة حسب الأستاذ نوال، مجموعة من إطارات وزارة الثقافة من بينهم الناقد السينمائي المعروف، أحمد بجاوي، الذي انضم مؤخرا إلى وزارة الثقافة، حيث منحت له إدارة الصندوق الوطني لدعم الإنتاج السينمائي (فداتيك) بعدما اشتغل لأكثر من عامين كمستشار ثقافي لبعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن، إلى جانب السيدة زهية بن شيخ مديرة الآداب والفنون بوزارة الثقافة والسيدة حميدة أكسوس والسيد بومدين. ويتمثل الدور الأساسي لهذه اللجنة، حسب محدثنا، في وضع السبل والوسائل والبرنامج، الضرورية التي يسير عليها معهد السينما، ومحاولة إيجاد حلول سريعة وناجعة لمختلف المشاكل التي تواجه المشروع. مشيرا في سياق متصل إلى أنه ومنذ الإعلان عن إنشاء فرع للتكوين السينمائي بمعهد برج الكيفان وتحويله من معهد للمسرح إلى معهد لفنون العرض ومهن السمعي البصري قبل أكثر من أربع سنوات، لم يتم الوصول حتى الآن إلى ما كان يطمح إليه، موضحا أن فرع السينما يعاني العديد من المشاكل بسبب نقص الإمكانيات البيداغوجية بما فيها الإمكانيات المادية والبشرية، وهو ما منعنا - يقول نوال - من فتح فروع تكوين في مختلف مهن السينما، واقتصر الأمر على التكوين في مجال مساعد مخرج ومدير التصوير فقط. ولمواجهة كل تلك النقائص، تسعى الوزارة من خلال هذه اللجنة - يقول مدير المعهد - إلى تنظيم تربصات في مختلف مهن السينما (مونتاج، سكريبت، كتابة سيناريو، إضاءة...) بالاشتراك مع مختلف الفاعلين في مجال الفن السابع، على غرار جمعية المخرجين وجمعية المنتجين، وكذلك مع البلدان التي تجمعها مع الجزائر اتفاقيات تعاون في هذا المجال. كما سعى المعهد - حسب مديره - إلى عقد اتفاقيات تعاون مع مختلف الجامعات والمعاهد السينمائية الأجنبية، حيث تم إبرام اتفاقية مع جامعة راين هدفها تبادل الخبرات بين الطلبة والأساتذة، كما يوجد مشروع اتفاقية مع جامعة "قرونوبل" و"معهد لوميير" الفرنسي للسينما. ونسعى إلى التأقلم مع ما هو موجود في الواقع، يقول مدير معهد الفنون، بإشراك طلبة المعهد الذين بلغ عددهم حاليا حوالي 40 طالبا، في مختلف التظاهرات والمشاريع السينمائية القائمة سواء تلك التي تقوم بها الوزارة الوصية، على غرار المهرجان الثقافي الإفريقي الذي تحتضنه الجزائر في 5 جويلية المقبل، أو التلفزيون الجزائري، من خلال فتح ورشات تدمجهم في مختلف المشاريع القائمة، بالإضافة إلى مد جسور التعاون مع مختلف المهنيين الجزائريين، من خلال تنظيم ملتقيات داخلية، وكذا ربط علاقات مع مختلف مهرجانات السينما. أما فيما يتعلق بالمهن الناقصة، لاسيما كتابة السيناريو التي تشكل أهم المشاكل التي تعاني منها السينما الجزائرية، فأشار نوال إلى أنه لن يتم فتح فرع خاص بالتكوين في مجال السيناريو، وإنما سيعمل كمرحلة أولى على إدماج الأشخاص الذين لهم خبرة مسبقة مع الكتابة (أدباء ،شعراء، كتاب...)، أي ممن لديهم مؤهلات للكتابة رغبة في خوض مجال الكتابة السينمائية وإكسابهم ثقافة سينماتوغرافية من خلال ملتقيات و ورشات تكوين. كما لم يخف محدثنا نية الوزارة الوصية واللجنة المشرفة على طرح فكرة استقدام أساتذة وخبراء من الخارج للإشراف على تكوين الطلبة، لتغطية العجز الموجود، لاسيما في مجال المونتاج والصوت، خاصة أن هدف المعهد هو تقديم تكوين أكاديمي، مما يستدعي أن يكون الأستاذ المؤطر حاملا على الأقل لشهادة الماجستير في تخصصه. مشروع بناء معهد جديد بالقليعة الذي أعلنت عنه وزيرة الثقافة قبل مدة، يخصص لاحتضان كل مهن السينما، قال عنه نوال أنه سيحل مشكلة أساسية كان يواجهها المشروع وهي مشكلة المساحة، كاشفا في نفس السياق، أنه تم اختيار الأرضية التي سيقام عليها المعهد كما تم تحديد دفتر الشروط، وسيتم خلال الأيام المقبلة الإعلان عن مناقصة ومسابقة الهندسة ونحن نسعى - يقول المتحدث - لان تبدأ أشغال إنجاز المشروع في شهر جوان المقبل. وفي الأخير، أكد الأستاذ إبراهيم نوال - الذي تسلم زمام الأمور بمعهد برج الكيفان قبل شهور - أنه شخصيا واع بالنقص الذي يعانيه المعهد، ويسعى إلى تداركه، خاصة مع وجود رغبة من الوزارة الوصية لإصلاح الوضع. ويذكر أن وزارة الثقافة كانت قد أعلنت مند أكثر من أربع سنوات، عن إنشاء فرع خاص بالتكوين في مختلف فروع السينما بمعهد برج الكيفان، وحولت اسمه من المعهد العالي للفنون الدرامية إلى المعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري، لكن حتى الآن لم يشهد هذا المعهد أي تقدم حقيقي، بل اعتبره الطلبة عبئا على المعهد الذي كان يتخبط في الكثير من المشاكل، للعلم، لم تنشئ الجزائر منذ الاستقلال إلا معهدا وحيدا للتكوين السينمائي فتح أبوابه سنة 1964 تحت إشراف المخرج الفرنسي روني فوتيي، لكنه أغلق بصفة مفاجأة في 1967 لأسباب ردها اغلب الملاحظين إلى أمور سياسية، وذلك بعد أن تخرج منه أهم مخرجي الجزائر، على غرار سيد علي مزيف، مرزاق علواش، فاروق بلوفة، لمين مرباح...