أقرّت اللجنة التي شكّلتها وزارة الثقافة للنظر في النزاع القائم منذ أكثر من أسبوع بالمعهد العالي للفنون الدرامية وفنون العرض والسمعي البصري بين طلبة الفنون الدرامية وطلبة البالي، بحلّ مجلس الطلبة وفصل أحد الطلبة نهائيا وتسليط عقوبات صارمة على البقية. وأقرّت اللجنة حلّ مجلس الطلبة الذي بادر إلى القيام بالإضراب دون الحصول على تصريح بذلك، وانتخاب مجلس جديد خلال اجتماع اللجنة العامة المقبل، مؤكّدة أنّ قرار اللجنة نهائي ولا رجعة فيه لعدم شرعية الإضراب أولا وقلة الاحترام التي أبداها الطلبة مع أعضاء اللجنة ثانيا. واستقبلت اللجنة أوّل أمس ممثلين عن الطلبة الذين قدّموا مجموعة من المطالب بعضها موضوعي وقابل للتحقيق يتعلّق بشكل خاص بالجانب البيداغوجي والتكويني، وبعضها مبالغ فيه -حسب أعضاء اللجنة- على غرار إنشاء مسبح وفضاء لركوب الخيل ...وغيرها، وأكّّدت اللجنة أنّ إخراج طلبة البالي من المعهد أمر غير وارد. من جهتها، أكدّت السيدة مباركة قدوري مديرة البالي الوطني بالنيابة في تصريح ل"المساء" أنّ البالي لن يتنازل أبدا عن مقره، وأنّ تواجده بالمعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري قانوني وشرعي تؤكّده وثائق رسمية وقرارات صادرة عن الوزارة الوصية، موضّحة أنّ الأمر لا يعنيها بشكل مباشر وإنّما هو مشكل داخلي خاص بمعهد الفنون الدرامية، ورغم ذلك -تقول قدوري- أنّها حرصت منذ البداية على التعامل بعقلانية مع المشكل وإعطاء الفرصة لزميلها السابق الأستاذ إبراهيم نوّال ولخليفته من أجل احتواء المشكل، موضّحة من جهة أخرى أنّ طلبتها عادوا إلى مقاعد الدراسة بشكل طبيعي وعلى اللجنة أن تتّخذ القرارات المناسبة لفض هذا المشكل. وكان مدير العهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري الأستاذ إبراهيم نوّال قد رمى المنشفة بعد تصاعد الأحداث بالمعهد ورفض الطلبة المضربين الاستجابة لدعوات الحوار التي نادى إليها لفضّ النزاع بينهم وبين طلبة البالي الوطني التي انطلقت منذ أكثر من أسبوع، وأكّد الأستاذ نوّال أنّ السبب الرئيسي لتقديم استقالته لوزيرة الثقافة صباح الإثنين وتعيين قاصدي سالم مديرا بالنيابة، إلى عجزه عن احتواء الأزمة وعدم تمكّنه من التواصل مع طلبته. يذكر أنّ النزاع بدأ بعد الاحتجاجات التي قام بها طلبة المعهد على ما أسموه ب"اجتياح طلبة البالي الوطني"، لقاعات الدروس التطبيقية وكذا الإقامة الخاصة التي تمّ تقسيمها حسبهم بثلاث أبواب حديدية، وهو ما دفعهم للقيام بإضراب عن الدراسة، لكن ما أثار غضب الطلبة حسب الكثير منهم هو تماطل المسؤولين وتأكيدهم في كلّ مرة على تسوية الوضع وإخراج طلبة البالي من قاعات الدراسة، دون إعلامهم بأنّ تواجدهم مبني على قرار وزاري لا يمكن العودة فيه، وهو ما دفع بطلبة الفنون الدرامية للبقاء خارج القاعات وقضاء الليلة في العراء، مؤكّدين أنّهم أحقّ بالمعهد من طلبة البالي باعتبار أنّهم "طلبة حقيقيون التحقوا بالتكوين في معهد الفنون الدرامية بعد حصولهم على شهادة البكالوريا عكس طلبة البالي".