مازال سكان قرية الحمايد التابعة لبلدية عين السمارة بقسنطينة، ينتظرون تجسيد المشاريع التنموية التي استفادت منها قريتهم منذ سنوات، والتي جاءت عقب عشرات الشكاوى والاحتجاجات، متسائلين عن سر تماطل السلطات في التدخل لتجسيد هذه المشاريع، مؤكدين أنهم في منطقة ظل بامتياز بالنظر إلى انعدام التهيئة، والمرافق، ونظام الصرف الحي، وغيرها من النقائص التي فرضت عليهم عزلة تنموية شبه تامة، رغم قربهم من البلدية الأم. أكد سكان قرية الحمايد الريفية، أنهم لايزالون إلى حد الساعة يعيشون حياة بدائية بعيدة عن معالم التحضر رغم قرب قريتهم من البلدية الأم عين السمارة، حيث أكد السكان المشتكون ل "المساء"، أنهم يعانون بسبب انعدام التهيئة بالقرية وجل المرافق الضرورية؛ كالمدارس والمرافق الصحية وكذا النقل وغيرها من الضروريات، التي من شأنها النهوض بالقرية وسكانها. وقد أثار المشتكون والذين تم إحصاء منطقتهم كمنطقة ظل، مشكل مشروع إنجاز شبكة التطهير والصرف التي استفادت منها القرية قبل سنتين؛ حيث طالبوا الجهات المسؤولة بإيفاد لجنة تحقيق للوقوف على الخروقات الواقعة في الإنجاز، وقالوا إنه تم مد شبكات المياه، ثم أعيد حفر الطريق لمدة شبكة الصرف الصحي، مؤكدين أن أشغال شبكة الغاز لم يفصل فيها بعد، وسيتم إعادة الحفر لأجل ذلك. وفي ذات السياق، أثار سكان الحمايد مشكل انعدام نظام الصرف الصحي بعدد من السكنات والتي تصرف مياهها في العراء؛ ما أصبح يشكل خطرا على هؤلاء وعلى المحيط العام جراء انتشار الروائح الكريهة، والحشرات الضارة وحتى الجرذان. المشتكون أثاروا مشكل البناء الريفي، حيث طالبوا بتوفير حصص إضافيةو وبالنظر في ملفاتهم المودعة على مستوى البلدية منذ سنوات؛ إذ لم يستفيدوا من أي صيغة سكنية، فضلا عن أنهم يملكون الحق في الاستفادة من الصيغ الأخرى بالرغم من وجود الأوعية العقارية التابعة لأملاك الدولة بمحيط القرية. كما أنهم أكدوا أن المسؤول الأول عن الولاية، وجّه تعليمات لمصالح البلدية بأخذ بعين الاعتبار، البناء الريفي بالقرية في إطار مراجعة مخطط شغال الأراضي؛ استجابة لطلب حوالي 120 معني قصد إدراجهم ضمن حصة السكن الريفي لسنة 2021، غير أن هذه الاستفادات المزعومة ظلت غير واضحة على حد تعبيرهم. ولم يتم استدعاء أي من أبناء هذه القرية التي يفوق تعداد سكانها 400 عائلة. وتحدّث المشتكون من سكان القرية، عن مشكل انعدام النقل، والذي يُعد من بين أسباب معاناتهم وعزلتهم، حيث أكدوا غياب النقل عن قريتهم؛ إذ يضطر أغلبهم لتوقيف سيارات الفرود من أجل التنقل إلى وسط البلدية لقضاء حوائجهم، أو المشي كيلومترات للوصول إلى الطريق العام وركوب حافلات النقل الحضري، وهي نفس معاناة أبنائهم المتمدرسين، الذين يضطرون لركوب حافلة صغيرة واحدة للوصول إلى مدارسهم أو التوجه مشيا على الأقدام إلى الطريق العام، لركوب الحافلات نحو عين السمارة؛ ما جعل العديد من العائلات يوقفون أبناءهم عن الدراسة خاصة الفتيات منهم. ولم تتوقف معاناة سكان هذه القرية هنا، بل أكدوا أن انعدام أي مرفق بقرية الحمايد خاصة المرفق الصحي، عمق من مأساتهم؛ إذ يضطرون للذهاب إلى وسط البلدية الأم أو إلى عاصمة الولاية، من أجل أبسط علاج حتى لو كان من أجل حقنة.