كشفت مصادر صحراوية، أن المغرب رفض رسميا مقترحا آخر للأمين العام الأممي بتولي الدبلوماسي الايطالي ذي الأصول السويدية، ستافان دي ميستورا، منصب المبعوث الشخصي الأممي إلى الصحراء الغربية الذي لا يزال شاغرا منذ عامين. فبينما كان المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، ينتظرون تعيين، دي ميستورا، رسميا كمبعوث خاص جديد إلى الصحراء الغربية، خرجت الرباط بقراراتها المعهودة بالرفض دون إبداء الأسباب وراء رفضها لتعيينه. وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية، أن ممثل جبهة البوليزاريو بالأممالمتحدة، سيدي محمد عمار، عقد اجتماعا مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، عبر تقنية التحاضر عن بعد، أثار، معها آخر تطورات الوضع في الصحراء الغربية ومن ضمنها مسألة استمرار شغور منصب المبعوث الأممي. وأوضحت البرقية أن جبهة البوليزاريو كانت قد ردت بالإيجاب يوم 29 أفريل الماضي على آخر مقترح الأمين العام الأممي بشأن تعيين الدبلوماسي السويدي، كمبعوث شخصي جديد له للصحراء الغربية، خلفا للرئيس الألماني الأسبق، هورست كوهلر، الذي استقال من منصبه، شهر ماي 2019. وأضافت أن المقترح قوبل بالرفض التام من قبل المغرب. ويضاف رفض دولة الاحتلال المغربية لمقترح الأمين العام الأخير إلى رفضها للعديد من المرشحين لمنصب المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية كونهم شخصيات معروفة بمواقفها المحايدة في مثل هذه القضايا أو تنتمي الى دول وازنة لا يمكن للمغرب التأثير عليها وكسبها إلى موقفه. وبالمقابل يواصل المخزن محاولة التأثير على العملية من خلال فرض مجموعة من الشروط المسبقة التي تستبعد بشكل تعسفي مواطني مجموعة من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بما في ذلك أستراليا وألمانيا وهولندا وسويسرا والدول الإسكندنافية وغيرها بما فضح افتقاده لنية، الانخراط في أي عملية سلمية حقيقية وجادة من شأنها حل النزاع وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية المقرة بأحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. والمفارقة أن رفض المغرب لدي ميستورا الذي تولى الوساطة في الصراع السوري والمعروف عنه حياده في مثل هذه القضايا، مر دون ضجة على نقيض الزوبعة التي كان أثارها نظام المخزن مؤخرا على إثر رفض جبهة البوليزاريو لإحدى الشخصيات المرشحة لهذا المنصب لسبب وجيه وهو انحيازها المفضوح للطرح المغربي. وسبق لستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن أكد في مناسبات سابقة، أن البحث عن شخصية مناسبة لتولي هذا المنصب الشاغر منذ عامين لا يزال متواصلا، موضحا أن سبب التأخر "لا يعود لعدم محاولة الأمين العام، بل يتعلق بشكل خاص بصعوبة العثور على الشخص المناسب لتولي هذه المهمة". وإذا كانت حجة جبهة البوليزاريو واضحة في رفضها لبعض المرشحين المطالبين بالالتزام بالحياد والاستقلالية والكفاءة والنزاهة في شروط أساسية لا غنى عنها لأي شخصية تتولى هذا المنصب لاستعادة الثقة في عملية السلام والنجاح في مهمتها، فإن مبررات المغرب تبقى غير منطقية كونه يريد مبعوثا أمميا على مقاسه يخدم أطروحاته ويدعم مواقفه. وذكر الدبلوماسي الصحراوي في الأممالمتحدة، أن العمل العدواني المغربي على التراب المحرر من الجمهورية الصحراوية، تسبب في تقويض عملية السلام المتوقفة أصلاً منذ استقالة الرئيس الألماني السابق، هورست كولر في شهر ماي 2019، كما أطلعها على موقف جبهة البوليزاريو من التطوّرات الأخيرة الناجمة عن خرق المحتل المغربي لوقف اطلاق النار مما تسبب في استئناف الطرف الصحراوي لكفاحه المسلح. وفي سياق تواصل الدعم والتضامن مع عدالة القضية الصحراوية جدد وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي ارياثا، تضامن بلاده وموقفها الثابت مع حق شعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير وتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. وجاء ذلك خلال استقبال الوزير الفنزويلي لنائب ممثل جبهة البوليزاريو بمدريد خدجتو المختار في ختام مشاركتها في قمة التحالف البوليفي لشعوب امريكا اللاتينية "ألبا" المنعقدة بالعاصمة الفنزويلية كاراكاس.