كشف السفير الصحراوي بالجزائر, عبد القادر طالب عمر, يوم الخميس, أن جبهة البوليساريو, أعطت موافقتها الرسمية على مرشح الأمين العام للأمم المتحدة, الدبلوماسي ستيفان دي ميستورا, لتولي منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية. وأوضح عبد القادر طالب عمر, في تصريح لوأج, أن جبهة البوليساريو, قدمت موافقتها الرسمية على الدبلوماسي دي ميستورا, نهاية شهر أبريل الماضي, وبالتحديد في التاسع والعشرين منه, مستطردا "لحد الساعة لا ندري ما هي الاسباب التي تحول دون الاعلان عن المبعوث الشخصي". لكن عقب في نفس السياق قائلا إن "عدم إعلان الأمانة العامة للأمم المتحدة, بشكل رسمي, حد الساعة, عن اسم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية, يعني أن هناك عراقيل يضعها النظام المغربي مثل عادته". كما اشار طالب عمر, إلى أن تعيين مبعوث شخصي, "ليس هدفا في حد ذاته, وإنما وسيلة لتيسير عملية سلام محكمة ومحددة زمنيا, تقود إلى ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال بحرية وديمقراطية". وقد أظهرت التجارب السابقة, أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية, لا يملك مفاتيح الحل بيده, وأنه دون دعم مجلس الأمن الدولي له لا يمكن الوصول إلى حل للقضية, وهو ما تجلي في استقالة المبعوثين السابقين, على غرار السفير الأمريكي الأسبق كريستوفر روس والرئيس الألماني السابق هورست كوهلر. وكان الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, قد رشح الدبلوماسي ستيفان دي ميستورا, لتولي منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية, وطرح الاسم على طرفي النزاع. وفي حال الموافقة على اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة, سيكون الدبلوماسي الإيطالي ذو الأصول السويدية, دي ميستورا, المبعوث الخامس لمنظمة الأممالمتحدة للصحراء الغربية, وسيخلف الألماني هورست كوهلر, الذي استقال من منصبه قبل أكثر من سنتين, لأسباب قال عنها إنها "صحية". اقرأ أيضا : في ذكرى اندلاع الكفاح المسلح: الشعب الصحراوي مصمم على استرجاع سيادته على كامل أراضيه وقد تعاقب على هذا المنصب قبل رحيل كوهلر, ثلاثة وسطاء هم: الأمريكيان جيمس بيكر, وكريستوفر روس, والهولندي بيتر فان والسون. ويتمتع دي ميستورا (74 عاما) بمسيرة سياسية ودبلوماسية حافلة على مستوى مختلف وكالات الأممالمتحدة وفي مناطق النزاع, تجاوزت ال40 عاما, حيث سبق وأن شغل منصب رئيس بعثات الأممالمتحدة في العراق وأفغانستان, وآخر منصب شغله, كان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا (2014-2018), الذي تولى خلاله مهمة تسهيل محادثات السلام بين الأطراف السورية, خلفا للدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي. وكانت الأممالمتحدة قد أرجعت فشلها في تعيين مبعوث جديد إلى المنطقة, خلفا لكوهلر, إلى "صعوبة العثور على الشخص المناسب لتولي المهمة". وأكد ستيفان دوجاريك, الناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة, في مناسبات سابقة أن البحث عن شخصية مناسبة لتولي منصب مبعوث شخصي أممي إلى الصحراء الغربية, لا يزال متواصلا, وأن سبب تأخر تعيين المبعوث لقرابة السنتين, "ليس بسبب عدم محاولة الأمين العام, بل ذلك يتعلق بشكل خاص بصعوبة العثور على الشخص المناسب لتولي هذه المهمة". غير أنه أكد بالمقابل, "تصميم" الأمين العام الأممي, على إيجاد مبعوث شخصي إلى الصحراء الغربية, ومواصلة تحركه بهذا الاتجاه. ولا زال منصب المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية شاغرا, منذ استقالة الألماني هورست كولر, في مايو 2019, بعد أن حقق زخما في مسار العملية السياسية الذي تكلل بانعقاد جولتين من المحادثات المباشرة في جنيف. وتعد الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا محتلة من طرف المغرب منذ عام 1975. وقد تم إدراج الصحراء الغربية منذ 1963 في قائمة الأقاليم غير المستقلة وبالتالي تطبق عليها اللائحة 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تتضمن إعلان منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة.