كثفت الفرق المختلطة المكلفة بتطبيق البروتوكول الصحي على مستوى المقاطعة الإدارية للرويبة، الخرجات الميدانية على مستوى المحلات التجارية، لإرغام التجار والزبائن على وضع الكمامة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي، للحد من تسجيل المزيد من الإصابات بفيروس "كورونا"، الذي ينتشر هذه الأيام كالنار في الهشيم، بسبب تهاون ولامبالاة المواطنين، سواء على مستوى بلديات مقاطعة الرويبة، أو مختلف بلديات ولاية الجزائر. بالرغم من خطورة الوضع، وتسجيل أعداد مرتفعة من المصابين بالفيروس، وكذا الوفيات يوميا عبر مختلف المناطق، ومنها العاصمة التي تحتل الصدارة في عدد حالات الإصابة بهذا الوباء، فإن بعض المواطنين سواء على مستوى مقاطعة رويبة أو باقي المقاطاعات، لا يعيرون أدنى احترام للبروتوكول الصحي، ويضربون الإجراء ات المعمول بها عرض الحائط، وكأن الأمر لا يتعلق بصحتهم وسلامتهم. وما يثير الاستغراب؛ استهتار التجار وأصحاب المحلات الذين يلتزمون بوضع الكمامة، في حضور فرق المراقبة، خوفا من العقاب واتخاذ إجراءات في حقهم، مثلما لاحظنا ببعض المساحات التجارية في مدينتي الرغاية والرويبة، حيث يضع التجار الكمامة في حالة ورود خبر تواجد الفرق المختلطة المكلفة بتطبيق البروتوكول الصحي، مما قد يؤدي إلى كارثة حقيقة، إذا استمر مثل هؤلاء في التصرف بهذه الطريقة والاستهتار بصحتهم وصحة عائلاتهم وزبائنهم. وقد لجأت الفرق المذكورة، إلى توعية أصحاب المحلات التجارية، بخطورة السلالات المتحورة والمنحى التصاعدي للإصابات المسجلة، والتي تستوجب اتخاذ كافة وسائل الحيطة والحذر، حرصا على سلامتهم وصحتهم، مع اتخاذ الإجراءات المنصوص عليها قانونا في حق المخالفين. يأتي تكثيف مثل هذه الخرجات، نتيجة لارتفاع الإصابة بالفيروس، وعدم التقيد باجراءات السلامة، خاصة خلال الأيام الأخيرة التي تشهد المحلات التجارية توافدا كبيرا للزبائن، الذين يقصدونها لاقتناء حاجياتهم، وسط إزدحام كبير يعجز اللسان عن وصفه، مما يجعل هذه الأماكن قنبلة موقوتة، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة. ولا يقتصر الأمر على المحلات والمساحات التجارية الكبرى المغلقة، بل الوضع كارثي أيضا بالقرب من هذه الأخيرة، وفي الطرق العمومية التي حولها التجار الفوضويون إلى أسواق مفتوحة، تعتبر مصدرا ل"كورونا" ومختلف الأمراض. من جهتها، تعرف وسائل النقل العمومي، نفس مشاهد التهور والاستهتار، سواء من قبل اصحاب وسائل النقل أو زبائنهم، الذين لا يلتزمون حتى بوضع الكمامة، أما التباعد داخل الحافلات فحدث ولا حرج، حيث لا يزال هؤلاء يملؤون حافلاتهم عن آخرها، خاصة على مستوى بعض المحطات، حيث تغير الرقابة. وبالرغم من الشكاوى التي أطلقها أصحاب وسائل النقل، خلال توقيف النقل ما بين الولايات، والذي أثر على نشاطهم، فإن هؤلاء لا يعتبرون ولم يتعلموا الدرس، كون تهورهم ولامبالاتهم سيؤدي حتما إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، مثلما حدث في بداية انتشار الوباء على مستوى كافة أنحاء العاصمة.