أطلق عدد من الأطباء بمستشفى الدكتور عبد الحفيظ بوجمعة المعروف باسم مستشفى "البير"، نداء استغاثة بعد نفاد مخزون الأكسجين بهذه المؤسسة الاستشفائية العريقة، وهو الأمر الذي بات يهدد حياة المرضى المصابين بكورونا، خاصة أن مصلحة كوفيد لوحدها، تضم 39 مريضا بدون الحديث عن المرضى المتواجدين على مستوى المصالح الأخرى. ناشد عدد من الأطباء وممارسي قطاع الصحة بمستشفى "البير" بقسنطينة عبر صفحاتهم الشخصية بوسائل التواصل الاجتماعي، الجهات المعنية، التدخل العاجل، داعين المحسنين وكل المواطنين الذين يملكون قارورات أوكسجين، إلى التقرب من المستشفى وإعارتها الإدارة. كما أكدوا أنهم يقبلون كل أجهزة الأكسجين وحتى المعطلة منها، حيث يتكفل المستشفى بإصلاحها. ومن جهته، أكد الدكتور أمين خوجة ياسين، الطبيب المنسق بالمستشفى، أن مخزون الأكسجين بهذه المؤسسة الصحية، وصل إلى مؤشر الصفر، وهو الأمر الذي يُعد خطيرا من الناحية الطبية بمستشفى يضم 5 مصالح طبية، بالإضافة إلى مصلحة الاستعجالات التي تستقبل حوالي 400 مريض يوميا من مختلف مناطق الولاية. وحسب الدكتور أمين خوجة الذي أطلق نداء استغاثة عبر أمواج إذاعة قسنطينة المحلية، فإن امتلاء جل مستشفيات قسنطينة بالمرضى، يزيد آليا من نسبة استهلاك الأكسجين، خاصة بالنسبة لمرضى "كوفيد-19"، في ظل ظهور المتحور الجديد دالتا، الذي يجعل من المصاب به غير قادر على التنفس الطبيعي، ويحتاج للتنفس الاصطناعي. وبسبب هذه الحالة التي يشهدها مستشفى البير بقسنطينة، أكد المتحدث أن مصلحة "كوفيد-19"، امتلأت بتواجد 39 مصابا، كلهم يستهلكون الأكسجين، مع وجود عدد من المرضى على مستوى مدخل الاستعجالات، يجلسون على الكراسي، في انتظار دورهم لأخذ هذه المادة الاستراتيجية، مضيفا أن المستشفى اضطر لتحويل 12 مريضا كانوا في حال حرجة، نحو مؤسسات صحية خاصة؛ لعدم توفر الأكسجين بعد تدخل مديرية الصحة والوالي. وأشار المتحدث إلى تعذر ملء خزان المستشفى بمادة الأكسجين مند 5 أيام، كون الشاحنة ذات الصهريج بحجم 20 ألف لتر التي وزعت 4 آلاف لتر للمستشفى الجامعي ابن باديس، لم تقدم أي لتر لمستشفى "البير" رغم تواجدها بالمؤسسة، حيث تَحجج المشرفون على الشاحنة بضيق المكان، وعدم قدرتهم على ولوج مكان الخزان. وحسب الطبيب المنسق بمستشفى "البير"، فرغم الطلب الحثيث من إدارة المستشفى لأصحاب الشاحنة بالتريث لمدة ربع ساعة من أجل فتح الطريق أمامهم، إلا أن الشاحنة غادرت بدون تقديم الأكسجين لهذه المؤسسة الصحية التي ينشط بها حوالي 100 طبيب، 65 منهم أطباء مختصون، وحوالي 200 ممرض. وحاولت "المساء" الاتصال بمدير الصحة السيد عبد الحميد بوشلوش، من أجل معرفة الإجراءات التي تم اتخاذها على مستواه أو على مستوى الولاية، للتدخل، لكن هاتف هذا المسؤول، كان يرن بدون إجابة.