تعد مؤسسة المجاهد حفيظ بوجمعة الاستشفائية "البير" بقسنطينة التي تم تدشينها سنة 1994، واحدة من أهم الهياكل الصحية التي تفتخر بها عاصمة الشرق الجزائري، والتي تعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، نظرا للخدمات التي تقدمها والسياسة الرشيدة التي تتبعها الإدارة ويسهر على تنفيذها جملة من العمال والطاقم الطبي، غير أن المؤسسة تعرف ازدحاما كبيرا بسبب ضيق المكان وشهرتها عبر كامل تراب الولاية، خاصة أنها تقدم خدمات متميزة مقارنة بالمؤسسات الاستشفائية الأخرى. كشف مدير مستشفى "البير"، السيد طايق نذير، أن مؤسسته بها حوالي 100 طبيب؛ 35 من الأطباء العامين، و65 من المختصين في مختلف التخصصات، كما تضم المؤسسة حوالي 200 ممرض وممرضة، وهو عدد، حسب المدير، يبقى منخفضا نظرا لعدد المعاينات الكبيرة والإقبال المتواصل 24/24 من طرف المرضى، في انتظار تدعيم المؤسسة بشبه طبيين جدد، بعد فرز نتائج المسابقة الولائية الأخيرة. كما يتكفل بأكثر من 100 ألف مواطن من سكان أحياء البير، ابن شرقي، بو الصوف، سميحة، وحتى أحياء البلديات الأخرى، على غرار الشراكات، ابن سبع والزويتنة ببلدية حامة بوزيان وعدة أحياء من بلدتي ابن زياد، مسعود بوجريو وعين السمارة. حوالي 400 مريض في الاستعجالات يوميا تضم المؤسسة الاستشفائية البير بقسنطينة، والتي تتسع ل5 اختصاصات، حسب تأكيد مديرها، وهي الاستعجالات الطبية، أمراض النساء وطب التوليد، طب الأطفال، الجراحة العامة، الأمراض المعدية والطب الداخلي، الذي يضم الأمراض الصدرية، الأعصاب، الدم وغيرها، في انتظار تدعيمه بأطباء تخدير لتقديم خدمات أحسن، بينما تستقبل مصلحة الاستعجالات الطبية أكبر عدد من المرضى، حيث يصل، حسب تأكيد أطباء من المصلحة، إلى 400 مريض في ال24 ساعة، وسجلت خلال السنة الفارطة استقبال وفحص أكثر من 74 ألف مريض، بينما تأتي مصلحة التوليد التي يشرف عليها 5 أطباء مختصين و8 جراحين في المرتبة الثانية من حيث استقبال المرضى، حيث تسجل المؤسسة معدل 5 ولادات يوميا ومن 8 إلى 9 عمليات جراحية كل يوم. ويسعى المستشفى إلى تطوير الاستشفاء المنزلي لتقليص الضغط على مصالحه، مع تمكين المؤسسات الاستشفائية الجوارية عبر مختلف البلديات من الاستفادة من مختصيه. النظافة رأس مال المؤسسةأكد مدير مستشفى البير أن من أولويات الطاقم الإداري والطبي؛ نظافة المكان، موضحا بشأنها أنها مرادف للصحة الجيدة والاستشفاء السريع، وأن المرضى يزودون بأغطية تستعمل لمرة واحدة وترمى، وعلب من الألمنيوم خاصة بالأكل الجاهز يقدمه المستشفى، مضيفا أن في المؤسسة طاقم نظافة مشكل من عاملات يقمن بواجبهن على أحسن وجه. ونتيجة للعدد الكبير لزوار المؤسسة الاستشفائية يوميا، تعاقدت إدارة المؤسسة التي تضم طبيبا مختصا في النظافة، مع شركة مختصة في التنظيف، حتى تعكس الوجه الحقيقي للمؤسسات الاستشفائية، حيث وقفنا على نظافة الأروقة وغرف الفحص بمصلحة الاستعجالات، وهو الأمر الذي يجب أن يقتدى به عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية والمستشفيات الجزائرية. تقييم الخدمات عن طريق استمارةعكفت إدارة مستشفى البير على وضع المريض على رأس أولوياتها، حيث قام الطبيب المنسق للمستشفى، محمد ياسين أمين خوجة، بمبادرة إيجابية من خلال وضع استمارة خاصة في سرير كل مريض يدخل المستشفى، في إطار أنسنة العمل داخل هذه المؤسسة، إذ يقوم المريض بتقييم الخدمات وإعطاء رأيه حول الاستقبال، الأكل، الإيواء والتطبيب، وتجمع بعدها الاستمارات وتعالج من طرف جهاز وضع لذلك الغرض، بغية الوقوف على النقائص لتجنبها مستقبلا، والوقوف على الإيجابيات بهدف تعزيزها، وهي مبادرة تستحق التعميم في ولاية قسنطينة وعبر مختلف ولايات الوطن. غرف مكيفة ومجهزة يسهر الطاقم المسير لمستشفى البير على توفير كل ظروف الراحة للمريض، حتى يتمكن من تلقي العلاج في ظروف جيدة تساهم في شفائه بسرعة، حيث جهزت إدارة المستشفى غرف المرضى بأجهزة مكيفة لتجنب حرارة الصيف وأجهزة تدفئة للوقاية من برد الشتاء، كما تم تجهيز غرف المرضى بثلاجات حتى يتمكنوا من وضع أكلهم بها وأجهزة تلفزيون في كل غرفة، مع توفير الماء البارد والساخن على السواء على مدار 24 ساعة، وتولي الإدارة أهمية كبيرة لنظافة المراحيض وهي نقطة سوداء في جل المؤسسات الاستشفائية عبر الوطن.خط هاتفي للاستماع للانشغالات في إطار تطوير خدماتها والارتقاء بها، وضعت إدارة المستشفى خطا هاتفيا مباشرا يسمج للمواطن وزائر المستشفى بالتعبير عن رأيه بصراحة، مع نقل انشغالاته وشكاويه، إذا وجدت الاستفسار عن أي شيء يخص المرضى بهذا المرفق الصحي، حيث خصصت إدارة المستشفى، حسب مديرها السيد طايق نذير، خلية خاصة للاستماع إلى مكالمات المواطنين والزوار خلال أوقات العمل العادية عبر الخط المباشر وهو 031831147، كما وضع المستشفى نظاما جديدا يسمى "طلب المريض"، وهو برنامج معلوماتي يقيس الزمن بين طلب المريض عن طريق زر بسريره أو بالمراحيض، بهدف المساعدة وتوقيت التدخل لتحسن الأمور مستقبلا والتقليص من زمن التدخل.موقع إلكتروني وبرنامج معلوماتي لتسيير المخزنمن جهة أخرى، قام مستشفى البير، في مبادرة من أجل تحسين التواصل مع محيطه الخارجي، باستحداث موقع إلكتروني يضم مختلف المعلومات الخاصة به، حيث تهم المنتسبين لقطاع الصحة والزوار والمرضى، ووضعت إدارة المستشفى برنامجا معلوماتيا لتسيير المخزن، حيث يتم التعرف بسرعة على احتياجات كل مصلحة من أدوية ومواد صيدلانية، وتوزيعها في الوقت المناسب، كما تقوم الإدارة برقمنة كل الأرشيف لتسهيل استعماله عند الضرورة، وتقوم أيضابوضع شبكة داخلية لنقل صور الأشعة الطبية أو ما يعرف ب«تيلي راديو" من غرفة الأشعة مباشرة إلى شاشة بمكتب الطبيب دون طباعتها، إلا في الحالات التي تتطلب ذلك، لربح الوقت والمال. كما يتوفر مستشفى البير بقسنطينة على معدات طبية جد حديثة، حسبما كشف عنه الطبيب المنسق، الدكتور محمد ياسين أمين خوجة، الذي أكد أن بعض التجهيزات التي يضمها المستشفى على غرار قارئ سجلات القلب وأجهزة الكشف بالرنين المغنطيسي من آخر طراز، لا تتوفر حتى بمستشفيات بباريس، حسب تأكيده، مضيفا أن هناك مسعى لتزويد المؤسسة بجهاز سكانير خلال السنة المقبلة، حيث تم تجهيز القاعة التي من المفروض أن تستقبل هذا الجهاز، والتأكد من سلامتها وعدم تسريبها للإشعاعات من طرف المركز الوطني للإشعاعات، كما تتوفر المصحة على جهاز مراقبة بالكاميرات، يضم 16 كاميرا، تنقل الصور والفيديوهات إلى مركز الأمن والوقاية، مركز المناوبة ومكتب المدير.علاقة جيدة بين الإدارة والعمالأكد مدير مستشفى البير أن علاقة إدارته جيدة مع نقابة المؤسسة ومع كل العمال والموظفين، مضيفا أن مصلحة الأجور تقوم بعمل جبار من أجل تمكين كل الموظفين من الحصول على مرتباتهم في وقتها، وأن اجتماعات دورية كل شهر تعقد مع العمال والموظفين وتوثق بمحاضر مسجلة للاستماع إلى الانشغالات وكل الأمور التي من شأنها التأثير على الأداء الحسن للعامل الذي يعد أساس تطور المؤسسة، حسب المدير الذي ركز على أهمية التكوين المتواصل في تحسين الخدمات. مركز نموذجي للتدخل في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية وعلى صعيد آخر، كشف الدكتور محمد ياسين أمين خوجة، عن أن المؤسسة الاستشفائية التي تعمل وفق مقاييس المنظمة الدولية للصحة، من حيث ظروف الإيواء والعلاج، قد تم اختيارها مركزا للتدخل في حالة وقوع أي طارئ بتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، مضيفا أن مستشفى البير الذي يعد مؤسسة نموذجية في متابعة ومعالجة الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس، وعلى رأسها فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز" على المستوى الوطني، كان مركزا ولائيا للعلاج والتدخل في مرض أنفلونزا الطيور،وقد مثل الجزائر في العديد من التظاهرات الصحية الدولية، على غرار المؤتمر الدولي بجوهانسبورغ، جنوب إفريقيا سنة 2009 حول فيروس أنفلونزا الطيور. ضيق المساحة أثر على الاستقبال من بين المشاكل التي تعرقل العمل بمستشفي البير؛ ضيق الهيكل الصحي، حيث يتربع المستشفى على مساحة 1900 متر مربع، ولا تتسع قاعاته وحجراته إلى الكم الهائل من الزوار يوميا، وعليه طالبت الإدارة من الجهات المعنية التدخل لبرمجة توسعة المستشفى الذي يعرف أشغال توسعة مصلحة الاستعجالات الطبية، كما طالب مدير المستشفى من الجهات المعنية وعلى رأسها الوزارة الوصية والولاية، إيجاد حل لمشكل الانزلاق الذي تعاني منه أرضية المؤسسة والتي يعرضها للخطر، كما وجه مدير مستشفى البير، السيد طايق نذير، نداء للمواطن القسنطيني الذي يزور المستشفى سواء بهدف العلاج أو لزيارة مرضاه، تحسين السلوك ومراعاة الشروط التنظيمية، النظافة وأوقات الزيارة، حتى يساعد الطاقم الطبي في أداء مهامه على أحسن وجه، مؤكدا أن هذه المؤسسة هي ملك للمواطن ويجب المحافظة عليها، مضيفا أنه يضع صناديق بريد شفافة للزائر ليعبر عن انشغالاته التي تؤخذ بعين الاعتبار، حسب المدير الذي خصص يوم الاثنين من كل أسبوع لاستقبال زوار المستشفى والاستماع لشكاويهم واقتراحاتهم.