أحصت مصالح الحماية المدنية في بيان لها إلى غاية منتصف نهار أمس، 9 حرائق كبيرة لاتزال مشتعلة بعد أن تم إخماد 16 حريقا آخر، في وقت تم تسجيل 67 حريقا اندلعت ما بين 9 و11 أوت الجاري، بمختلف بلديات ولاية بجاية، على غرار أوقاس، وتيزي نبربر، وأدكار، والقصر، وبجاية، وهي الحرائق التي أدت إلى حالة من الهلع والخوف في أوساط المواطنين القاطنين بالمناطق الريفية، إلى جانب تسببها في بعض الخسائر المادية والبشرية بسبب ألسنة اللهب، التي استلزمت تجنيد كل الوسائل المادية والبشرية من قبل مديرية الحماية المدنية، ومحافظات الغابات، من أجل التحكم في الوضع وتفادي تسجيل خسائر كبيرة؛ حيث سُجلت عدة حرائق هامة على مستوى قرى أسامة، والناتور، وغابة قورايا، أدت إلى تسجيل خسائر معتبرة، في الوقت الذي عرفت بلديات توجة، وبرباشة وبوخليفة... اندلاع حرائق معتبرة حاصرت السكان بالكثير من القرى، وجعلتهم يطلقون نداء استغاثة في ظل نقص الوسائل المادية اللازمة لإخماد هذه النيران. وقامت مصالح الحماية المدنية بتجنيد كل الوسائل المادية والبشرية اللازمة لتفادي الخسائر البشرية. وعلى صعيد آخر، أحصت مصالح مديرية الغابات إلى غاية الأربعاء المنصرم، في حصيلتها الأولية، 600 هكتار أتلفتها النيران بالعديد من البلديات أيام 9 و10 و11 أوت، من بينها أحراش، وأدغال، وأشجار بلوط، و50 هكتارا من الأشجار المثمرة، خاصة في ما يتعلق بالزيتون. كما استدعت مواجهة النيران، تضامن المواطنين، الذين تجندوا بالوسائل التي يملكونها من أجل إخماد ألسنة اللهب. وتُعتبر قرية أسامة من بين المناطق التي تضررت أكثر من هذه النيران، التي أتلفت العشرات من الهكتارات من الثروة الغابية، بالإضافة إلى نفوق العديد من رؤوس الماشية، والدجاج على مستوى قرى بلدية أدكار. 3 جرحى وانقطاعات في التيار الكهربائي استقبلت مصالح المستشفى الجامعي خليل عمران ببجاية، 3 جرحى بعد أن أصيبوا بجروح من الدرجة الثالثة، حيث تم التكفل بهم، فيما تم تسجيل جرحى آخرين بمختلف البلديات، تم إسعافهم بفضل تضافر جهود المواطنين ومصالح الحماية المدنية، في الوقت الذي تتحدث بعض المصادر عن ضحايا بشرية لم يتم تأكيدها من قبل المصالح المعنية. كما تم تسجيل تذبذب في توزيع الطاقة الكهربائية بالعديد من البلديات، التي سجلت أضرارا على الشبكات والمنشآت الكهربائية التي تسببت في انقطاع التموين بالطاقة الكهربائية، عن 3820 زبون يقطنون بالقرى المعنية، على غرار "أذرار أوفارنو" وناطور ببلدية بجاية، و«أذرار عنان" ببلدية تيزي نبرب، و«إخطابان"، و "تالة حمدون" ببلدية أدكار، و«أفوغالن" ببلدية بوخليفة، و«تيمانيثين" بتوجة. وقرر والي بجاية عقد اجتماع طارئ مع كل الجهات المعنية، للإعلان عن مخطط استعجالي للتكفل بكل الضحايا والمتضررين من هذه الحرائق، واتخاذ الإجراءات اللازمة. هبّة تضامنية ومساعدات للمتضررين من الحرائق بادرت العديد من الجمعيات ومواطنو مختلف مناطق ولاية بجاية على غرار أقبو، وتازمالت، والقصر... بإطلاق حملة تضامنية لجمع المساعدات من مختلف المواد الغذائية لتقديمها للعائلات التي تضررت من حرائق الغابات على مستوى ولاية تيزي وزو؛ استجابة لنداء الاستغاثة الذي تم إطلاقه من قبل الكثير من المواطنين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تم تسجيل خسائر مادية معتبرة، أجبرت العشرات من العائلات بمختلف القرى، على هجرة منازلها؛ هروبا من ألسنة النيران التي أتت على الأخضر واليابس، إذ وصل الوضع إلى تسجيل خسائر بشرية. ولقد قامت مجموعة من المواطنين بمختلف قرى بلدية أقبو، بجمع كميات من المواد الغذائية المختلفة والأكثر استهلاكا. كما توجهت شاحنة محملة بمختلف المواد الغذائية والأغطية وغيرها من الأغراض التي يستعملها المواطنون، إلى قرى تيزي وزو من أجل مساعدة السكان والعائلات المتضررة. وقرر بعض الخواص وضع منازلهم وسكناتهم تحت تصرف العائلات؛ من أجل إيوائها في هذه الفترة الصعبة التي تعرفها بعض المناطق، في ظل النيران التي لاتزال مشتعلة.