أكد كلود اوشيخ، صاحب مكتب خبرة في هندسة صيانة الطائرات بفرنسا، فعالية طائرات "كنادير" في إخماد الحرائق التي تشهدها بعض ولايات الوطن، بالنظر إلى قدرتها على حمل 6 آلاف لتر من الماء في ظرف 12 ثانية وبسرعة تحليق تصل إلى 380 كلم في الساعة. وأضاف أوشيخ، في اتصال أجرته معه "المساء"، أن الطيارين الذين يقودون هذا الصنف من الطائرات يتمتعون بخبرة عالية في التحكم بتحليق منخفض وعلى مسافات قصيرة من ألسنة اللهب لضمان نتائج سريعة وفعّالة في إخماد الحرائق، وأضاف اوشيخ، الذي عمل لدى شركة الخطوط الجوية الجزائرية ما بين سنتي "1965 و1972"، ولدى الخطوط الجوية الفرنسية، أن من الخصائص الإيجابية لطائرات الإطفاء "كنادير" أن الطيار بإمكانه التحكم في شحنة المياه وتفريغها على أربعة مراحل وفق تقديراته وتحديده بؤر النيران وخطورتها، إلى النقيض من طائرات الهيليكوبتر التقليدية التي لا يسع خزانها سوى لألف لتر مع مدة تعبئة بطيئة للمياه وسرعة تحليق لا تتعدى 250 كلم في الساعة. وأشار إلى أنه حتى وإن كانت لطائرات الهيليكوبتر "أم . إي" القدرة على حمل 10 آلف لتر من الماء إلا أن سرعتها لا تتعدى في أحسن الأحوال 200 كلم في الساعة، موضحا بأن طائرتي إخماد الحرائق اللتين استأجرتهما الجزائر من فرنسا مع جهاز ملاحظة، لهما من القدرة على تسريع احتواء حرائق تيزي وزو، حيث ساهمتا بشكل فعّال في إخماد الحرائق التي اندلعت في اليونان، مؤكدا بأنهما قادرتان على إخماد الحرائق بالجزائر في ظرف قياسي، حيث قامتا ب32 طلعة إطفاء في 3 مناطق في ظرف ساعات بولاية بجاية ليلة الخميس إلى الجمعة. وقدر اوشيخ، أن اتساع رقعة الحرائق بعدة ولايات وبطريقة متفرقة تظهر حاجة الجزائر إلى طائرات إضافية، مشيرا إلى طائرات أخرى ينتظر وصولها من إسبانيا وسويسرا، ما سيمكن حسبه من تطويق ألسنة اللهب في بقية الولايات خلال أيام قليلة، وخاصة تلك المتسمة بتضاريسها الوعرة التي يصعب التدخل فيها بالطرق التقليدية، لا سيما في ظل استمرار موجة الحر في دول حوض المتوسط، بما فيها الجزائر والتي تبقي الخطر قائما واحتمالات توسع بؤر الحرائق. تجدر الاشارة إلى أن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أعلن في خطابه أول أمس، عن اقتناء طائرات متخصصة في إطفاء حرائق الغابات، كاشفا عن إسدائه تعليمات لقيادة الجيش الوطني الشعبي من اجل مباشرة اتصالات لاقتناء مثل هذه الطائرات. وحسب الخبير أوشيخ، فإن سعر هذا النوع من الطائرات في السوق الدولية يبلغ حوالي 25 مليون أورو بالنسبة لصنف "سي. أل. 415" بينما يبلغ سعر "سو. أو. 27" العسكرية حوالي 75 مليون أورو".