صدرت ضمن مشروع "زهر الآداب" عن منشورات "جمعية البيت للثقافة والفنون" وبدعم من وزارة الثقافة، أوّل انطولوجيا عربية عن الأدب الإفريقي بعنوان "ألوان الأدب الأسود"، أنجزها وترجم نصوصها الأستاذ الجزائري إدريس بخاري، تعرض لعشرين كاتبا إفريقيا مترجمة أعمالهم إلى العربية. ... وكان الشاعر أبو بكر زمال، رئيس جمعية "البيت للثقافة والفنون"، تحدّث في لقاء سابق مع "المساء"، عن تسطير برنامج ثقافي وفكري دسم سينطلق قريبا، وستكون البداية بتنظيم ندوة حول كتاب "ألوان الأدب الأسود" لإدريس بوخاري من جامعة وهران. كما ستصدر قريبا عن الجمعية عشرة عناوين جديدة، ستخصص لكلّ كتاب صادر ندوة خاصة ينشطها صاحبه ضمن سلسلة ندوات، ومن بين العناوين التي ينتظر صدورها كتاب "نوافذ باكرة"، ويضم مختارات من الشعر الكردي وكتاب "معجم شعراء الشعبي الجزائري من القرن ال 10 إلى القرن 19م" من إعداد الدكتور العربي دحو، وكتاب "دساتير إلهية"، وهو تحقيق في التراث الجزائري لبومدين بوزيد. كما ستنظم جمعية "البيت للثقافة والفنون" في ديسمبر القادم، احتفالا كبيرا بعنوان "زهر الآداب" بمناسبة صدور 12 انطولوجيا في الآداب العالمية بالجزائر لأول مرة في الوطن العربي، وسيتم استضافة أدباء ومؤلفين من ألمانيا وإسبانيا وإيران وارتيريا ترجمت أعمالهم في هذه الأنطولوجيات. ويعرّف "ألوان الأدب الأسود" بأهمّ كتّاب الفضاء الأنغلوفوني والفرنكوفوني، من خلال مجموعة من عشرين كاتبا عبر أقصوصات ونصوص وقصائد لا تخلو من أوجه التلاقي في أحيان عديدة مع انشغالات الكتاب العرب، وأخيرا قصة سمر كاملة تعكس صورا من إفريقيا ما قبل انفراط عقد العهد القديم، "قبل مجئ تجار العبيد". وقد عمد منجز العمل، الأستاذ إدريس بخاري، إلى ترجمة هذه المختارات من فضاءات لغوية هي الفضاء الأنغلوفوني ممثلا في شينوهة أشعب، آموس توتوولا، ايزكيال مفاليلي، وول سويينكا، ريتشرد ريف، جورج أوونور ويليامز، غراس أوغوت، تيكايو، وضمّ الفضاء الفرنكوفوني، مونغو بيتي، ليوبولد سيدار سنغور، دافيد ديوب، كماره لاي، شريف عصمان (سيراليون)، سيلفان بامبا (الكونغو برازافيل)، جان باتيست موتبروكا (رواندا)، بيراقو ديوب (السينغال)، فرديناند أويونو (الكاميرون)، آكي لوبا (كوت ديفوار)، جان بليا (الداهومي)، أمّا الفضاء اللوزوفوني (البرتغالي)، فقد مثّله كلّ من أغوستينهو نيتو (أنغولا)، ج. كرافينها (الموزمبيق)، سيبريان ايكوينزي (نيجيريا). كما صدر ضمن نفس المشروع، انطولوجيا بعنوان "نوافذ باكرة، الشعر الكردي في سوريا"، من إنجاز خلات أحمد، ويحاول هذا الكتاب التعريف ببعض تجارب الشعر الكردي، يحتوي الفصل الأول من الكتاب على ترجمة لقصائد الشعراء الذين يكتبون باللغة الكردية فقط، ويضمّ أسماء عديدة، منها على الخصوص أحمد حسيني، هوشنك بروكا، تنكزار ماريني، مروان عثمان، سليمان آزر، هيمن كرداغي، وغيرهم. أمّا الفصل الثاني فيضمّ قصائد لكلّ من عارف حمزة، دلدار فلمز، لقمان ديركي، إبراهيم اليوسف، طه خليل، هوشنك أوسي، حسين حبش، محمد نور الحسيني، عبد الرحمن عفيف، آخين ولات، لقمان محمود، مها بكر، إبراهيم حسو، فتح الله الحسيني. للتذكير، يعدّ هذان العملان أولى الكتب ضمن سلسلة "زهر الآداب"، وستصدر منها خلال هذه السنة "ظلال ورد ظلال، الشعر الألماني من غوته إلى اليوم"، (إعداد وتأليف وترجمة سليمان توفيق)، "هكذا هي الوردة، قرن وأكثر من الشعر الإسباني الحديث" (انتخبها وترجمها وقدّم لها عبد الهادي سعدون)، "فاكهة ودَم، مختارات من الشعر الكولومبي المعاصر" (إعداد وترجمة وتقديم د. محسن الرملي)، إلى جانب "الستائر السوداء التي تفصلنا عن الموتى، أنطولوجيا الشعر التشيلي المعاصر" (اختيار وترجمة أحمد يماني)، "انطولوجيا الشعر الأمريكي" (إعداد وترجمة محمد طعم)، "انطولوجيا الأدب الإريتري" (إعداد محمود أبوبكر)، "انطولوجيا الشعر الكولومبي" (إعداد وترجمة ملك مصطفى)، "انطولوجيا الشعر الفرنسي" (إعداد وترجمة خالد النجار)، "انطولوجيا الشعر المكسيكي" (إعداد وترجمة خالد كاكي)، وأيضا "أنطولوجيا شعراء الفرنكوفونية" (من إعداد وتقديم محمود عبد الغني)، والأعمال الشعرية الكاملة للشاعر البرتغالي فرناندو بيسو منجزة من طرف المهدي أخريف، والأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الجزائر جمال الدين بن الشيخ. وسيكون الشعر الإيراني حاضرا في هذا المشروع الرائد، حيث أوكلت مهمة إنجازه وإعداده وترجمته، إلى المتخصّص في الأدب الفارسي، الشاعر العراقي محمد الأمين. وأوضح رئيس جمعية البيت للثقافة والفنون، الشاعر أبوبكر زمّال، في تصريح لإيلاف بهذا الخصوص، أنّ مشروع "زهر الآداب" ما كان له أن يكتمل زخمه دون الشعر الفارسي، فلأوّل مرّة سيتم نقل هذا الكم الهائل من الشعر الإيراني إلى اللغة العربية، بما سيتيح للقارئ الجزائري بوجه خاص والقارئ العربي بوجه عام، أن ينظر بعين فاحصة ومعمّقة إلى هذا الفضاء الجمالي والمعرفي والإبداعي.