تعمل مديرية الموارد المائية بقسنطينة، هذه الأيام، جاهدة بالتنسيق مع الجهات المعنية على غرار شركة المياه والتطهير "سياكو"، والديوان الوطني للتطهير وكذا البلديات والمؤسسات العمومية الولائية والبلدية، على تنقية وتهيئة الوديان لتفادي تكرار سيناريوهات الفيضانات التي عرفتها الولاية خلال السنوات الأخيرة، والتي تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة؛ حيث عرفت هذه العملية نسبة إنجاز متقدمة؛ من خلال إزالة مختلف النفايات البلاستيكية ومخلفات البنايات والحشائش، مع التركيز على توسيع مجاري الوديان. باشرت السلطات الولائية بقسنطينة، منذ الأسبوع الفارط، تحضيرات مكثفة؛ تحسبا لموسمي الخريف والشتاء، وما يرافقهما من أمطار غزيرة، قد تُحدث سيولا وفيضانات؛ حيث شرعت المؤسسات المعنية في برنامجها السنوي الاحترازي، من أجل تنظيف الوديان والمجاري المائية والطرقات والأرصفة من الردوم والأتربة، التي قد تتسبب في تراكم المياه؛ بهدف الوقاية من أمطار الخريف، وما قد تحدثه من فيضانات. وأكدت مصالح مديرية الري أن المديرية باشرت الأيام الفارطة، في العديد من العمليات الهامة والخاصة بتهيئة الأودية المعروفة على مستوى مختلف مناطق الولاية؛ لحمايتها من الفيضانات، وهذا في إطار تطبيق برنامج استعجالي، يتمثل في تنقية الوديان الكبيرة المارة عبر الشوارع الرئيسة والمناطق الحضرية، من أجل ضمان عدم ركود المياه بالوديان، أو تحولها إلى مصدر للروائح الكريهة، حيث انطلقت العمليات منذ ثلاثة أيام، ومست عدة أحياء وبلديات عبر إقليم الولاية، على غرار بن الشرقي، ووادي زياد، والقماص، وسيساوي وبلديتي حامة بوزيان وعين عبيد. وتمثلت في تنقية أرصفة الطرق الرئيسة، وتطهير جوانب الطرق من النفايات والأتربة والردوم، إلى جانب تنقية بالوعات الصرف والمجاري المائية، إضافة إلى تنقية واد زياد، بهدف تجنّب أي فيضان محتمل لهذا الأخير مع اقتراب فصل الخريف وتساقط الأمطار. كما تم برمجة عمليات تنقية وتطهير روتينية؛ بهدف تجنب وقوع فيضانات خلال موسم الأمطار، لا سيما بعد امتلاء الوديان بمختلف النفايات، والتي باتت تشكل هاجسا للسكان، وتزيد من تخوفاتهم بمجرد حلول فصل الشتاء. واتخذت المديرية على عاتقها، حسب مصادر من مديرية الري، أزيد من 6 عمليات، منها تهيئة وحماية أحياء سيساوي وشعبة الرصاص، من الفيضانات، وكذا أحياء القماص وابن الشرقي، مع تهيئة واد بومرزوق، إضافة إلى تهيئة أودية المناطق الحضرية. ومن جهة أخرى، كشفت مصادر من مديرية الري، أنه قصد القضاء على كل النقاط السوداء بالولاية التي تتسبب في إحداث الفيضانات، تَقرر إنجاز العديد من المشاريع، وتصحيح كل الاختلالات التي تضمن عدم حدوث مثل هذه الفيضانات أو الكوارث البيئية مستقبلا، حيث تم رصد أزيد من 40 مليار سنتيم من ميزانية الولاية، لمعالجة النقاط السوداء التي تم إحصاؤها مؤخرا، والتي يفوق عددها 30 نقطة، أغلبها على مستوى البلدية الأم. جدير بالذكر أن والي قسنطينة ترأّس، مؤخرا، اجتماعا خُصص للتحضير لموسمي الخريف والشتاء والوقاية من الفيضانات جراء العواصف والأمطار الغزيرة، بحضور رؤساء الدوائر، والمجالس الشعبية البلدية، ومديري الهيئات المعنية، وممثل شركة المياه والتطهير "سياكو"؛ إذ أمر ساسي أحمد عبد الحفيظ جميع المتدخلين، بتنقية البالوعات من طرف مصالح البلديات وشركة المياه والتطهير ومديرية الموارد المائية، وبمراقبة كافة النقاط السوداء المحصاة عبر بلديات إقليم الولاية، وتسخير كافة الوسائل المادية والبشرية، للشروع خلال هذه الأيام، في عمليات التنظيف، إلى جانب تنقية الوديان ومجاري الصرف الصحي، ومتابعة هذه العملية بصفة يومية، حسبما أوردت مصالح الولاية في بيان لها؛ إذ وضعت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن هذه العمليات ستتواصل بصفة دورية خلال فصلي الخريف والشتاء، لتمس كل النقاط السوداء المحصاة عبر بلديات إقليم الولاية.