يعيش مئات السكان بمناطق متفرقة بولاية غليزان ، على صفيح ساخن خوفا من فيضان الأودية لاسيما القاطنين بالمباني المشيدة على ضفافها على غرار بعض التجمعات السكنية المتواجدة في مناطق منحدرة و كذا أحياء متعددة في خطر حيث باتت معرضة لآثار التغيرات المناخية ، هي مناطق كثيرة بما فيها المراكز الحضرية و عددها 5 تنتظر مواصلة الجهود من خلال تخصيص اعتمادات مالية من أجل تجسيدها لحماية ساكنتها من الفيضانات و هي سيدي خطاب ، عين الرحمة ، الحمادنة ، المطمر ، و جديوية و غيرها من المناطق التي تشكل 40 نقطة سوداء في ربوع الولاية تنتظر بدورها حلولا لمواجهة أخطار هذه الفيضانات كون أنها ما تزال مهددة بأضرارها سواء على مستوى الأرواح أو البنية التحتية و خصوصا خلال التهاطل الكثيف و المستمر للأمطار بكميات تنذر بحدوث كوارث فيضانات التي ينبغي تفاديها و الحد منها بعد التي شهدتها منطقة الشلف من جراء الأمطار الغزيرة و السيول التي تسببت في فيضان واد مكناسة ، مما أدى إلى مصرع عدة أشخاص و خلف حالة من الحزن عند ساكنة المنطقة و باقي مناطق الوطن . و على صلة و بالرغم من المجهودات المبذولة لحماية ساكنة بعض المدن من الفيضانات كوادي ارهيو و غليزان عن طريق رصد مشاريع كبرى منذ سنوات و على غرار عمليات مختلف منها منجزة و أخرى قيد الانطلاق تخص تنظيف و تنقية بعض الوديان ، غير أن الوضع يزداد خطورة مع بدء موسم الأمطار ، حيث مازالت تلك المناطق المهددة بهذه الكوارث تشكل خطرا على حياتهم و هي بحاجة للتقليل من آثار وقوع فيضانات و تجنب تكرارها بما يعرض مئات المواطنين للخطر كتلك التي شهدت أوديتها و شعابها فيضانات مثلما ما حدث بمدينة وادي ارهيو قبل ثلاثين عاما حيث تعرضت لموجة من الأمطار آنذاك تسببت في مقتل حوالي 12 شخصا جرفتهم سيول شعبة قريرة بالمدينة ، كما تتسبب الأمطار سنويا في فيضان بعض الأودية و جرف عدة حقول و مستثمرات فلاحية و منازل في السنوات الأخيرة على غرار وادي بسطال ، مينا ، واد واريزان واد جديوية و واد بن فمد الذي يعبر بلدية وادي الجمعة مركز و آخر العابر لوسط مدينة يلل و غيرها من النقاط السوداء التي تنجم عنها فيضانات سنويا و في هذا السياق تحصي المصالح المختصة نحو 40 نقطة سوداء مهددة بخطر الفيضانات منتشرة عبر الأحياء السكنية المتواجدة بمناطق منخفضة و المجاورة لأودية و شعاب باتت هاجسا لعديد السكان عبر أحياء نذكر منها على سبيل المثال بساطال و الشهيد خوحة بن عودة (دلاس ) ، حي 5 جويلية ( الرمان) بغليزان و بمدن وادي ارهيو ، مازونة ، جديوية ، حمري ، واريزان ، سيدي خطاب ، واد الجمعة و القطار مديونة بني زنطيس و منداس و سيدي امحمد بن علي و من ضمنها أيضا طرق وطنية محاذية لأودية على غرار الطريق الوطني رقم 4 في شطره المار بواد الجمعة و الطريق الوطني رقم 90 أ عند منطقة أولاد سيدي بوزيد بسيدي خطاب ، الطريق الولائي رقم 99 بقرية خشاب (بن داود) .. ، إضافة إلى نقاط أخرى لأماكن تجمع مياه الأمطار نتيجة انسداد البالوعات و شبكات الصرف الصحي و يصل عدد النقاط المحصاة إلى غاية أواخر السنة الجارية الى 5173 نقطة و تم تنقية 711 منها لحد الآن من مصالح الديوان الوطني للتطهير و المصالح التقنية للبلديات . انتشار البنايات الفوضوية على الحواف مصدر الفيضانات و من جهة أخرى هناك عوامل أخرى مصدر هذه الفيضانات كانتشار البنايات الفوضوية على حوافها فضلا على وجود أخرى بمنحدرات و شعاب هذا بالإضافة للرمي العشوائي للنفايات و تراكم مخلفات البناء و غيرها من الأسباب التي حالت دون القدرة على إزالتها بصفة دورية بالنظر للحجم اليومي للنفايات المنزلية و بقايا الهدم التي ترمى فيها يوميا من طرف شاحنات تابعة لمؤسسات البناء الخواص و حتى السكان كما هو الحال بالنسبة لواد الصفا و الأودية الفرعية التي تصب فيه حيث يقطن زهاء 2000 ساكن في بنايات فوضوية تحاصرهم مياه الأمطار في موسم الشتاء و القمامة على مدار أيام السنة و التي أثرت على الأراضي الفلاحية المجاورة لها و في غالب الأحيان فإن عدم تهيئة و صيانة الوديان و كذلك الجسور و انعدام المجاري لتصريف مياه الأمطار أو انسدادها تزيد من خطورة الوضع في فصل الشتاء الذي يستوجب أن تتأهب له عدة جهات من بينها الموارد المائية و التطهير و البلديات من خلال ازالة النقاط السوداء للحيلولة دون حدوث أضرار و محاربة انتشار البناء الفوضوي و كذا الرمي العشوائي للأوساخ و القاذورات و غيرها مع ضرورة التبليغ عن هذا التفريغ و الرمي العشوائي و اخطار الجهات المعنية عن ذلم و التكثيف من حملات التوعية و التحسيس من طرف جمعيات ناشطة في المجال لمواجهة الظواهر السلبية التي تنجر عنها في أية لحظة فيضانات خطيرة و للحفاظ على سلامة المواطنين و ممتلكاتهم .
الشروع قريبا في عمليات تنقية أودية الصفا و يلل و مناصفة و كانت مديرية الموارد المائية قد أعدت دراسات و مخططات الحماية من الفيضانات للحد من هذه المشاكل و التقليل من الخسائر المادية الناجمة عنها في انتظار رصد المبالغ المالية و سيتم قريبا الشروع في تنقية و اعادة تهيئة واد يلل على مسافة 22 كلم في اطار ميزانية الولاية بتكلفة مالية بقيمة 20 مليون دينار و كذلك واد الصفا على 1.55 كلم و واد مناصفة بمركزي منداس و واد السلام على مسافة تقدر ب 3.5 كلم ، كما تناشد تلك المصالح القاطنين بمحاذاة الأودية اتخاذ الإحتياطات اللازمة للحفاظ على أرواحهم و حماية ممتلكاتهم و كذا الحفاظ على البيئة . و معلوم أنه تم إنشاء حواجز و منشآت للحد من ارتفاع مستوى المياه الذي يؤدي الى قطع عدد من محاور الطرق المذكورة وعرقة حركة السير و غيرها من المحاور المهددة بالفيضانات المحصاة من طرف مصالح الري و الحماية المدنية إضافة إلى عدة شعاب منتشرة بمناطق كتازغوت بالرمكة ، تحمدة بيلل ، السمار و عين الرحمة و قريقرة بوادي ارهيو .