تسببت الأمطار الغزيرة الذي تهاطلت على قسنطينة عشية أول أمس، وتحديدا على مستوى المقاطعة الادارية للمدينة الجديدة على منجلي، في إغراق مسار ترامواي الجديد والعديد من الأحياء الجوارية، فضلا عن توقف حركة المرور وغلق العديد من المحاور الهامة لساعات من الزمن، الأمر الذي استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية لتصريف كميات المياه المتراكمة بسبب انسداد البالوعات وقنوات الصرف الصحي . كان التساقط الغزير للأمطار الذي شهدته الولاية أول أمس، في حدود الرابعة مساء، والذي لم يتجاوز الساعة من الزمن، كفيلا بكشف عيوب سياسة "الترقيع" التي مازالت منتهجة من قبل المسؤولين المحليين، خاصة على مستوى المقاطعة الادارية للمدينة الجديدة علي منجلي، والتي لاتزال تشهد سيناريوهات الفيضانات مع كل تساقط غزير للأمطار، بعد أن بات الغيث يكشف كل سنة العيوب الموجودة بقنوات الصرف، والحاجة الماسة لمخطط استعجالي لإعادة الأمور إلى نصابها بهذه المدينة، بالنظر للوضع الكارثي الذي تتواجد عليه جل وحداتها الجوارية. أمطار طوفانية تغرق عدة وحدات جوارية تسببت الأمطار الطوفانية المتساقطة في إغراق العديد من التجمعات السكانية الكبرى، وفي مقدمتها حي 2150 "عدل 2 " الذي ما زال يعاني رغم أنه لم تمر على تسليمه سنتان، وهو نفس الحال بالنسبة للوحدات الجوارية على غرار رقم 7، 8، 9 ،10، 17 وغيرها، حيث أغرقت مياه الامطار مداخل العمارات وتسببت في دخول مياه السيول إلى الشقق خاصة تلك المتواجدة في منحدرات. مسار ترامواي الجديد يغرق قبل دخوله حيز الخدمة أدى التساقط الكبير للأمطار بقسنطينة، الى توقف حركة المرور وغرق المركبات التي غمرتها المياه، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية في عدد من النقاط الهامة التي تشهد مع كل تساقط مطري ارتفاعا في منسوب المياه في الكثير من الطرق، وتجمع السيول وأطنان من الأتربة والأوحال، كما هو الحال بالطريق المؤدية إلى حي 2150 "عدل 2"، وكذا مفترق الطرق الأربعة نحو مدخل جامعة عبد الحميد مهري، ما أدى إلى تعطيل حركة السيارات والراجلين، وحتى ممر سكة ترامواي الجديد في توسعته الجديدة، حيث لم يسلم هو الآخر من تأثير سيول مياه الأمطار. استياء من اللا مبالاة تعالت أصوات المواطنين الساخطين على هذا الوضع، حيث عبّر العديد من المواطنين المتضررين عن استيائهم الشديد من لامبالاة المسؤولين المحليين، خاصة بعدما باتت مشاهد الفيضانات والأضرار التي سببتها الأمطار تتكرر كل سنة مع بداية تساقط أولى زخات المطر، متسائلين في نفس الوقت، عن سبب عدم تحرك الجهات المسؤولة لإيجاد حل لمشكل انسداد البالوعات وقنوات صرف مياه الامطار، رغم أن النقاط السوداء بعلي منجلي وتحديدا بالوحدات الجوارية باتت معروفة ومحصية من قبل أعوان ومندوبي البلديات. ولم يخف سكان الوحدات لجوارية 7 و 9 و10 قلقهم من هذا الوضع، خاصة قاطني الشقق المتواجدة بالطوابق الأرضية، حيث تجمعت بها الأوحال والأتربة التي جرفتها السيول والمنحدرة من أعالي الوحدة الجوارية 17، وهي نفس الحالة التي عرفتها السكنات في التوسعة الغربية التي شهدت هي الأخرى أوضاعا مماثلة، خاصة مع تواجد مداخل العديد من العمارات في المنحدرات ما أثر على شاغلي الطوابق الأرضية. المطالبة بلجنة تحقيق أو خلية أزمة لتقييم الوضع طالب السكان القاطنون بمختلف الوحدات الجوارية بعلي منجلي والي قسنطينة، بالتدخل شخصيا لتشكيل لجنة تحقيق أو خلية أزمة، لتقييم الوضع وتفادي سيناريوهات فيضانات السنوات الفارطة، التي لم تتسبب فقط في خسائر مادية، بل حتى في خسائر بشرية، كما طالبوا بخبرات تقنية ولجنة تحقيق معمقة في نوعية الأشغال التي أجرتها شركة "كوسيدار" من أجل توسعة خط ترامواي قسنطينة من محطة "قادري إبراهيم" بمدخل المقاطعة الإدارية علي منجلي، عند مفترق الطرق الأربعة نحو مدخل جامعة عبد الحميد مهري على مسافة 3.49 كلم، الذي غرق في ظرف نصف ساعة فقط من تساقط الأمطار. فيضانات رغم الإجراءات الاستباقية قامت مصالح مؤسسة المياه والتطهير بقسنطينة "سياكو"، بإجراءات استباقية لتفادي انسداد المجاري المائية والبالوعات ومجاري الصرف الصحي تحسبا لموسم الأمطار، كما جندت المؤسسة فرقا خاصة لتنفيذ مخططا للتدخل والتعامل المرن مع الأخطار الناجمة عن الأمطار، وذلك بمعالجة واستدراك وتفادي جميع النقاط السوداء المسجلة من نقاط تجمع وارتفاع منسوب المياه مستقبلا. أكد مسؤول الإعلام والاتصال بشركة المياه والتطهير "سياكو"، أسامة مقراني، ل"المساء" أن مؤسسته شرعت منذ شهر ماي الفارط، في العمل وفق مخطط احترازي لتفادي سيناريوهات فيضانات السنوات الفارطة، من خلال تسطير برنامج خاص بتسريح البالوعات ومجاري مياه الصرف الصحي وإزالة الردوم والأتربة، ومواد البناء من الطريق العمومي وغيرها، حيث شملت عمليات التدخل عددا هاما من النقاط السوداء بإقليم الولاية، تحسبا لأي طارئ يخص التقلبات الجوية والأمطار الخريفية المفاجئة. تنقية 4300 بالوعة و36 ألف متر من قنوات الصرف أضاف المتحدث أن مصالح مؤسسة "سياكو" سجلت منذ شهر جوان إلى غاية نهاية شهر جويلية الفارط، تنقية وتنظيف أزيد من 4320 بالوعة و44 ألف متر طولي من قنوات الصرف الصحي، فيما وضعت شهر أوت الماضي، مخطط عمل قصد تنقية وتطهير 2318 مصب مائي و711 متر طولي من مجاري مياه الأمطار، الى جانب 36614 متر طولي من قنوات الصرف الصحي، وهو برنامج قيد الإنجاز والذي سجلت به وتيرة عمل جيدة، حيث تمكنت الفرق التي وضعتها "سياكو" والمتمثلة في 6 رؤساء مناطق و15 رئيس قطاع، و126 عون تطهير. وشهدت فترة 15 يوما الماضية، تنظيف 1207 بالوعات و1827 قناة على مسافة تزيد عن 25 ألف متر طولي، و1550 مزراب على مستوى عدة أحياء بكل بلديات قسنطينة. تجنيد إمكانيات بشرية ومادية منذ ماي الفارط وزعت عمليات تنظيف البالوعات والمجاري المائية بعدة أحياء بقسنطينة، التي خصص لها 21 سائقا وآلتين للحفر و7 شاحنات هيدروليكية وشاحنة شفط، و13 شاحنة جمع نفايات حسب المناطق، حيث مسّت العملية في منطقة قسنطينة، امتدادا لحي بوصوف، 154 بالوعة، و371 قناة، كما مسّت بمنطقة قسنطينة، امتدادا إلى سيدي مبروك والصنوبر وجبل الوحش، والكيلومتر الرابع، 110 بالوعات، و180 قناة، كما تمت بمنطقة الخروب باتجاه سيساوي و أولاد رحمون، وبونوارة، تنقية 214 بالوعة، و 466 قناة و124 مترا من أنابيب صرف مياه الأمطار.