أبرز مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية، عيسى بلخضر، أمس، من المسيلة، الدور الكبير المنوط بمنابر المساجد في الحفاظ على تاريخ الأمة وحفظ ذاكرتها والذود عن مقوماتها. وقال بلخضر خلال لقاء ولائي نظم بمناسبة اقتراب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (19 أكتوبر) والذكرى 67 لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة بجامعة محمد بوضياف، إن "مهمة الحفاظ على الذاكرة والمرجعية الدينية تعود أساسا للمؤسسات المسجدية من خلال الندوات والنشاطات والدروس الدينية الموجهة لكافة شرائح المجتمع". ويرى المتدخل أن "حماية الذاكرة والمرجعية الدينية من التحريف والتزييف وتغليط الرأي العام، خاصة في أوساط الشباب، يتكفل بها أئمة المساجد وشيوخ الزوايا من خلال التعمق في معاني التدين الصحيح، تماما كما تتكفل مؤسسة الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية بحماية الحدود". ودعا في هذا الصدد إلى تعزيز أواصر المحبة والأخوة بين الجزائريين والعمل على توحيد صفوفهم ضد ما يهددهم من مخاطر أهمها "الاستعمال المغرض لشبكات التواصل الاجتماعي والترويج من خلالها للتفرقة بين أبناء الشعب الواحد". في هذا الشأن أكد السيد بلخضر على "ضرورة انخراط الجزائريين على اختلاف مواقعهم في بناء الجزائر الجديدة التي شرع في بنائها منذ اعتلاء رئيس الجمهورية، عبد المجيد، تبون سدة الحكم". وبعد نقله تحيات وشكر رئيس الجمهورية للمشاركين في هذا اللقاء، أبرز المستشار ضرورة ترقية الافكار والذهنيات وجعلها في "خدمة بناء الجزائر" معتبرا أن "بعض الأفكار الانهزامية الهدامة" بحاجة الى التكفل بها من أجل تغييرها. ودعا إلى التقرب أكثر من فئة الشباب وإيلائها اهتماما أكبر عبر المؤسسات المسجدية حتى "تكتمل صور الذاكرة في أذهانهم كما أرادها الشهداء"، حسب أقواله. كما تطرق اليد بلخضر إلى مسألة الجوار، مؤكدا أن "من مبادئ ثورتنا المجيدة ومقومات شعبنا الوقوف إلى جانب دول الجوار في محنها بعيدا عن التدخل في شؤونها وهو ما أثبتته الجزائر مؤخرا خلال جائحة كورونا مع بعض جيراننا وأشقائنا في النيجر ومالي وتونس". ونقل السيد بن عيسى تحيات رئيس الجمهورية إلى الجيش الأبيض والجمعيات على اختلاف مجالات نشاطها نظير جهودهم للإسهام في محاربة جائحة كورونا. وتناول النقاش خلال هذا اللقاء الذي حضره ممثلون عن السلطات المحلية ورؤساء عدة جمعيات دينية وشيوخ زاوية الهامل، عدة مواضيع من بينها على وجه الخصوص الإفراج عن قانون الجمعيات الدينية والاستعانة بالمختصين خريجي الجامعات في تخصص الشريعة الإسلامية في تسيير المؤسسة المسجدية وإعادة هيكلتها بما يسمح لها بأداء رسالتها ودعم الجماعات المحلية لأجل تسيير أفضل لهذه المؤسسات.