نفت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تسجيل أية حالة إصابة بوباء إنفلونزا الخنازير بالجزائر، وقررت في سياق التحضير لمواجهة احتمال انتقال العدوى تطبيق الإجراءات المعمول بها عالميا وفق توصيات منظمة الصحة العالمية. وكذبت الوزارة في بيان لها أمس تقارير إعلامية وطنية نقلت خبر تسجيل حالة إصابة، وأوضحت أن "السلطات الصحية الوطنية تؤكد أنه لم يتم إلى حد الآن تسجيل أية حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير بالوطن وأنه تم تجنيد كل الوسائل الضرورية لمواجهة الوضع". وأضاف المصدر أن السلطات الصحية تتوفر على مخزون كاف للعلاج المضاد للفيروس حيث يقدر بحوالي 605 ملايين علبة وعلى 16 مليون قناع واقي و955 ألف نظارة واقية. وأكدت في بيان نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أن السلطات الصحية في البلاد تسهر على "تعزيز وسائل الدفاع الوطنية بما تقتضيه الحاجة". وكانت بعض العناوين الصحفية نقلت في عددها لنهار أول أمس خبرا مفاده أن مواطنا جزائريا عاد مؤخرا من زيارة له إلى المكسيك تم وضعه تحت الرعاية الصحية في مستشفى بئر طرارية بالعاصمة بسبب ظهور أعراض إصابته بأنفلونزا الخنازير. وأكدت وزارة الصحة بأن التدابير الأولية التي اتخذت من طرف السلطات تهدف الى "الحد من أخطار جلب الفيروس الجديد إلى الجزائر" و"الاكتشاف المبكر لأولى حالات الإصابة البشرية على مستوى التراب الوطني قصد وضع الإجراءات الأولى وتوقيف أو كبح العدوى المحلية". وفي سياق مواكبة التطورات التي تشهدها مختلف دول العالم لمواجهة هذا الوباء الجديد قررت الوزارة الشروع في "تطبيق الإجراءات الصحية المقررة في إطار المرحلة 5 التي تتمثل حسب مصطلحات المنظمة العالمية للصحة في انتقال الفيروس بين البشر وانتشار موسع للفيروس لدى الإنسان واحتمال انتشار الوباء بشكل خطير". وكانت المنظمة العالمية للصحة قد أشارت الأربعاء الماضي الى أن مستوى الإنذار لتفشي هذا الوباء عالميا انتقل من المرحلة 4 إلى المرحلة 5 على سلم يحتوي 6 درجات. وفي إطار الإجراءات المتخذة من طرف السلطات المختصة قررت وزارة الصحة ضمان التكفل الطبي بكل حالة على مستوى المرفق الصحي المرجعي الجواري من خلال "الأخذ الآلي للعينات الحاملة للفيروس والمتابعة من قبل فريق طبي يتم تحديده مسبقا والمزود بكافة الوسائل الضرورية للحماية". كما يتم هذا التكفل حسب الوزارة في "اللجوء إلى النقل بواسطة سيارة إسعاف مجهزة" على مستوى المرفق الصحي المرجعي في حالة الاستشفاء وكذا التطبيق المبكر للعلاج المضاد للفيروس والعلاج الضروري حسب البروتوكولات المحددة". وأضاف المصدر أن كافة مصالح المراقبة الصحية على مستوى الحدود (موانئ ومطارات وطرق برية) في حالة تأهب للكشف عن كل حالة مشبوهة فيها حيث تم توزيع مطويات تحمل معلومات عن المسافرين القادمين إلى الجزائر أو المغادرين للتراب الوطني. وكانت الوزارة اتخذت إجراءات استباقية لمواجهة إنفلونزا الخنازير وذلك منذ 25 افريل الماضي، بعد تسجيل أولى الحالات في المكسيك وبلوغ أنباء عن احتمال انتشاره الى دول عدة في العالم. وحثت الوزارة المواطنين على "ضرورة احترام" قواعد النظافة لا سيما "الغسل المنتظم للأيدي بصابون من الأفضل أن يكون سائلا أو بمحلول مضاد للجراثيم. أما بالنسبة للمسافرين المجبرين على التوجه إلى منطقة تعرضت لهذا الفيروس "فعليهم الامتثال للتوصيات الصحية التي أصدرها البلد المضيف". ومن جهة أخرى طمأن سفير الجزائربالمكسيك السيد مرزاق بلحيمر أول أمس عائلات أفراد الجالية الجزائرية المتواجدة بهذا البلد بأن الجميع "في صحة جيدة". وأوضح السيد بلحيمر في تصريح لإذاعة الجزائر الدولية أنه "لحد الآن ليس هناك جديد يفيد بأن أي من أفراد الجالية الجزائرية يعاني من صعوبات جراء هذه الأزمة فالجميع - يضيف السفير - في صحة جيدة". وبعد أن أشار الى أن أفراد هذه الجالية يبلغ تعدادها نحو "70 شخصا في كل أمريكا الوسطى" أكد السيد بلحيمر أن السفارة الجزائرية "في اتصال مع هؤلاء المواطنين". وأضاف السيد بلحيمر أن السفارة الجزائرية وفي إطار إجراءاتها الاحتياطية "خفضت عدد موظفيها الى الحد الأدنى المطلوب". كما أكد أن الحكومة المكسيكية "تقوم بالإجراءات اللازمة لمجابهة هذا الداء بالتنسيق مع الأممالمتحدة خاصة منظمة الصحة العالمية".