في مؤشر لعودة التوتر إلى منطقة القوقاز تمركزت أمس وحدات من قوات الحرس الحدودي الروسية على حدود اوسيتيا الجنوبية وابخازيا تنفيذا للاتفاقيتين التي وقعتهما موسكو مع هاتين الجمهوريتين الانفصاليتين عن جورجيا نهاية الأسبوع. وقال نيكولاي ليسينيسكي رئيس الإدارة الإقليمية في جهاز "المخابرات العسكرية الروسي" أن "الحدود يجب أن تكون مغلقة بشكل تام بحيث يتم منع تسلل العدو" في إشارة إلى القوات الجورجية التي سبق وخاضت حربا الصائفة الماضية ضد روسيا خرجت منها منهزمة. وأشار المسؤول الأمني الروسي إلى انه سيتم تجهيز مراكز مراقبة الحدود بمعدات متطورة خاصة طائرات تجسس من دون طيار وكاميرات مراقبة. من جانبه أكد اناتولي زاييتشيف رئيس هيئة أركان القوات العسكرية الابخازية وصول وحدات الحرس الحدود الروسية إلى منطقة غالي الحدودية فور توقيع الكريملين على الاتفاق. وأضاف أن هذه الوحدات سوف تتمركز قريبا في باقي المناطق الحدودية. ووقعت روسيا نهاية الأسبوع اتفاقين مع اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الجمهوريتين الانفصاليتين عن جورجيا تتولى بموجبه موسكو مهمة مراقبة وحراسة حدودها لمدة خمسة أعوام. وبفضل هاذين الاتفاقين ستشارك موسكو في تكوين قوات حرس حدود هاتين الجمهوريتين وستزود هذه القوات بالمعدات والتجهيزات اللازمة. كما ستتولى موسكو حماية حدود الجمهوريتين إلى حين تمكن قواتهما من ضمان أمنها اعتمادا على قدراتهما الذاتية. وأعربت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن قلقهما العميق إزاء توقيع هاذين الاتفاقين واعتبرتهما أنهما يتناقضان مع اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وجورجيا الصيف الماضي بوساطة أوروبية. وتعترف روسيا باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية بعد الحرب التي نشبت بين روسيا وجورجيا شهر اوت الماضي بعدما قامت القوات الروسية بصد الهجوم الذي نفذته جورجيا على اوسيتيا الجنوبية بهدف إعادة فرض السيطرة عليها.