تنطلق السبت المقبل بجامعة المدية، فعاليات الملتقى الوطني حول المقاومة والمجاهدة لالة فاطمة انسومر، وذلك تحت شعار" فاطمة انسومر بين المقاومة والتصوف"، تستحضر من خلاله الجامعة على مدار ثلاثة أيام بطولات ونضال المرأة التي استطاعت أن تقود الجيوش في معارك ضد الاستعمار. ويسعى هذا الملتقى حسب المنظمين، إلى إبراز الشخصية التاريخية للالة فاطمة انسومر، ليس فقط كمقاومة، وإنما أيضا كمتصوفة، مناضلة، قائدة وسيدة وأخيرا كصاحبة انتصارات، لتكون قدوة للجيل الجديد من الشباب والشابات، الذي اضحى يبحث عن نماذج بطولية خارقة يقتدي بها في ظل التحديات الكبيرة التي فرضتها العولمة الشرسة، التي لا تعترف بالخصوصيات السوسيو - ثقافية والأنثروبولوجية، هذه العولمة التي دفعت الجيل الجديد المولع بحب الحركة والسرعة، إلى البحث عن تللك النماذج خارج الديار، في حين أن تاريخنا القريب والبعيد حافل بالنماذج البطولية التاريخية التي حفرت أسماءها ليس فقط في الذاكرة الجماعية للمجتمع الجزائري، بل في الذاكرة الإنسانية أيضا، ومن بين هؤلاء لالة فاطمة انسومر وغيرها من رجال ونساء الجزائر من ماسينيسا، طارق بن زياد، الأمير عبد القادر، بن باديس، العربي بن مهيدي، ديدوش، عميروش، سي لخضر، بوقرة، احريز وجميلات الجزائر وغيرهم كثر. ومن المنتظر أن يناقش الملتقى العديد من المحاور، بعد أن يقتصر اليوم الأول على الافتتاح الرسمي للتظاهرة بحضور كل من مدير الثقافة ووالي ولاية المدية، كما سيلقي بالمناسبة الدكتور تلمساني بن يوسف، محاضرة تحت عنوان "فاطمة انسومر المرأة الثائرة". ومن بين المحاور التي يطرحها الملتقي نذكر "بايلك التيتري والمقاومة الشعبية"، و"الزوايا ودورها في المقاومة الشعبية والثورة التحريرية"، وذلك بمشاركة العديد من الدكاترة والأساتذة من مختلف الجامعات الجزائرية، على غرار الدكتورة عائشة غطاس التي ستقدم مداخلة بعنوان " بايلك التيتري، دراسة اقتصادية واجتماعية "، والدكتور الغالي الغربي الذي سيستعرض" دور العامل الروحي في المقاومة الوطنية"، وكذا الأستاذة آمنة بحيري التي ستقدم سيرة "محمد بن عيسى البركاني خليفة الأمير عبد القادر مسيرة رجل"، والدكتورة نادية طرشون التي ستتحدث من جهتها عن "مصير المقاومة بين البقاء والهجرة من خلال تقرير حاكم المدية 1898 - "1899 . وسيناقش الدكتور توفيق الدكتور حماني "دور فاطمة انسومر والطرق الصوفية في مقاومة الاحتلال"، أما الدكتور محمد حوتية فسيوضح " دور زاوية الشيخية خلال الفترة الاستعمارية"، كذلك يفسر الدكتور توفيق مزاري "مفهوم الطريقة عند الرحمانية "، في الوقت الذي يشرح فيه الدكتور محمد بوكسيبة "دور زاوية الرحمانية في مقاومة الاحتلال الفرنسي"، والدكتور عبد العزيز بوكنة "الزوايا خلال الثورة التحريرية زاوية الواليش نموذجاً". أما اليوم الثالث والأخير من الملتقى فسيناقش محور "فاطمة انسومر من البعد الوطني إلى البعد الإنساني" بمشاركة كل من الأستاذ يونس عدلي الذي سيقدم مداخلة عنوانها " فاطمة انسومر والمقاومة الشعبية 1857 "، وكذا الدكتورة مسعودة يحياوي التي ستعود إلى "دور المرأة في الثورة التحريرية والدكتورة نظيرة شتوان التي ستتحدث من جهتها عن "دور المرأة في الولاية الرابعة ". ويختتم الملتقى بمجموعة من التوصيات، إلى جانب تكريم بعض الشخصيات التاريخية.