افتتحت أمس بالنادي الوطني للجيش أشغال اليومين الدراسيين حول تطبيق القانون رقم 18 - 04 المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع الاستعمال والاتجار غير المشروعين بها. الملتقى نظمه الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها بالتنسيق مع مجموعة بومبيدو التابعة للمجلس الأوروبي، بمشاركة العديد من الجهات الفعالة من ممثلي الهيئات الرسمية، من قضاة، الأمن الوطني، الدرك الوطني، الأطباء، الصيادلة والمحامين وممثلي دائرة الاستعلام والأمن بالاضافة الى ممثلي بعض الدول الأوروبية. الهدف من هذا الملتقى الذي يمتد على مدار يومين-حسب رئيس الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها السيد عبد المالك صالح - هو حصر الاشكالات والنقائص إن وجدت فيما يتعلق بالقوانين وصياغة التوصيات التي يمكن أن يوظفها المشرع كما تطرق المتحدث إلى خطر المخدرات والمتاجرة بها، مؤكدا أنها تطورت بشكل ملفت للانتباه في الجزائر، معتبرا أن الملتقى، يأتي في اطار تنفيذ برنامج الشبكة الأورو متوسطية لمكافحة المخدرات، وهو الأمر الذي أكدت عليه السيدة فلورنس مابيلو ممثلة مجموعة بومبيدو التابعة للمجلس الأوروبي والتي أشادت بدور المجموعة التي تعمل بالتنسيق مع الجزائر ومع كل دول البحر الأبيض المتوسط، حيث كونت 150 طبيبا مختصا في الادمان على المخدرات سنة 2008 وعملت منذ 2006 في هذا الاطار وقد عرف الملتقى تدخل معظم المدعوين، من بينهم السيد ايتيان أبير، رئيس اللجنة الفرنسية لمكافحة المخدرات والادمان، الذي لم يكتف بالدعوة إلى مكافحة المتاجرة بالمخدرات والادمان عليها، بل دعا كذلك الى محاربة أموال المتاجرين بالمخدرات وحجزها، مؤكدا أنه من الضروري في الوقت الحالي ان تتضافر جهود الجميع من أجل القضاء على هذه الآفة التي تعاني منها كل الدول وذلك بتطبيق القانون وأن تكون هناك رؤية واستراتيجية متوازنة تشترك فيها كل الدول من أجل القضاء على هذه المخدرات، التي تهدد كيان كل البلدان. أما ممثلة المخطط الوطني لمكافحة المخدرات في اسبانيا، السيدة بيقونا بريم، فتطرقت الى الاستراتيجية الاسبانية في مجال مكافحة المخدرات كما قدم السيد عيسى قاسمي، اطار بالديوان، عرضا حول ظاهرة المخدرات في الجزائر، حيث كشف عن بعض الاحصائيات التي جمعها مرصد الدراسات الأنتروبولوجية والثقافية بوهران مؤكداعلى أن 83.59? من الأشخاص المتورطين في قضايا المخدرات سنهم أقل من 35 سنة و96? بدأوا استهلاكها بالسجائر و91? يتناولون الكحول والمخدرات مؤكدا على تسجيل 25000 مدمن دخلوا مراكز العلاج في العشرية الأخيرة، و53? ليست لهم أسرة متماسكة، 6? من المدمنين يعيشون في الشارع و84? لهم مستوى دون المتوسط. وبخصوص شبكات التهريب، أكد المتحدث أن 73.87 ? من كمية المخدرات توجه الى دول أخرى في حين تبقى نسبة 26.13? للاستهلاك المحلي وأن الجهة الغربية للبلاد تعتبر أكثر منطقة تعرف عبور هذه المخدرات. وتواصلت أشغال الملتقى الى غاية السابعة مساء ليوم أمس حيث تناول المتدخلون الاجراءات الوقائية والعلاجية كبديل للمتابعة الى جانب المقاربات الجديدة المترتبة عن الأمر بالعلاج مع الاستماع الى التجربة البرتغالية والايطالية. وتتواصل الأشغال اليوم قبل الخروج بتوصيات وتقرير لمكافحة المخدرات من خلال وضع اقتراحات من طرف المشاركين.