مافيا التهريب تستهدف الجزائر لتمرير سلعها وجعلها بلدا مروجا للكوكايين أكد مدير التعاون الدولي بالديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، قاسيمي عيسى، أمس، خلال مداخلة افتتاح الأيام الدراسية حول تطبيق قانون (1804) المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع الاستعمال والاتجار غير المشروعين بها، إن الفترة التي عرفت رواجا للمخدرات هي فترة الإرهاب، حيث تم حجز سنة 1992 حوالي 06 طن من الكيف، مضيفا أن مردود تجارة المخدرات وصل إلى 800 مليار دولار، في حين يتم صرف ما يعادل 50 مليار دولار لمكافحتها، وهذا ما أدى إلى إحصاء ما يربو عن أكثر من 83 بالمئة ممن تورطوا في قضايا المخدرات، سنهم أقل من عن 35 سنة. وأشار عيسى قاسيمي إلى أن 25 ألف مدمن دخلوا مراكز العلاج خلال السنوات الأخيرة، مضيفا أن 84 % من المدمنين لهم مستوى دون المتوسط وأن 53 % ليس لهم أسرة متماسكة. وقد بيّن المتحدث أن الوضع الحالي لظاهرة المخدرات في الجزائر، أصبح خلال السنوات الأخيرة يشكّل خطرا كبيرا، باعتبار أن الجزائر تعد معبرا، كما أنها فضاء واسع مستهدف من قبل شبكات التهريب، خاصة بعدما أصبحت من الدول المستهلكة للمخدرات، لاسيما القنب الهندي والأقراص المهلوسة. وأفاد ذات المتدخل أن من بين الأسباب التي دفعت بالجزائر إلى احتلال مرتبة من بين الدول المستهلكة؛ هو الضغط الذي تخضع له من طرف بارونات المخدرات التي ليس لها من سبيل لتوصيلها إلى أوروبا، إلا بإدخالها التراب الجزائري، كما أن المغرب يعد أكبر بلد منتج للقنب الهندي في العالم بنسبة 60 %، مؤكدا أن الإنتاج المغربي للقنب يمر عبر الجزائر باتجاه أوروبا والشرق الأوسط، مرورا بتونس وليبيا، أو عبر الموانئ الجزائرية الرئيسية. كما أكد أن المخدرات آفة العصر، ومن بين أخطر المشاكل المهددة للبشرية، وإنها ظاهرة عالمية تمس كل الدول والمجتمعات بدون استثناء. كما أشارت ممثلة مجموعة "بومبيدو" التابعة للمجلس الأوروبي، فلورونس مابيلو ونسلي، إلى برامج التعاون بين هيئتها والجزائر. وفي هذا الشأن، أوضحت نفس المتحدثة أنه تم تنظيم عدة دورات تكوينية بالجزائر لفائدة أطباء ومختصين في علم النفس، حول تقنيات علاج الإدمان والوقاية منه. وأكد رئيس اللجنة القطاعية لمكافحة المخدرات والإدمان عليها بفرنسا، إيتيان أبير، على ضرورة تكثيف الجهود بين البلدان المهددة بخطر المخدرات من أجل مكافحتها. ويأتي تنظيم هذين اليومين الدراسيين، بالتعاون مع مجموعة "بومبيدو"، لتنفيذ برنامج الشبكة الأورومتوسطية لسنة 2009 حول محاربة المخدرات، الذي تم في إطاره تنظيم عدة ملتقيات موجهة للجمعيات، وكذا لقاءات تكوينية لفائدة الأطباء المختصين في معالجة الإدمان على المخدرات. ويشارك في هذا اللقاء، العديد من الخبراء الجزائريين والأجانب من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.