اعترف وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، المهدي بنسعيد، بالوضع "المزري" الذي تعيشه مراكز حماية الطفولة في المغرب الذي يشهد تصاعدا لافتا في الحركات الاحتجاجية الغاضبة على سياسات المخزن التي همشت الجبهة الاجتماعية وزادت في معاناتها بما جعل هذه الأخيرة تحدد يوم الجمعة القادم لانتفاضة عارمة في سائر أنحاء المملكة. وعبر الوزير المغربي، عن شعوره "بالخجل عندما زار مراكز حماية الطفولة"، مؤكدا أن ما رآه كان "مؤلما جدا" وقال "نسينا فئة من الأطفال المهملين الذين ليس لهم أحد. لا تلوموني على هذا الكلام فما رأيته في مراكز الطفولة في الدار البيضاء والرباط آلمني جدا، علما أني زرت مركزين فقط من أصل 15 مركزا.بالتزامن مع ذلك، دعت الجامعة الوطنية للتعليم بالمغرب إلى المشاركة بقوة في الوقفات الاحتجاجية المقررة يوم الجمعة المقبل بمختلف أنحاء المملكة "ضد الغلاء والإجهاز على الحقوق والحريات والمرفق العمومي".وقالت في بيان، بمناسبة تخليد اليوم العالمي لحقوق الإنسان إن هذه الوقفات الاحتجاجية بسبب "تمادي الحكومة الحالية في تطبيق نفس السياسات الليبرالية المتوحشة مثل الحكومات السابقة وترجمة اختياراتها الطبقية على مستوى قانون المالية من خلال تخفيض الضريبة على الشركات، مقابل تكريس هشاشة الشغل والبطالة التي وصلت مستويات غير مسبوقة وغياب اجراءات اجتماعية ملموسة لفائدة الجماهير الشعبية". ومن بين الأسباب التي ذكرها البيان "الزيادات الصاروخية في أسعار جل المواد الاستهلاكية الأساسية وتجميد الأجور واستمرار التضييق والقمع وضرب الحقوق والحريات والإجهاز على المكتسبات وضد القرار الإقصائي لوزارة التربية المتعلق بتسقيف سن التوظيف لاجتياز مسابقة التعليم وانصياعها لضغط وابتزاز لوبي التعليم الخصوصي عبر رفض توظيف أساتذة التعليم الخصوصي إلا بموافقة مشغليهم".وبسبب أيضا "استمرار الحكومة المغربية في التماطل في تلبية الملفات المطلبية العادلة والمشروعة للطبقة الشغيلة بقطاع التعليم بجميع فئاتها"، ناهيك عن "إقرار المزيد من تشريعات تفكيك التعليم العمومي وتصفية ما تبقى من مجانيته وكذا تعميم التعاقد على باقي الفئات التعليمية".ودعت الجامعة المغربية للتعليم إلى "الانخراط في كافة الاحتجاجات الوحدوية للجبهة الاجتماعية المغربية والنضالات الشعبية والشبابية ضد جواز التلقيح وتسقيف سن التوظيف في قطاع التعليم... فضلا عن النضالات المستمرة للطبقة العاملة والبطالين والطلبة وساكنة الأحياء الشعبية في المدن والمناطق المهمشة في البوادي".وكانت الجبهة الاجتماعية المغربية قد دعت في بيان لها يوم السبت الماضي الشعب المغربي الى انتفاضة عبر سائر البلاد الجمعة المقبل للتنديد ب"غلاء المعيشة وتغول المخزن وهجمته الشرسة على الجماهير الشعبية".