كما كان متوقعا، لم تمر الخيبات والهزائم المتتالية لمولودية وهران مرور الكرام على بعض المنتسبين لها من المساهمين، دون أن يتحركوا في كل الاتجاهات، لقطع الطريق أمام بعضهم البعض، وسحب البساط من تحت قدمي كل واحد منهم يرغب في رئاسة مجلس الإدارة، وهو ما كشفت عنه التطورات الأخيرة في "بيت" الحمراوة. لم يمر قرار يوسف جباري بترؤس مولودية وهران مؤقتا، بدلا عن الطيب محياوي المريض، دون معارضة، حيث تلقى انتقادات لاذعة من غريمه، وصاحب أغلب أسهم الشركة الرياضية بلحاج أحمد، المدعو "بابا"، الذي انتقل لتفعيل معارضته ميدانيا، بتنقل مجموعة من الأنصار موالين له إلى مقر مديرية الشباب والرياضة، ليبلغوا أحد مسؤوليها عن غياب المدير ياسين سيافي الملتزم بملف الألعاب المتوسطية، بموافقة "بابا" على العودة إلى رئاسة الفريق، لكن بشروط، وإصرارهم على أنه الحل الوحيد والمنقذ الأنسب، عوض جلب شركة وطنية، كما يطالب بذلك الأنصار الأوفياء! جاء تحرك "بابا" لإظهار الحضور لا أكثر ولا أقل، ذلك أن تعيين رئيس جديد لن يتم إلا بعد أن يقدم الحالي، الطيب محياوي، استقالته من منصبه رسميا، ويبعث بوثيقة تثبت ذلك للمساهمين، حتى يتسنى لهم عقد جمعية عامة استثنائية، يقررون فيها هوية خليفة الرئيس المريض، ومن دون ذلك، ستبقى الأمور تراوح مكانها، ويظل جباري في سعي حثيث لتلميع صورته أمام السلطات المحلية، خاصة الأنصار الذين يرفضون عودته، بعد سقوط مولوديتهم التاريخي على عهده سنة 2008، وفي المحصلة النهائية، عودة الصراعات من أجل المآرب الشخصية على حساب مصلحة الفريق، الذي يتجه مباشرة لتكرار سيناريو الهبوط للمرة الثانية في تاريخه الكروي، إن لم يتدارك نفسه قبل فوات الآوان. تربص وولائم لرفع المعنويات من جانب آخر، طالب المدرب معز بوعكاز من لاعبيه، وضع مطالبهم المالية جانبا في هذا الوقت بالذات، رغم مشروعيتها، والتركيز على لقاء غد ضد الرائد اتحاد بسكرة على ملعب "أحمد زبانة"، وهو اللقاء الذي يعول من خلاله بوعكاز، إحداث القفزة البسيكولوجية للتشكيلة، وتوفق في مصالحة أنصارها الغاضبين علبها بعد التعثرات الأخيرة، حتى وإن تلعب أمام الرائد الحالي لبطولة المحترف الأول. وقد جرت تحضيرات هذا الأسبوع، في أجواء محبطة، مما دفع بيوسف جباري إلى الإكثار من "الولائم" على شرف اللاعبين، بحجة رفع معنوياتهم، وتعهد أمامهم مجددا بتخصيص منحة خاصة لهم، إن نجحوا في الإبقاء على الزاد كاملا داخل أسوار ملعب "أحمد زبانة"، ووافق على طلب المدرب بوعكاز، بإقامة تربص قصير من أجل إعادة شحن البطاريات، وتخفيف الضغط، خصوصا شد لحمة التشكيلة، في غياب المدافع خالي المعاقب، لكن في حضور جعبوط المتعافي من الإصابة التي تلقاها على مستوى الظهر. عليه، يتساءل المحبون؛ بأي معنويات ووجه سيظهر به فريقهم أمام أشبال التقني العاصمي يوسف بوزيدي؟ كما يتساءلون عن سبب عدم اهتمام من بقي من معاوني الطيب محياوي، بترميم معنويات زملاء القائد لقرع، وفي هذا الظرف بالذات، باعتبار أن مواجهات قوية في انتظارهم في المستقبل القريب.