طويت الأيام العاشرة لمسرح الجنوب، أول أمس الأحد، بالمسرح الجهوي للجلفة "أحمد بن بوزيد"، بعد خمسة أيام من العروض المسرحية، ومشاركة سبع فرق في حفل تميز بتقديم سلسلة من التكريمات، وتتويج المتربصين في ورشتي المسرح الإذاعي ومسرح ذوي الاحتياجات الخاصة، بشهادات مشاركة. بالمناسبة، أكد عمار علي بن ساعد والي الجلفة، خلال إشرافه على اختتام الأيام، أكد أن هذه التظاهرة انطلاقة حقيقية لتحريك المشهد الثقافي والفني بالمدينة، آملا أن تستمر مثل هذه الأحداث الراقية لاحقا، بالمسرح الجهوي "أحمد بن بوزيد". ودعا إلى أن يكون صرح المسرح الجهوي قاعدة ارتكاز لنشأة الفنانين المسرحيين، وليس للمناسبات الوقتية فقط، مذكرا بأن الولاية تكتنز وعاء كبيرا من الشعراء والمثقفين والفنانين، وأن من واجبه مرافقتهم ليشقوا دربهم الفني، من أجلهم، ومن أجل مدينتهم، ومعلنا عن نهاية هذه الدورة التي وصفها بالناجحة، نيابة عن وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال. وجرى تكريم مؤطري الورشات التكوينية، ويتعلق الأمر بكل من عبد النور شلوش، وفؤاد زاهد، وصبرينة سبطا، الذين أشرفوا على التدريب في المسرح الإذاعي، وجمال قرمي وعبد الكريم بريبر في مسرح ذوي الاحتياجات الخاصة. وانتهى الحفل الذي ملأ القاعة بجمهوره، بتقديم آخر العروض المشاركة، وعنوانه "حكاية من زمن الغيرا" للمخرج هارون الكيلاني، وإنتاج مسرح الجلفة الجهوي. وتصف هذه المسرحية التي سبق أن شارك بها ركح "أحمد بن بوزيد" ضمن فعاليات مهرجان "عشيات طقوس مسرحية" الذي نُظم بالعاصمة الأردنية عمان منتصف نوفمبر الفارط، تصف معاناة عائلة جزائرية هُجرت من أرضها غصبا إبان الاستعمار الفرنسي الغاشم، حيث تعتزم استرجاع حقها بالجهاد في سبيل الله والوطن، وقبل ذلك تزور مقام الجد "سيدي نايل"، لأخذ البركة، وشحن الروح. ونال العرض المقتبس نصه من رواية "المغارة المتفجرة" للروائية يمينة مشاكرة وإخراج وتأطير الفنان هارون الكيلاني، نال إعجاب الجمهور، الذي تفاعل مع أداء الفنانين على الركح، في ظل التعطش لمثل هذه الأعمال المسرحية، وتوقف النشاط بسبب الجائحة. يُذكر أن الدورة الجديدة لأيام مسرح الجنوب التي يديرها المسرح الوطني الجزائري، نُظمت، لأول مرة، خارج الجزائر العاصمة. واحتفت الجلفة بهذه التظاهرة، عسى أن تجد الدورة 11 المقبلة في شهر ماي 2022، مسرحا يحتضنها في الجنوب الجزائري الكبير.