بعث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أول أمس، رسالة تعزية إلى عائلة المرحوم الحاج محمد عبد الله بلكبير، نجل الشيخ سيدي محمد بلكبير، الذي وافته المنية فجر الخميس، عن عمر ناهز 63 سنة بالمستشفى المركزي لعين النعجة بعد معاناة مع المرض. وقال الرئيس تبون، في رسالة التعزية "تلقيت نبأ وفاة المغفور له الحاج محمد الله بلكبير، نجل الشيخ سيدي محمد بلكبير رحمهما الله تعالى وأسكنهما فسيح جنانه، مع النّبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا". وأضاف أنه "أجل حل وقضاء نزل وشاءت رحمة الله أن تصرف عن الفقيد ما لاقى من هول العلل والمرض وقد فارقنا ليلقي ربه راضيا مرضيا وحسبنا أننا نحسن الظن في رب العالمين، أن يتقبله قبولا حسنا كما يليق به سبحانه وتعالى". وقال رئيس الجمهورية "قد تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الله تبارك وتعالى صبرا ورضا، إنا لله وإنا إليه راجعون. ومن ثمة فالعزاء موصول إليكم عائلة الفقيد وإلى كافة الجزائريين ورواد زاوية الشيخ سيدي محمد بلكبير ومريديه ومحبيه". وخلص إلى القول "لله ما أعطى ولله ما أخذ، عظّم الله أجركم وأحسن عزاءكم فيما أصابكم ولا أراكم الله مكروها ولا فتنكم من بعد الفقيد وصب عليكم من شآبيب الرحمة والسلوان والحمد لله رب العالمين". وشيع جثمان الشيخ الإمام الحاج محمد عبد الله بلكبير، مساء أول أمس، بالجامع الكبير بأدرار، في جو مهيب بحضور السلطات العمومية وجمع غفير من المصلين والمعزين الذين توافدوا من مختلف جهات الوطن لأداء واجب العزاء والمواساة لعائلة الفقيد ومحبيه. وبلغ وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، لدى إشرافه على مراسم التشييع ممثلا لرئيس الجمهورية تعازي السيد تبون "المليئة بالأسى والشجى لهذا الفقيد الجليل والكبير لهذه الولاية العامرة وللجزائر والأمة الإسلامية جمعاء". وأشار بلمهدي في كلمة تأبينية، أن الشيخ الفقيد، الحاج محمد عبد الله، كان عارفا ذا كثير من الخصال والأفعال الطيبة في خدمة الدين والوطن في تدريس القرآن وعلوم الدين"، مضيفا أن "العزاء هو في مواصلة رسالة هذه المدرسة العامرة بتظافر جهود شقيقه الشيخ سيد الحاج أحمد ومعاونيه في هذا الصرح العلمي العريق. وقد عرف الشيخ الحاج عبد الله، بزهده وورعه وملازمته لوالده الراحل منذ نعومة أظافره وبعد وفاة والده الشيخ سيدي محمد بلكبير سنة 2000، تولى الإشراف على شؤون المدرسة القرآنية العريقة الموجودة بقلب مدينة أدرار. وانشغل بتدريس الطلبة علوم الدين وإكرام الضيوف وإصلاح ذات البين. وأشار الإمام الحاج عبد الله بالصالح وهو إمام خطيب بجامع الشيخ سيدي محمد بلكبير، أن "الشيخ سيدي محمد عبد الله نجل الشيخ سيدي محمد بن الكبير رحمه الله، كان خليفة لأبيه في المدرسة وكان مداوما في الإشراف على رعاية الطلبة في دراستهم وإيوائهم وفي كل مستلزماتهم إلى جانب إلقاء الدروس المسجدية". وأضاف أن الشيخ المرحوم "كان مهتما بالضيوف واستقبالهم وإيوائهم وفي كل ما يتعلق بأمورهم، بل أنه حتى أيام مرضه وهو على فراش الموت كان يسأل عن كل صغيرة وكبيرة وكان يوجه القائمين على المدرسة". كما سبق له وأن كان يؤم الناس في الجمعة لسنوات عديدة بعد وفاة أبيه وأشرف أيضا على إعادة بناء المسجد من جديد في التصميم الذي هو عليه الآن وكان له الحظ أن حج حجات عديدة قبل وبعد وفاة الشيخ الأب. وأوضح أستاذ التاريخ بجامعة أدرار والملازم للمدرسة القرآنية للشيخ سيدي محمد بلكبير، البروفيسور ختير الصافي ، أن نجل الشيخ الذي وافته المنية كرس حياته في التعليم والتعلم والوقوف على شؤون طلبة المدرسة القرآنية لأبيه الراحل منذ نعومة اظافره. وقدم المستشار المكلف بمهمة لدى رئاسة الجمهورية، محمد حسوني، رسالة تعزية رئيس الجمهورية الى شقيق الفقيد الشيخ سيدي أحمد بلكبير.وقال الرئيس تبون، في رسالة تهنئة للشعب الجزائري، بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة 2022، إن الوقت قد حان مع بداية السنة الجديدة "بعد أن تحقق لبلادنا الصرح المؤسساتي، أن نتوجّه جميعا لاستكمال الأشواط الحاسمة المنتظرة في مسيرة الأمة، نحو استرجاع الثقة في الطاقات الهائلة المعطلة والمهمّشة"، مشيرا إلى وجود إرهاصات "تحرير هذه الطاقات من قبضة الاحتكار ومتعهدي الطفيليين المستنزفين لخيرات الأمة بغير وجه حق". وشدّد رئيس الجمهورية، على أنه "لا مجال أمامنا لإهدار الطاقات والجهود في الانشغال بقضايا هامشية لأن التحديات اليوم هي تلك التي نخوضها معا بعزم لا يلين، وفاء لآمال وتطلعات الجزائريات والجزائريين في سبيل توفير أسباب النهضة الوطنية برؤية شاملة تهدف إلى الانتقال بالاقتصاد الوطني إلى الأخذ بمعايير المعرفة والجهد والكفاءة وإلى العمل على تكثيف وتسريع برامج التكفل بالتنمية الاجتماعية المستدامة، وضمان العيش الكريم للجزائريات والجزائريين في كل ربوع البلاد". وتطرق القاضي الأول في البلاد إلى "التحديات الراهنة" من "تعقيدات وصعوبات ومؤامرات زعزعة الاستقرار بما فيها محاولة خلق ندرة في المواد الأساسية"، داعيا إلى استلهام "القدرة على إحباط محاولات تثبيط العزائم ونحن نتهيأ لنهضة وطنية حقيقية تقوم على استنهاض القوى والقدرات الكامنة، خاصة لدى شبابنا التي عطلتها كوابح بيروقراطية، كانت صنيعة طبيعية لذهنيات الريع.. ومظاهر الفساد التي نخرت في العمق مقدرات الأمة".