كشف عميد المعهد الوطني للتجارة السيد عبد السلام سعيدي أن 10 بالمائة من خريجي المعهد يتوجهون لإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في حين أشارت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي السيدة سعاد بن جاب الله أن أساس إنشاء المؤسسات تعتمد على التمويل المالي ب 40 بالمائة وكفاءة صاحب العمل ب 60 بالمائة وهو ما يؤكد وجوب الاهتمام بتكوين وتدريب خريجي الجامعات للحصول على المعارف الأساسية في مجال إنشاء المؤسسات وتكوين رجل أعمال مؤهل للحصول على ثقة كل من أصحاب المال والإداريين، وللاطلاع على تجربة عدد من الدول التي استطاعت تحضير أرضيات لإنجاز مؤسسات صغيرة ومتوسطة نظم أمس بنزل الأوراسي أول منتدى دولي حول "المقاولتية" التي تعتبر جوابا للجامعة على رهانات التنمية الاقتصادية. لتشجيع خريجي الجامعات على إطلاق العنان لمواهبهم الإبداعية بادر المعهد الوطني للتجارة إلى اعتماد مجموعة من الحلول تساهم في تسهيل العقبات وتحضر الشباب لولوج عالم الشغل وخلق شركاتهم الخاصة، وبما أن قطاع الشغل أخذ حيزا واسعا من اهتمامات الحكومة الجزائرية في السنوات الأخيرة فإن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة -يقول السيد عبد السلام سعدي- هي الوسيلة الوحيدة لتوفير أكبر عدد من مناصب الشغل وبلوغ أهداف برنامج رئيس الجمهورية القاضية بتوفير 3 ملايين منصب شغل إلى غاية 2014، وعليه يقوم المعهد منذ سنتين بتدريس حصص في "المقاولتية" يقوم من خلالها مجموعة من الأساتذة والمختصين في الاقتصاد بمتابعة ومسايرة الطلبة في إعداد مشاريعهم الاقتصادية وكسب ثقة كل من البنوك والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب للحصول على التمويل اللازم، وحسب المعطيات الأولية فإن 10 بالمائة من خريجي المعهد تمكنوا من فتح مؤسساتهم الخاصة سواء بدعم من البنوك أو مؤسسات عائلية في عدة مجالات. ولدى افتتاح المنتدى الذي حضره مستشارون من رئاسة الجمهورية ووزارتي الدفاع الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي أشاد عميد معهد التجارة بكفاءات الجامعيين الجزائريين التي لا ينقصها إلا التشجيع وهو ما وفره المعهد لطلبته من خلال مركز تطوير الإرشاد والتوجيه المهني الذي يقوم منذ سنتين بتنظيم لقاءات في نهاية كل سنة لجمع الطلبة والمؤسسات الاقتصادية والمصرفية لتسهيل الحصول على منصب عمل أو تنفيذ مشاريعهم الاستثمارية، ومن جهته أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية في رسالة قرأها نيابة عنه المكلف بالإعلام السيد خرايفية إلى أن "المقاولتية" وسيلة لتطوير طاقات الشباب الجامعي في مختلف المجالات الاقتصادية مشيرا إلى أن الخبرات الأجنبية في هذا المجال دليل على نجاح الفكرة، علما أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في العالم تعتبر العمود الفقري لتطوير الاقتصاد على المديين المتوسط والبعيد وما على الجزائر اليوم إلا بناء ذلك الجسر الذي يربط وينسق العمل بين الجامعات كمؤسسات منتجة للكفاءات وعالم الاستثمارات الاقتصادية، وعن "المقاولتية" يقول الوزير أنها تدرج ضمن البرامج الجديدة التي اعتمدتها الوزارة منذ مدة لعصرنة خدماتها لتتماشى والتغيرات التي يعرفها العالم بصفة عامة منها إدخال نظام "أل أم دي "، "ليسانس ماستر دكتوراه" وأقطاب الامتياز، ومعاهد كبرى وهي برامج تنوي من خلالها الحكومة خلق جيل جديد من العمال والمختصين في جميع المجالات يجيدون التحكم في التكنولوجيات الحديثة ويستعملون البحوث العلمية في تطوير الاقتصاد المحلي. من جهتها أشارت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي السيدة سعاد بن جاب الله إلى أن قطاعها يعمل وفق توجيهات رئيس الجمهورية الذي دعا إلى تشجيع البحوث العلمية داخل المؤسسات الاقتصادية مع فك العزلة عن مجموعة من البحوث التي لم تر النور خاصة تلك التي تعنى بمجالات الري والفلاحة وحتى الصناعة، وعن موضوع المنتدى كشفت الوزيرة ل"المساء" أن استغلال الكفاءات الجامعية هي السبيل الوحيد لتنمية الاقتصاد الوطني فالعالم اليوم يسير نحو الاقتصاد المعرفي وعليه يجب استغلال الرصيد المعرفي للشاب الجامعي من خلال السماح بتحقيق مواهبه وإبداعاته على أرض الواقع مع إكسابه ثقافة الإقناع حتى يتمكن من الوصول إلى مصادر التمويل المالي، وهي المبادئ التي يجب أن تركز عليها الجامعات في برامجها الدراسية التي يجب أن تتأقلم مع مختلف التغيرات الاقتصادية، مشيرة في حديثها إلى أن عملية إنشاء أي مؤسسة تتطلب 40 بالمائة من وسائل التمويل و60 بالمائة من كفاءة صاحب المؤسسة. وحتى يتماشى خريجو المعهد الوطني للتجارة مع تغيرات السوق الوطنية -يقول السيد سعدي- تم اعتماد مجموعة من الحلول تخص تغيير المقترحات البيداغوجية منها إدخال مواد جديدة في التدريس تخص "المقاولتية" والبيئة الاقتصادية بالإضافة إلى التعمير الاقتصادي وذلك من خلال الاستفادة من خبرة الأساتذة الجزائريين المقيمين في المهجر الذين كانوا وراء فتح أول مركز لتطوير الإرشاد والتوجيه المهني و"دار المقاولتية" بكلية الاقتصاد والتسيير بجامعة قسنطينة، وفي نفس الإطار أشار عميد الكلية السيد شراب عبد العزيز ل"المساء" أنه على الجامعات الانفتاح على المحيط الاقتصادي ولبلوغ هذه الأهداف يجب الاستفادة من خبرات الجامعات الأوروبية والأمريكية في هذا المجال وهو ما قامت به جامعة قسنطينة التي قامت بتوأمة بينها وبين جامعة "غرونوبل " بفرنسا بغرض تكوين الأساتذة الجزائرية في مجال "المقاولتية" ومساعدتهم على فتح "دار المقاولة" التي تقوم منذ سنتين بمجموعة من النشاطات التحسيسية لصالح طلبة الجامعات من خلال تنظيم ملتقيات وأيام دراسية لتكوين الطلبة على الحصول على معارف في الاقتصاد والإدارة. ويذكر أن المنتدى الذي شارك فيه مجموعة من الأساتذة الجزائريين المقيمين في الخارج سينهي أشغاله اليوم بتنظيم ورشتين الأولى حول طرق إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن طريق التركيز على "المقاولتية"، أما الثانية فستخص سبل بناء جسور الاتصال بين المؤسسات والجامعات في حين سيتم اختيار أحسن مشروع لإنجاز مؤسسة صغيرة ومتوسطة قام به طلبة المعهد.